|
تساؤلات حول معتقداتكم الشيوعية - عبد السلام أديب
- تساؤلات حول معتقداتكم الشيوعية
|
العدد: 741882
|
عبد السلام أديب
|
2017 / 9 / 2 - 23:20 التحكم: الكاتب-ة
|
تحية للمناضل حنا غريب خاصة على تعيينه امينا عاما للحزب الشيوعي اللبناني، ان حزبكم الموقر الذي يعد من أقدم الأحزاب الشيوعية العربية شكل مصدرا للكثير من الأفكار السياسية الجادة التي تعاملت مع الواقع السياسي اللبناني ومع الواقع العربي والمغاربي ولعل كتابات حسين مروة ومهدي عامل لا زالت تصدح براهنيتها في أي تحليل ملموس للواقع الملموس الجهوي. اسمحوا لي الرفيق حنا غريب ان أتساءل معكم حول بعض القضايا الشيوعية العامة المتناقضة مع بعض القضايا التي تطرحونها، والتي قد تكون نتيجة التعارض بين التكتيك والاستراتيجية، فالحديث كثيرا عن -الوطنية- والثورة -الوطنية- الديموقراطية الشعبية والتي عرفت منشأها في خضم الثورة الصينية بقيادة ماو تسيتونغ، ورسخت مكانتها بقوة في القاموس القاموس السياسي للأحزاب الشيوعية العربية والمغاربية، يدخل نزعة التناقض في ذهن أي مناضل شيوعي بهذه المنطقة. فالمنطق الشيوعي ينطلق من الشعار الذي اطلقة كارل ماركس وفردريك اجلز -يا عمال العالم اتحدوا- وهو الشعار الذي ينفي أي نزعة وطنية شفوفينية، كما أن أيديولوجية -الوطنية- انفضح امرها كصناعة برجوازية صغرى لخلق فضاء سياسي يربط الطبقة العاملة ببرجوازيتها المحلية التي تمتلك الوطن وخيراته وتستغل ابشع استغلال البروليتاريا. وقد نضيف الى هذا وذاك ان الهيمنة الحالية للرأسمال المالي العالمي وللشركات متعددة الاستيطان جعل كافة البرجوازيات الكومبرادورية المحلية تخدم مصالح رأس المال المالي الدولي، مما يجعلنا نجزم بأن بروليتاريا اليوم أينما وجدت، سواء في بلدان الشمال أو الجنوب، هي عبارة عن بروليتارية أممية تخضع لاستغلال اممي للرأسمال المالي العالمي. إذن، فالمحافظة على شعار الوطنية أصبح سيلة للاستهلاك وتشويه الفكر البروليتاري. وقد نضيف الى شعار الوطنية شعار -القومية العربية- التي أكل عليها الدهر وشرب حيث انفضح امرها لدى البرجوازيات المحلية في العديد من البلدان وحيث كان رد فعل الجماهير الشعبية قويا على تحول الشعار الى أسلوب ديكتاتوري للاغتناء من جهة وقهر الشعوب العربية والمغاربية. كلمة -عربية- ذات النزعة الشوفينية هي أيضا تحدث صراعات وتناقضات سياسية لا حصر لها، ففي المنطقة العربية والمغاربية قد نتحدث تجاوزا عن العروبة ولكن منطقة العروبة تقتصر فقط على الجزيرة العربية أما عذا تلك المنطقة فهناك قوميات متعددة لعل ابرزها القومية الامازيغية والقومية الكردية. فكيف يمكنك كشيوعي ان تتجاوز هذه التناقضات الرئيسية وتتجدث عن الوطنية والقومية العربية. السؤال أعلاه يشكل جزءا أساسيا في ازمة اليسار والحركة الماركسية اللينينية في هذه المنطقة ومن شأن معالجة الإشكالية السماح بخطاب سياسي جديد مبدع لإعادة هيكلة الفضاء السياسي البروليتاري القادر على مقاومة المخططات الامبريالية والصهيونية وتعبئة الجماهير الشعبية من أجل خوض الصراع الحاسم في آن واحد ضد الكمبرادورية الاستبدادية المحلية وضد الهيمنة الامبريالية راعية هذه الكمبرادورية. فالفضاء السياسي العربي والمغاربي زاخر بالتناقضات والمطالب الجماهيرية المتعارضة وعلى الحركة الشيوعية ان تكون في مستوى توحيد مختلف المطالب المتعارضة في اطار كتلة سياسية تاريخية من اجل اسقاط الأنظمة الاستبدادية القائمة والتوجه مباشرة بعد ذلك نحو الثورة الاشتراكية. السؤال الثاني يتعلق بكيفية حسم الأحزاب الشيوعية لمسألة السلطة، فنحن نعلم ان الديموقراطية البرجوازية لها من القوة ما يجعلها وسيلة حاسمة لتحقيق الاصلاحية والتعاون الطبقي خاصة وانها تمكنت من الفصل بين العمل النقابي والعمل السياسي ، وحيث أصبحت الأحزاب الشيوعية مجرد تجمعات لمثقفين سياسيين لا علاقة لهم بالبروليتارية الا فيما يتعلق بالوصاية لاستخدام البروليتاريا لتحقيق مآرب سياسية برجوازية صغرى، والى اليوم لم نلاحظ في الأحزاب الشيوعية العربية والمغاربية من تضم في مكاتبها السياسية قيادة طليعية عمالية ، فهذا التناقض الصارخ ينعكس على الممارسة السياسية لهذه الأحزاب ويحولها الى أحزاب برجوازية صغرى إصلاحية وليس الى أحزاب شيوعية ثورية. انه عدا شرط قيادة عمالية ثورية في المكاتب السياسية للأحزاب الشيوعية فإن حسم السلطة لصالح البروليتارية قد لا يتحقق عبر العملية الانتخابية والبرلمانية مما يعني الاندماج في اللعبة الديموقراطية البرجوازية التي لا تحقق سوى المزيد من البرجزة والاصلاحية، فهل في رأيكم قد يتطلب الأمر اللجوء الى الانتفاظة الشعبية المسلحة من أجل انتزاع السلطة من البرجوازية، كما حدث في ثورة 1905 وثورة أكتوبر 1917 التي نعيش اليوم ذكراها المائوية؟. المراهنة على النقابات كاطارات برجوازية إصلاحية لا يضيف للأحزاب الشيوعية الكثير من عوامل اقوة بقدر ما يجب استعمال هذه الإطارات كاطار لرفع مستوى الوعي الطبقي البدائي والنضال الى جانب الطبقة العاملة، لكن الرهان الأقوى هو كيفية الرفع من الوعي الطبقي العمالي من مجرد وعي طبقي بدائي الى وعي اشتراكي سياسي يستهدف حسم السلطة لصالح الطبقة العاملة ومن اجل الاشتراكية. سؤالي لكم هو عن ممارسة الحزب الشيوعي اللبناني بعد حوالي مائة سنة تقريبا عن تأسيسه، هل لا زال يؤمن بهذه الأفكار الثورية خاصة منها العمل المسلح وديكتاتورية البروليتارية خلال المرحلة الانتقالية للقضاء على الطبقات والتطلع الى المجتمع الشيوعي الديموقراطي الشعبي الخالي من الطبقات؟
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حنا غريب - الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التحرّر الوطني والمقاومة العربية الشاملة. / حنا غريب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
وتستمر المعركة بين الدم والغطرسة
/ عزالدين بوغانمي
-
الحياة في فخ الموت الذي تمثله غزة
/ عبد الاحد متي دنحا
-
صوم الايزيدية والظاهرة الفلكية -
/ خالد علوكة
-
إسرائيل واغتيال العقل النووي العربي
/ إبراهيم مشارة
-
تشظي الذات وسقوط اليقين .. قراءة في جدلية الوجود والعبث في ن
...
/ واثق الجلبي
-
هواجس عن العلمانية والإسلام ــ 385 ــ
/ آرام كربيت
المزيد.....
-
مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم
...
-
تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
تابعوا منوعات لولو بأعلى جودة.. تردد قناة وناسة 2025 على الق
...
-
رسميا تردد قناة الكويت الرياضية 2025 الناقلة لبطولة خليجي 26
...
-
السلطات اليمنية:ماتتعرض له الموانئ منذ 2015 جرائم حرب كبرى ل
...
المزيد.....
|