|
حابل المنتهى نابل الاسكندر - محمد علي مقلد
- حابل المنتهى نابل الاسكندر
|
العدد: 707571
|
محمد علي مقلد
|
2017 / 1 / 2 - 22:49 التحكم: الكاتب-ة
|
بعد التحية أعترف لك أنني لم أسمح بنشر تعليقك بداعي -التلطف- بل بسوء النية. حتى الاعتراف يبدو خبيثاً ، أليس كذلك ؟ نعم سمحت بنشره لسببين ، الأول ليكون حوار أهل -الممانعة- عبرة لمن اعتبر من أهل الحوار. فأنت من ينطبق عليه المغزى من حكاية سليمان الحكيم، حين جاءه من يشكو له السارق الذي يسطو على دجاجاته كل يوم. جمع أهل القرية وخطب فيهم قائلاً، ألا يخجل السارق منكم أن يأتي وريش الدجاجة على رأسه. رفع السارق يده لينزع الريشة، ففضح نفسه. أو كأنك ينطبق عليك مغزى الطرفة التي تحكي عمن يبحث تحت مصباح الشارع عن شيء ضاع منه، وحين سألوه لماذا اختار هذا المكان للبحث عن غرضه الضائع وهو يعرف أنه أضاعه في مكان آخر، قال: أضعته في مكان معتم ولا أستطيع البحث عنه هناك. سردت لك لائحة بما ينبغي أن تقرئيه لتفهمي الجواب. وها انت تعترفين بأنك لم تأخذي بالنصيحة، وأنك اكتفيت بقراءة ردودي على الآخرين. ردودي على الآخرين كانت نقاشا مع أفكارهم، وردي عليك كان نقاشا مع أفكارك أنت. كان عليك أن تقرئي ما نصحتك به وهو متيسر في موقع الحوار المتمدن، لا أن تهربي إلى قراءة سواه. يا منتهى، يمكن للمرء أن يقرأ كثيرا، لكن المهم أن يحسن اختيار ما يقرأ. ويمكن للمرء أن يقرأ كثيرا لكن المهم أن يفهم ما يقرأ. ويقال الشيء ذاته عن الكتابة. لقد عودنا يسار الممانعة( أرجو أن تقرئيه ولا تترددي) أن يشتم بدل أن يحاور. وها أنت تستعرضين عضلاتك بالفرنيسة لتزعمي أنك تعرفين Le Pen لتوقعي نفسك في فخ التطرف. إنك الوجه الآخر للعملة ذاتها، عملة التطرف، ومن الطبيعي أن تقع الطيور على أشكالها. أعداء الديمقراطية حلفاء في كل مكان... وأنصار الاستبداد حلفاء في كل مكان. أما السبب الثاني الذي أملى علي نشر تعليقك فهو رغبة مني في أن يسعى المشرفون على موقع الحوار المتمدن، هذا الموقع الراقي للحوار بين اليساريين، أن يسعوا لجعله موقعا للحوار وأن يوصدوا أبوابه أمام الشتامين. ولا تتفاجئي إن صنفت تعليقك من باب الشتم، فمن مناهج البحث العلمي الذي نعلمه لطلابنا في الجامعة، أن النقاش المجدي هو الذي تتواجه فيه الفكرة بالفكرة وليس الذي يرد فيه على الفكر بأحكام غير مبررة. لم تقنعيني بأي رابط يجمع بين كل البحوث والكتب التي دأبت على نشرها منذ منتصف الثمانينات والتي تهتم بموضوع اليسار، مع المتطرف اليميني الفرنسي لوبن وإبنته وريثته في التطرف. ولست أعلم كيف تفسرين كلامي عن حاجتنا لماركس بأنه سخرية منه. فهم بالمقلوب لا يفعله إلا الراسخون في الفكر الخشبي وفي نهج الممانعة. ثم إنني عرضت عليك، وعلى من تشائين، أن يقرأ كتابي، هل الربيع العربي ثورة؟ وأن يكتب فيه نقداً. أنا بانتظار من يتجرأ على ذلك. في هذا الكتاب فضحت منهج التفكير الممانع المدافع عن الاستبداد والمتضامن مع الأنظمة ضد الثورات. اقرئي فيه كلاما توجهت فيه إلى أهل اليسار الممانع الذي كان يتظاهر في بيروت أمام السفارة المصرية دعما للثورة، قلت لهم فيه، أيها المتضامنون هذه الثورة قامت ضدكم. كتبت ذلك في شباط 2011 أي قبل أن ينتبه يسارك الخشبي إلى أن الثورة ليست ضد الاستعمار ولا ضد أعداء الاتحاد السوفياتي بل هي دعوة لإسقاط أنظمة الاستبداد. وفي هذا الكتاب ناقشت كبار فلاسفة الاقتصاد، وهم أساتذتي، ومن موقع الاحترام الكبير لهم، معترضا على منهجهم في قراءة أحداث الربيع العربي. قد تكون الأسباب، في التحليل الأخير، وأشدد على التحليل الأخير، متعلق بالبنية التحتية والاقتصاد، إلا أن المحرك الرئيسي لإحداث الربيع العربي كان سياسيا بامتياز، أو على الأقل، إن أي حل للأزمة الناشبة لن يكون إلا حلا سياسيا: الدستور، الحياة الديمقراطية، تداول السلطة... باختصار، الشعب يريد إسقاط النظام الوراثي. نحن في لبنان ابتكرنا شعارا آخر يتناسب مع أوضاعنا. في لبنان دستور ينتهكه أهل السلطة، ولذلك رفعنا شعار ، الشعب يريد تطبيق النظام، أي احترام الدستور وتطبيق القوانين. في كل الأحوال قد لا يكون هذا النقاش مجدياً مع أهل الجمود العقائدي، لكننا متأكدون أنه سيكون مجدياً مع الجيل اليساري الجديد الباحث عن الحقيقة اليسارية خارج الأصوليات.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها. / محمد علي مقلد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لماذا نعتبر أن هذه الحرب حربنا؟؟
/ صلاح السروى
-
هناء 4
/ أمين بن سعيد
-
كيف تورط نتينياهو في الحرب مع إيران
/ محمد باني أل فالح
-
زمن الذئب 2003(مايكل هاينكه):عالم الملاذ
/ بلال سمير الصدّر
-
هل تغيرت موازين القوى بالمنطقة
/ صادق حسن الناصري
-
14حزيران :حين يتحول التاريخ إلى مرآة للذات الحزبية ؟
/ اكرم حسين
المزيد.....
-
استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع
...
-
مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو-
...
-
البنك المركزي المصري يكشف عن سعر الدولار اليوم 16 يونيو 2025
...
-
“مضمونة 100%” خطوات شحن نقاط فيفا موبايل 2025 FIFA Mobile ال
...
-
من زجاجة المياه لطريقة تسخين الطعام.. تغييرات تقلل تعرضك لأض
...
-
حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
المزيد.....
|