أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن خليل - عادل العمري










رد الى: حسن خليل - عادل العمري

- رد الى: حسن خليل
العدد: 694511
عادل العمري 2016 / 9 / 11 - 14:49
التحكم: الكاتب-ة

عزيزي: تحياتي:

- الرأسمالية تكاد تكون مرادف للحداثة، وأعداؤها الماركسيون يسمون نمط الإنتاج البورجوازي: نمط الإنتاج الحديث، وطالما تغزل ماركس في ثوريتها.

- التحديث تم في العالم كله بقيادة وضغوط الرأسمالية، وهي التي حركت المجتمعات الراكدة، سواء بالضغط أو بالسيطرة المباشرة. وحيث تدخل الرأسمالية بلدا لتستغله تأتي معها بنمط الاستغلال الرأسمالي. أظن أن التاريخ واضح تماما بخصوص هذه المسألة؛ فالرأسمالية هي التي قادت تحديث العالم قبل الرأسمالي جزئيا، سواء بالضغوط أو بالإدارة المباشرة: إدخال لغات حية، بنية أساسية تخدم التبادل الدولي، تعليم ومنظومة صحية وقانونية، وجهاز أمن..إلخ، كله لخدمة القطاعات التصديرية في المستعمرات. في مصر كان محمد علي نفسه غازٍ على رأس جيش أجنبي، قام بإصلاحات محدودة للغاية؛ مجرد بذور للتحديث اللاحق، في سبيل جعل جيشه قادرا على تحقيق انفراده بمصر وأجزاء أخرى من الدولة العثمانية، وبمساعدة فرنسية، ولم يحقق أيَّ برجزة للعلاقات الاجتماعية، بل قضى على بذور الرأسمالية، وأعاد بناء نمط الإنتاج الآسيوي بقوة، حتى الصناعة كانت تتم بالسخرة، ولم يحدِّث منظومة العدالة؛ أما التوسع في مشاريع الزراعة فشيء فعلته مرارا الدولة المصرية -الآسيوية-..الضغوط الغربية هيَ التي فرضت بعد ذلك إلغاء احتكار الدولة، وتوسع التنقيد إلى حد كبير، وإنشاء السكك الحديدية وقناة السويس وسد أسوان..بل دفعت الحكام إلى إلغاء القنانة تدريجيا، وإقرار حق ملكية الأرض، وتغيير القوانين وإجراءات التقاضي، وتم إنشاء نظام مصرفي حديث، في سبيل تسهيل نشاط رأس المال الأجنبي والتجارة الدولية، وكان من الطبيعي أن تنهار صناعة الدولة، لأنها رديئة وموجهة للجيش الذي انهار. من الغريب أن تقول إن المرأة خلعت الحجاب في سياق النضال ضد الاستعمار وتسكت؛ فالاستعمار هو الذي نشر أفكارا علمانية في البلاد ولا تنسى دور بعثات محمد علي، وبالتأكيد لم يكن الاستعمار يبدي أيَّ احترام للحجاب والنقاب، بل العكس، ولم يكن ليظهر دعاة تحرر المرأة دون بعثات محمد علي والتأثر بالثقافة الأوروبية البورجوازية (مجرد التعلم في أوروبا هو ارتباط بالنظام العالمي). طلعت حرب أنشأ مشاريعه المصرية في ظل الاحتلال وبقوانينه وفي حماية منظومته؛ فلم يتم اعتقاله أو اغتياله مثلا ولا رفض تأسيس مشاريعه، بل شجعه الاحتلال لسد حاجة القوات البريطانية من السلع، وكانت بعض مشاريعه تنشأ بمرسوم ملكي، وتم تدريب كوادره في بريطانيا وغيرها، ثم تم تحجيمه بسبب منافسة مؤسسات أجنبية، دون إغلاق أيٍّ من مشاريعه. وهو لم يظهر إلا في ظل التغيرات التي أحدثها الغرب في مصر، وليس في عصر المماليك مثلا (فإذا كان قد ظهر طلعت آخر حتى في عهد محمد علي أو في العهد الناصري فهل كان سيفلت من الاعتقال في القلعة أو السجن الحربي؟! والآن إذا ظهر ألن يقاسمه الجنرالات في ماله أو يوضع في السجن؟).
في أفريقيا كان الناس يتظاهرون ضد الاستعمار؛ ولكن المفارقة أن الاستعمار هو الذي علمهم فكرة المظاهرات، وباللغة الفرنسية، أو الإنجليزية، ورفع لافتات..إلخ..الشعوب حاربت الاستعمار بالسلاح الحديث، الذي دربهم بنفسه على استعماله!. لا يمكن أن نقول أن الرأسمالية تأتي بالخراب وأن النضال ضدها أدى للتحديث. الإدارة في عهد الاحتلال كانت أكثر دقة وعقلانية من عهد الاستقلال. طبعا لا أقصد أبدا أن الحل هو الخضوع للاستعمار، بل فقط أرصد حقائق لازمة لموضوعنا. لا يمكن إنكار أن البلدان الأكثر ارتباطا بالغرب قد حققت تطورا لا يقارن بما حققته البلدان -الثورية- مثل مصر الناصرية وغيرها؛ قارن مع كوريا الجنوبية.
- التراجع الحضاري للشرق الأوسط بدأ بعد الاستقلال وظهور الأنظمة الشمولية القوموية، وعلى رأسها الناصرية (حللت الناصرية بالتفصيل في كتابي؛ الناصرية في الثورة المضادة:
( http://www.4shared.com/office/NHArwsbj/___.html

- أنا مندهش من الفكرة القائلة إن الرأسمالية جاءت للبلدان المتأخرة لتخربها وأن تحديثها تم بالنضال ضد الاستعمار. الهدف هو: الربح، والوسيلة هي التنقيد والبرجزة وفتح الأسواق والسيطرة على الطرق ومصادر الخامات، ثم صارت السيطرة على مصادر الطاقة، ثم تطور الأمر إلى العولمة: تحقيق سيولة تامة لرأس المال والسلع والخدمات، وتوحيد المعايير والقيم والثقافة ككل.
- ليس من المستحيل طبعا أن يتم التحديث بدون غزو الرأسمالية الغربية، فالصين تبرجزت وتطورت بنفسها (أقصد في الموجة الأخيرة بعد ماو)، واليابان من قبل..وأوروبا نفسها تحدثت دون أن يغزوها أحد!!.
- لا ينبغي الخلط بين انتشار التبادل الدولي والتحديث، الذي يتضمن ثقافة علمانية وعقلانية، ومنظومة حقوقية، ومؤسسات دولة، ونظام تعليم، وحتى منظومة صحية، بجانب تحرير العمل، وطرح كل شيء في السوق.
- إذا كانت السعودية مندمجة في السوق الدولي (هذا كلام مبالغ فيه جدا)، فنحن نتكلم هنا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يعلن أصحابه أنهم يريدون به إدماج المنطقة في النظام العالمي، والكلام عن تغيير الثقافة والنظم السياسية، والاجتماعية وتحرير النساء، والمثليين جنسيا، وتغيير التعليم.. إلخ، هذا ليس عمل خيري، بل لتسهيل استغلال الرأسمالية لهذه البلدان، وتحجيم الإرهاب، فأين السعودية من كل هذا..لذلك ربما يكون تغييرها عملية دموية للغاية.
- إذا كانت المنطقة مندمجة في السوق الدولي والرأسمالية لا تهتم بالتحديث ولا بالاستثمار إلا في البورصة..فلماذا مشروع الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، وتمويل التعليم والمنظمات الحقوقية، والمشروعات الصغيرة..وغيرها؟؟
- مستغرب أن يكون الكلام عن نمو الصين والبرازيل يبرهن على عكس كلامي: كلامي أن هذه البلدان تنمو بها قطاعات الإنتاج وليس نموها عبارة عن نمو للبورصة..أن تتعرض لعقاب أو تُجبر على أشياء معينة لا ينفي أنها حققت نموا، والمنافسة بين كتل الرأسمالية موجودة طول الوقت.
- من الواضح أن مشروع الشرق الأوسط الجديد سيؤدي إلى فوضى عارمة، وحروب طويلة المدى، وإفلاس معظم دول المنطقة، وقتل الملايين، وقد يستمر الوضع لعدة عقود، حتى تظهر قوى سياسية تقدم حلولا وسطا لمشاكل المنطقة؟. أظن أن ما يحدث هنا حدث مثله في مناطق أخرى من العالم؛ أوربا بالذات، حتى اضطرت القوى المتصارعة إلى قبول حلول وسط والاعتراف ببعضها البعض، كثمن للسلام. سينتهي الإسلام السياسي والسلفية والحروب المذهبية حين يتكون بديل مقبول من الغرب ومن سكان المنطقة.
- تصوير الرأسمالية على أنها تتراجع عن الحداثة في بلادها غريب جدا. هناك أزمة رأسمالية لا تقارن بأزمة 1929، ولا تكاد تُرى إذا تذكرنا الحرب العالمية، والنازية والفاشية (ترامب حمل وديع بالنسبة لهتلر)، ثم قامت من جديد..حتى يظهر نظام بديل، بدأت فعلا بذوره في التكون: انتشار التعاونيات والعمل الحر..وما بعد الحداثة.. لكن واضح أن الطريق طويل.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - كل التضامن مع نساء غزة، لا لمجازر الإبادة الجماعية / المبادرة النسوية للنساء التحرريات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا
- كُوَّةٌ فِي زَوَايَا مَخْفِيَة مِن التَارِيخ.. قراءةٌ في كتا ... / واثق الجلبي
- أُسَمِّيهِم -لمْ يبقََ مِنَ الوقتِ كثيرا- / أفنان القاسم
- ازدواجية السياسة الخارجية الغربية / محمد رضا عباس
- قصة قصيرة : الظلال الطفبوعية والعودة المستحيلة / عثمان فارس
- مبادرة سلام لوقف الحرب قبل اجتياح رفح / طلال الشريف


المزيد..... - من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن خليل - عادل العمري