|
شكرا - نورالدين
- شكرا
|
العدد: 765827
|
نورالدين
|
2018 / 4 / 14 - 01:02 التحكم: الكاتب-ة
|
أهلا بالاستاذة الكريمة
جوهر الماركسية في نظري على الأقل هو أن التغيير السياسي تحصيل حاصل، لذلك يعتبر الرهان على التغيير من الأعلى رهانا غير مضمون النتائج، حتى لو حصل وتجارب كثيرة تصب في صالح هذا التصور، فالبيئة الاجتماعية الاقتصادية كما الثقافية هي الكفيلة بإحداث التحولات المطلوبة، كما تعززها نظرية التطور بيولوجيا على الأقل، فلكي تحدث نقلة واعية وجب استثمار معطى طبيعي مستجد بكيفة تساعد على البقاء، فمثلا التورة المعلوماتية يمكن استثمارها لتنمية الوعي وفتح أفق التلاقح الثقافي بين الحضارات، لكن في الغالب تجد الطبقة الحاملة للتنوير تقرأ الأحداث وفق وعي تقليدي وغير فلسفي، تقرأ الحدث من جهة الغزو الثقافي والاقتصادي وتخاف من ضياع الهوية مع العلم أنها تدعي الهوية الإنسانية لكن تشبعها بالانغلاق والثقافة الاقصائية يمنع عنها أن تسير في خط الانفتاح وتقبل التغيير بإيجابية، فالتمدن باعتباره ظاهرة انسانية أو منتوج بشري صرف، من الأليق أن ينظر المثقف للتحولات البشرية بإيجابية، مع طبعا إعمال الفكر النقدي وتوجيه البوصلة نحو مزيد من الانفتاح والضغط في اتجاه تكريسه بدل الرفض كمصطلح العولمة الذي يكاد يكون عنوانا مشؤوما في ثقافتنا مع العلم أنه معطى حاصل ونرفضه رفضا كما نرفض مجموعة من الحقائق المعرفية التي تعززها البحوث العلمية، فقط لأننا لا نستطيع الانفتاح على الآخر، هذه الثقافة الفؤية الساكنة في عمقنا تحول دون استفادتنا مما يتيحه التفاعل الإيجابي مع التغيير، ومهمة المثقف هي إظهار هذا الجانب الإيجابي للتغيير
التمدن في الأخير هو الانفتاح والقبول بالتغيير أي التحرر وعندما ركز سارتر على اعتبار الإنسان مجبر على الحرية فلإيمانه أنالتغيير هو الأساس وليس التقوقع والانكماش على الذات وخلق الكثير من الثوابت التي تكبل حركة الفرد والمجتمع، فلو تمكن المثقف من جعل الحرية منطلقا قويا عند رسمه لخطابه لأمكنه أن يكبح تلك اللاءات التي تكرس التمسك بالوضع الراهن وقولبة العقول على نفس منهجية عمل الفكر التقليدي، فرغم أن الإنسان مجبول على التغيير كاساس لكنه أيضا ميال للمحافظة لكونها كسولة لا تحتاج لكثير من الجهد والعمل، لذلك يعتبر التغيير الاجتماعي بطيئا فالثورة الثقافية تحتاج أجيالا متعاقبة ليحدث التحول، وهو أمر لا يحبه السياسي لأنه يريد قطف الثمار لحظيا، لذلك الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد من طرف المثقف والكثير من التضحيات، والفكر الديني واحد من الاسباب التي تكرس الحفاظ على الوضع القائم، بإلغائه للسببية وفتح لأفق التغيير اللاإرادي، الذي يأتي هكذا وتركيزه على الإشباع النفسي الخيالي وتأجيل الثمار، أي الخضوع لثقافة المجتمع وتجنب الحرية التي تجعلك مسؤولا عن خطواتك وعملك من هذه المنطلقات هل يمكن أن نسير في أفق جعل التفكير الديني يسير على خطى الحرية والعمل على جعل النص يستجيب لهكذا طموح الأمر ليس سهلا لكنه أيضا ليس مستحيلا ما دام هناك من جسد هذا التوجه
وشكرا مرة أخرى
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حنان بن عريبية - مفكرة وشاعرة وباحثة في التشريعات المقارنة والدين والفلسفة - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الغُموض فِي عَلاقة الدِّين بالتَّمدُنْ . / حنان بن عريبية
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
حوار مع القدس : قصيدة شعرية
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سرديات (اللامرئي) بين الواقع والمتخيل في القصة القصيرة قراءة
...
/ محمد عبدالله الخولي
-
مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 2-6/ إشبيليا ال
...
/ أكد الجبوري
-
الكيان الصهيوني وتوافق المصالح الغربية
/ زكرياء مزواري
-
ألكسندر دوغين – الدولة العميقة - الجزء الثاني 2-3 – إغتيال ب
...
/ زياد الزبيدي
-
هل ستصبح شعوب المنطقة ضحية لحرب نووية بين إسرائيل وإيران؟
/ احمد موكرياني
المزيد.....
-
التعاون الإسلامي تدين استمرار جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائ
...
-
الحيازة والمكلية حق المرأة الريفية
-
الصحة اللبنانية: 9 قتلى بغارة إسرائيلية على بلدة ذات أغلبية
...
-
شاهد عيان: نيران الغارة الإسرائيلية على غزة -التهمت الناس قب
...
-
-لن أخبر أحدا بذلك-.. تشيزني بعد انتقاله لبرشلونة يفصح عن سر
...
-
“التسجيل فتح الان”.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في
...
المزيد.....
|