أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن خليل - عادل العمري










رد الى: حسن خليل - عادل العمري

- رد الى: حسن خليل
العدد: 694369
عادل العمري 2016 / 9 / 10 - 12:13
التحكم: الكاتب-ة

عزيزي: أنا شرحت كيف أن المنطقة لم تصبح بعد -حديثة- بقدر كبير، فلماذا يجب أن أكرر، وهذا شيء واضح للجميع: هل تعني مثلا أن دول الجزيرة العربية دخلت عالم الحداثة منذ قرن أو أقل؟؟ وهل مصر (الأكثر تحديثا بين دول العرب) تسودها الثقافة العلمانية..فالتحديث لا يعني إدخال الكهرباء وإنشاء الطرق، بل يشمل الثقافة العلمانية والعقلنة وتحول القبائل إلى -شعب-..إلخ. بل هناك تراجع حضاري واضح في معظم بلدان المنطقة.. يتضح في انتشار الفكر الديني، وتفكك مؤسسات الدول وغياب القانون، وعودة الفتونة وانتشار البلطجة، وشخصنة الحكم، وتراجع مستوى التعليم والإدارة، وتدهور وضع المرأة، وتأخر مستوى العمالة..إلخ. في النصف الأول من القرن العشرين، بل من قبل ذلك (عصر الاحتلال) كان الوضع أفضل في بعض البلدان، ثم تدهور منذ النصف الثاني من القرن الماضي؛ بعد رحيل الاستعمار، فلنقرأ التاريخ كما هو: قراءة صحيحة. كان مستوى التعليم والعمالة وخدمة المواصلات والمنظومة القانونية ووضع المرأة والأقليات الدينية، وإدارة الاقتصاد في بلد كمصر أفضل من الوضع الحالي، وقد بدأ التدهور بعد الاستقلال.
أما عن الاندماج في السوق الدولي، فلا يكفي أن يكون هناك تصدير واستيراد لنقول ذلك. إن دور المنطقة في حركة رؤوس الأموال والتجارة الدولية ضئيل للغاية، والمشروعات المشتركة محدودة جدا، ولا توجد سيولة ملموسة لحركة رؤوس الأموال داخل المنطقة، بل إن التجارة البينية أيضا ضيلة للغاية. وقد حدث الاندماج قسرا في السوق الدولي في الماضي، عند بدء تحديث المنطقة بالقوة، لكن حدث تراجع، بسبب تكلس الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان. لا أحد يقول إن المنطقة معزولة عن السوق العالمي. كما أنني أتكلم عن رغبة الغرب في إدماج الشرق الأوسط في -النظام العالمي- ولم أقل السوق العالمي، والمفهوم الأول أوسع، والمقصود هو العولمة، وهي لا تعني السوق فقط بل تشمل أيضا تغيير الثقافة والتنظيم الاجتماعي. ثم إن مفهوم الاندماج لا يشمل التجارة فقط بل أيضا الاستثمار المشترك واندماج الشركات وتوحيد معايير الجودة والكفاءة وجعل النظم التعليمية ذات معايير عالمية وتغيير نظم الإدارة والخدمات لتصبح متماثلة أو قريبة من الأنظمة المتبعة في العالم المتقدم لتسهيل الاستثمار. ويضاف طبعا الخصخصة وتوحيد سعر السلعة وتحرير العملة المحلية..فهل يمكن أن نتصور أن الشركات العالمية تستطيع شراء (وبيع) أسهم شركات الجيش المصري مثلا؟ أو شركات أمراء السعودية؟ مالم يتم طرح أسهمها في البورصة.
بخصوص الاستثمار أنت لم تهتم بظاهرة بارزة: إن الاستثمار في الشرق الأوسط ضعيف للغاية، بالمقارنة بمناطق أخرى، مثل الصين، التي تتلقى سنويا أكثر من 100 مليار دولار، كما أنها تصدر رؤوس أموال أيضا، بينما مصر، الأكثر حداثة بين دول العرب تتسول رؤوس الأموال فلا تأتي، وهذه علامة على ضعف الاندماج في النظام الدولي.
وأحب أن أضيف ملاحظة أن الاستثمار ليس فقط في البورصة، رغم التضخم الهائل لرأس المال الوهمي Fictitious عموما (وهذا من أهم عوامل الأزمة الرأسمالية الآن). فهناك أيضا استثمارات هائلة في مجالات الطاقة والاتصالات وصناعة الآلات وأجهزة الكمبيوتر والزراعة والبحث العلمي..إلخ.. أليس هناك نمو صناعي سريع في دول شرق آسيا على الأقل؟؟ هل التبادل التجاري (الذي تساهم فيه الدول العربية بقدر ضئيل للغاية) يتم بين أوراق نقدية أم سلع وخدمات؟ والاستثمارات الأجنبية المباشرة في آسيا ليست في البورصة، بل في الإنتاج والخدمات المنتجة للقيمة المضافة بشكل أساسي. ولا يمكن أن نصف النمو الاقتصادي الضخم في الدول سريعة النمو BRICS، أيْ البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، بأنه نمو للبورصة أبدا. والمؤسسات الاقتصادية العالمية الكبرى: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ليس نشاطها الأهم هو تنشيط البورصات بالتأكيد.
أما عن توفر الأموال للاستثمار؛ فأتفق معك بالتأكيد ولكني تكلمت عن إحجامها عن الاستثمار في الدول العربية بسبب عدم توفر ظروف مواتية لذلك، بل نرى من وقت لآخر شركات عالمية تنسحب من السوق المصري؛ أكبر سوق عربي.
الكلام عن العراق مرة أخرى: ما حدث أن الاحتلال الأمريكي قد أجج انقسامات موجودة بالفعل ولا شك أن هناك حالة من الفوضى، وكان يمكن أن ترصد حالة أكثر فجاجة؛ هي ليبيا، وسوريا بالطبع. أليست هذه هي الفوضى (الخلاقة)؟.. هكذا تسير الأمور في الشرق الأوسط، والفوضى هي إحدى آليات الغرب لإعادة تقسيم ومد العولمة إلى المنطقة.. ألم يتم استقلال جنوب السودان بالحرب؟؟ وهل كان هناك حل آخر مقبول من طرفي النزاع؟.
أما عن تأييد أو رفض هذا المشروع أو ذاك: المشكلة أن التحديث (بما في ذلك القدر الذي تم من قبل في البلدان العربية) لا يمكن أن يتم إلا بالقوة؛ باختصار لأنه يتم على حساب قوى اجتماعية معادية له. فلا أتصور – مثلا - أن الفلاحين في أوروبا كانوا ليقبلون بالتراكم البدائي لرأس المال طوعا (تم تحويل نمط الإنتاج الصغير إلى نمط إنتاج رأسمالي، حديث)، أو أن تقبل الكنيسة أن تتخلى عن سلطتها سلميا. وفي حالة مثل مصر، لا أتصور أن الفلاحين كانوا ليقبلون إصلاحات محمد علي (وهو حاكم أجنبي) إلا بالقوة؛ من إنشاء جيش حديث وزراعة محصولات نقدية، ودفع الضرائب الباهظة اللازمة لإنشاء جيش وبنية أساسية جديدة..إلخ. وقد فرض الاستعمار الأوروبي الحداثة في المستعمرات بقوة السلاح كما نعرف جميعا. ولا يمكننا أن ننكر أن الاستعمار، المستغل بطبعه، والشديد القسوة غالبا، قد أدخل التنظيم والصناعات والمؤسسات الحديثة إلى المستعمرات. ولكي يتم تجاوز التخلف القائم في بلداننا لابد من قوة ما تفرض ذلك..فإذا ظهرت هذه القوة في الداخل سأكون في غاية السعادة، ولكني على قناعة (لأسباب يطول شرحها) أنها لن تظهر، وهذا ما يدفعني للترحيب بالمشروع الغربي. والموقف يشبه ما حدث في قبيل غزو نابليون للشرق؛ حالة خراب عام، والطبقات كلها شديدة الرجعية والتأخر (باستثناء أصوات نشاز أبرزها الشيخ حسن العطار) وجاء بونابرت (لمصلحة بلده طبعا)، فاهتزت المنطقة وبقية القصة معروفة. فهل لو كنت تعيش في هذا الزمن لكنت ترحب بإصلاحات نابليون رغم شراسة الاحتلال وقسوته، أم كنت تكتفي بكتابة رغبتك في تحديث البلد؟.
يبدو ظاهريا طبعا أن الأفضل من الناحية الأخلاقية أن يكتفي المرء الذي لا يمسه ضرر مهم من الوضع الحالي بكتابة مشروع أو أكثر (على فكرة أنا فعلت ذلك!!). طيب ومن الناحية العملية أليس من صالح المنطقة بسكانها على المدى الطويل أن يُفرض عليها التغيير؟. وكمجرد مثالين: الأكراد الآن في العراق أصبحوا في مأمن من قمع الدولة المركزية وأوضاعهم الاقتصادية تتحسن..فهل كان عليهم أن يقفوا ضد الغزو الأمريكي، مفضلين قمع حكومة البعث، أم يحاربوا الطرفين فيسحقوا مرتين؟. وهل كان على أبناء جنوب السودان رفض المساعدات الغربية ليحققوا استقلالهم، أم الأفضل أن يستسلموا ويقبلوا بالاضطهاد والقهر من قبل الحكومة الإسلامية؟. وهل الأكثر أخلاقية أن يرحب المرء بهذه النتائج، أم يكتفي برفض التدخل الغربي؟..



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الفيتو الأمريكي ضد الفلسطينيين -من 5 حزيران/يونيو 1967 حتى ا ... / محمود سعيد كعوش
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟ / فلورنس غزلان
- الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة الن ... / نادية محمود
- اليهودية بين افران الالمان وسلام ايران / عدنان الصباح
- الهجرة كموضوع تراجيدي / محمد بلمزيان
- الالهة المدوّرة / ماجد مطرود


المزيد..... - هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن خليل - عادل العمري