|
التعريب و التكريد .. ولم لا ؟ - بشير شريف البرغوثي
- التعريب و التكريد .. ولم لا ؟
|
العدد: 723872
|
بشير شريف البرغوثي
|
2017 / 5 / 16 - 23:10 التحكم: الكاتب-ة
|
الأستاذ الفاضل أحمد بهاء الدين شعبان أود التركيز على مسألة - التشخيص - .. و بخاصة للمرجعيات الأساسية التي ذكرتم أنها تشكل الهوية الوطنية و هي الإسلامية و الليبرالية و القومية و الإشتراكية هذه المكونات لا تعمل من تلقائها و لا تملك آليات دافعة لتحريك الجماهير بل هي مجرد تطبيقات محلية لقوى مؤثرة عالميا و حين تنصلح اصطفافاتها الخارجية فإنها تندغم محليا بقدرة قادر و عندما تضطرب شبكة مصالحها الخارجية فإنها تحول الهوية الوطنية إلى براقع ممزقة بين مخالب لا هي وطنية و لا إنسانية و لا قومية ... هي مصالح شرسة فقط تحول الاقتصاد الوطني الى ارقام هامشية في لعبة المال الطيار و كمثال : هل يمكن اعتبار حركة الاخوان المسلمين جزءا من هوية وطنية ام جزءا من شبكة مصالح دولية ؟ أنا هنا لا أقدم حكما قيميا بل أؤكد أن هويتنا الوطنية هي الآن عبارة عن - صناعة تجميع محلي - لا أكثر القومية .. ألا ترى استاذنا أحمد أن كثيرا من أهل اليسار العرب يصيبهم الغثيان مثلا عند ذكر العروبة او القومية العربية و كأنها شوفينية مقيتة او فاشية جديدة تحتل أوروربا و امريكا و تستغل مقدراتها و ألخ الخ ... هنا يلتقي الليبراليون مع بعض الماركسيين مع اهل النفط في رفض فوري لأي شيء اسمه قومية و نفس الدرجة من الرفض تواجهنا حين نطرح مسالة القومية الكوردية .. أحسب أن الفرز يبدأ اولا من خلال لقاء كل القوى الحريصة على الاستقلال الوطني أولا .. و رفض الاحتلال الاجنبي و التدخل الاجنبي و الإملاءات الخارجية .. و إلا فما معنى الحرية الشخصية / الليبرالية او حتى الحقوق المدنية في أوطان محتلة بشكل مباشر او غير مباشر ؟ إذا كانت الرأسمالية قطة اليفة مقارنة بالمؤسسات المالية الدولية فكيف ننهض و في اوساطنا أعداد كبيرة تهلل للتدخلات الاجنبيىة و بعض هؤلاء يعي ان البنك الدولي يتدخل حتى في نوعية المحاصيل التي على فلاحنا ان يزرعها او يتجنب زراعتها ؟ لسنا هنا بحاجة الى تحديد نوعية العباءة - ماركسية او قومية او اسلامية بل بحاجة الى موقف الفرد او الحزب او التيار من التدخل الاجنبي .. فما بالك حين يكون استجرار التدخل الاجنبي دمويا كما تم في كثير من دولنا ؟ ألا يكون تأييده و ترويجه فعلا منافيا و خادشا للحياء الوطني ؟ إن هذه المنطقة سمها الوطن العربي او اي اسم آخر يريح من يعانون من الحساسية المفرطة من كل ما هو عربي - قد حرمت عند نشوء الامم الحديثة من حق تقرير المصير لأهم شعبين فيها و هما الشعبان العربي و الكردي .. و تم خلق شعب مصطنع جديد اسمه اسرائيل و منحه حق تقرير المصير وحده دون شعوب المنطقة ! هكذا اصبح السؤال المعلق في مراكز القرار العالمي كسيف معلق بشعرة على رأس اي نظام مصري جديد هو : ما هو موقفه من اتفاقيات كامب ديفيد ؟ ..قبل اي سؤال آخر حول الخطط و البرامج العملية لحل مشاكل مصر الاخرى و لكن هذا لا ينفي الحقائق الثابتة التي تقول ان لكل شعب له امتداده الاقليمي و التاريخي من اعادة بناء نفسه و توزيع مقدراته بعدالة على أبنائه و دو ن تدخل خارجي إننا بحاجة الى الايمان بقيم العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و جمع الجماهير حولها كمطالب و كبرامج و ليس الى صناديق الاقتراع المحكومة مسبقا بوزن صناديق الذخيرة و صناديق المال الدولية و المحلية لا أظن ان الجماهير بحاجة الى عمليات الفرز التقليدية ماركسي / اسلامي / قومي / ليبرالي .. بل نحن بحاجة الى مطالب محددة : مجانية الخدمات الصحية و التعليم ! و توزيع الاراضي .. و توسيع مساحات البناء الشعبي .. و مشاريع الكفاية العائلية الصغيرة بدل انتظار اصحاب رؤوس الاموال كي يتصدقوا علينا و يقبلوا ان يستغلونا ! و للحديث اكثر من صلة نعم نريد تعريبا لكل النظريات و نريد تكريدا لها ايضا .. دون خضوع للخرائط المقصقصة سواء كان مصدرها سايكس بيكو او فوضى غونزاليسا رايس
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أحمد بهاء الدين شعبان - الأمين العام للحزب الإشتراكي المصري وأحد أبرز قيادات اليسار المصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا اليسار في مصر والعالم العربي علي ضوء المتغيرات الجارية / أحمد بهاء الدين شعبان
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
عن الدعاء ( أسئلة ثلاثة مترابطة )
/ أحمد صبحى منصور
-
كامل الإدانة للعدوان الإمبريالي الصهيوني على إيران
/ الحزب الشيوعي السوري
-
الحرب الإيرانية الإسرائيلية: أسبابها وتداعياتها
/ ابراهيم ابراش
-
هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
/ محمد رضا عباس
-
نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة: -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
/ حمودة المعناوي
-
إرث رضا شاه: لوحة معقدة من التناقضات
/ حميد كوره جي
المزيد.....
-
من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع
...
-
الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا
...
-
ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية-
...
-
ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير
...
-
قتلى قرب مواقع توزيع مساعدات في غزة، والأمم المتحدة تدعو إلى
...
المزيد.....
|