|
قل لي ما مصطلحك أقل لك من أنت - محمد علي مقلد
- قل لي ما مصطلحك أقل لك من أنت
|
العدد: 707445
|
محمد علي مقلد
|
2017 / 1 / 1 - 12:42 التحكم: الكاتب-ة
|
تحياتي الحارة رفيق عارف نحن متفقان على كثير من الأمور والأفكار، ومختلفان حول اثنين منها. الاختلاف الأول هو معنى المصطلح. الأصولية مصطلح ليس من اختراعي، لكنني أزعم أنني أول من استخدمه بهذه الصيغة، أي بتوصيف أزمة العمل السياسي في بلادنا حين نظرت إلى العطل المشترك الموجود في أنظمتنا وفي أحزابنا على السواء. كان ذلك في سياق البحث عن قانون يشخص حالتنا. فصلت ذلك في كل كتبي، الأصوليات، الشيعية السياسية، اغتيال الدولة، وهل الربيع العربي ثورة، وليس هنا مجال لإعادة تلك التفاصيل. أهديت كتابي الأول، وهو موجود في حوزتك، لمهدي عامل، بعبارة: إلى مهدي عامل، معلّماً أصولياً بامتياز، ومفكراً أصيلاً بامتياز. وفي لاوعيي كنت أميز بين الأصالة والأصولية. وربما هذا ما التبس في تعليقك حين رأيت أن نقيض الأصولية هو التراخي، وفي اعتقادي أن التعبير يستقيم لو وضعت -أصالة- بدل أصولية، لأن هذه الأخيرة لا تعني الشدة ولا التشدد ولا الحزم ولا الثبات على الرأي بالمعنى الإيجابي للثبات، أي بنقيض من يميل مع الريح ويبدل أفكاره ومواقعه عند تبدل الظروف. لا . الأصولية بالمعنى الذي استخدمته هي العودة إلى الأصول الأولى والنصوص الأولى والسير الأولى، وكأن العقل الذي أنتج تلك الأصول صار عقيماً وعاجزاً عن التجدد. الأصولي هو الذي حين يبحث عن حل لمشكلة راهنة يفتح كتابا قديما للسلف الديني(الأئمة والصحابة والسنة النبوية مثلا) أو للسلف اليساري (ماركس ولينين وماوتسي تونغ وتروتسكي وسواهم). استناداً إلى هذا التعريف للمصطلح لا يكون نقيضه التراخي بل التجديد الفكري. كل جيل جديد هو أكثر قدرة على فهم واقعه من الأجيال القديمة. من غير أن يعني ذلك أن كل نتاج فكري يموت بموت صاحبه. ألا ترى كيف بقيت علوم الأولين وفلسفاتهم حية عبر القرون والأجيال، ألا ترى معي كيف يحيا أرسطو وأفلاطون بين سطور المفكرين المعاصرين، ألا ترى معي كيف يصنف الماركسيون الفكر بين مادي ومثالي ويستحضرون التاريخ ليؤكدوا صحة وجهة نظرهم؟ الماضي لا يموت لكننا نحن الذين نقتله حين نستحضره لنطبقه بحرفيته، حين ننقله من دون أن نأخذ بالاعتبار خصوصيات ظروفه. الاختلاف الثاني هو حول البرنامج. في حوار مع السيد محمد حسين فضل الله عن الديمقراطية والحرية أجاب على السؤال حول موقف الحركات الإسلامية من الحرية، قائلاً، إن الإسلام السياسي مع الحرية طالما هو في المعارضة، وحين يصبح في السلطة فلا حكم إلا لله. هذه من أعراض الأصولية التي ظهرت في تعليقك حين تطالب بالديمقراطية كمرحلة انتقالية، أي كإطار يتيح لك أن تناضل من أجل مشروع آخر. الديمقراطية يا صديقي مهمة وضعها التاريخ على جدول عمله، وحين تبلغ حدودها التاريخية( بحسب التعبير الماركسي) تسقط وحدها ليضع التاريخ على جدول عمله مهمة أخرى. أما هذا التحقيب الذي تقترحه فهو إرث لينيني أو ستاليني، وهو الذي أوقع الأحزاب اليسارية والشيوعية في المطبات التي أشرت إليها في تعليقك، والتي بموجبها راحت تلك الأحزاب تتذاكى في اختيار تحالفاتها المرحلية لتجد نفسها لا في العير ولا في النفير، لا مع الديمقراطية ولا مع الاستبداد، أو قل مع الديمقراطية ومع الاستبداد في آن واحد. مع محبتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها. / محمد علي مقلد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
بانوراما عمان
/ عمر قاسم أسعد
-
غيابك
/ نادية الإبراهيمي
-
ارحل
/ طارق محسن حمادي
-
شعر العاميّة المصرية المعاصر-رؤية مشهدية لا نقدية
/ مصطفى التركي
-
تعويم زفة .. زياد الرحباني
/ عصام محمد جميل مروة
-
نص _ أعدك
/ صالح مهدي محمد
المزيد.....
-
تصميم سعودي و200 ساعة عمل.. أحدث إطلالة لجينا أورتيغا
-
بعد تقليله من شأن علاقته بإبستين.. شاهد كيف تحشد وسائل الإعل
...
-
شاهد كيف علق مراسل CNN على دعوة دول عربية حماس الى نزع سلاحه
...
-
تبلغ 73 عاما.. من هي المرأة التي خططت لاغتيال نتنياهو بقذيفة
...
-
مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
-
شقيق الطيار الكساسبة يعلّق على قرار محكمة ستوكهولم بإدانة وح
...
المزيد.....
|