|
رد الى: مازن ابو سالي الحاجة الى حركة تنويري - حكيمة الشاوي
- رد الى: مازن ابو سالي الحاجة الى حركة تنويري
|
العدد: 668183
|
حكيمة الشاوي
|
2016 / 3 / 19 - 12:18 التحكم: الكاتب-ة
|
تحية رفاقية الاخ مازن أبو سالي : أحيي مشاركتك في الحوار المفتوح ، وأرحب برأيك في الفقرة التي ذكرت : ( الحاجة الى حركة تنويرية ) ، وأشكرك لأنك فتحت باب الجدل ، وأتمنى أن يتحول الى صراع فكري علمي وايجابي ، انطلاقا من أن -الصراع هو أساس التطور- ، وخاصة إذا تعلق بموضوع لا زال لم يأخذ حقه في النقاش ، وهو -نقذ الدين- في علاقته بالتحرر والتحرير ، وهو ما يشكل اليوم تحديا حقيقيا أمام المشروع التحرري للقوى التقدمية واليسارية العربية ، وأمام الشعوب التواقة للتحرر .. مع الاسف أن هذه الفقرة لم يتم استيعابها بالشكل الايجابي ، من طرف بعض المعقبين عليها ، وفي علاقة بالسياق الذي وردت فيه ، باستثناء ما ورد في تعقيب الصديقة والرفيقة المناضلة النسائية Khadija Abenaou التي لخصت الفكرة في قولها : رغم ذلك وجب التأكيد على أن الخطاب الديني المتنور والمنتصر لقضية النساء لا شك سيكون داعما للنضال النسائي دون أن يشكل بالضرورة مرجعية لها- لقد تبين أن معالجة مسألة الدين ظلت تطرح اشكالات لدى الماركسية ، لأن مسألة -نقذ الدين- لم تنل من النقاش ما تستحقه ، ولا زالت مطروحة على جدول أعمال القوى التقدمية واليسارية ، للاجتهاد والابداع فيها ، بعيدا عن الجمود العقائدي ، الذي ترفضه النظرية الماركسية أيضا .. ان التحليل الملموس للواقع الملموس ، والنضال اليومي ، والخبرات والمعارف ، وما يمثله الدين في فكر ووعي الناس ، وممارساتهم ، من تواجد قوي روحي وثقافي وسياسي تاريخي .. لا يمكن تجاهله ، بل ينبغي استحضاره دوما في التحليل ، وخاصة حين يتعلق الامر بمشروع تحرري لصالح تلك الشعوب المضطهدة .. لقد ظل بعض الماركسيين في الحركة اليسارية العربية خصوصا ، يرفضون الخوض في مسائل الدين باعتبار صفته -الالوهية- -الغيبية- في حين أن أي فكر ديني ينبغي أن يخضع للتحليل بأدوات التحليل العلمية ، كما يخضع لذلك الواقع في جميع جوانبه .. وإذا كان يمكن أن نفصل الدين عن الدولة بقرار سياسي وبجرة قلم في الدستور ، وفي القوانين ، فإنه لا يمكن أن نفصل الدين عن عقول وروح ووعي وممارسة الناس ، لأنه متغلغل فيها عبر قرون من الزمن .. وإذا كان ذلك يدخل ضمن حرية المعتقد والحق في التدين ، فسيكون من الضروري والمؤكد تجديد شؤون هذا الدين حتى لا يشكل عرقلة أمام تحرر الشعوب العربية الاسلامية ، التي لا يمكن نزع صفة الاسلام عنها ، كما أن كلمة -العربية- أو -الاسلامية- وغيرها ، ليست ملكية خاصة لطبقة معينة ، وبالتالي يُحضر على طبقة مناقضة استعمالها ، أعتقد أن اللغة هي نتاج للواقع ، وهي شكل ومضمون أيضا ، والمهم هو المضمون الذي تحمله والسياق الذي جاءت فيه .. إن هذا التجديد الديني يتم عن طريق الاجتهاد ، اجتهاد الفقهاء والعلماء المتخصصين والمتنورين ، (الذين يتواجدون ويصارعون اليوم ضد كل ما هو مظلم ومهين في الدين ) ، وذلك بهدف إما تغيير ، أو تنقية أو تلقيح ، أو تعديل ، كل ما هو مهين في حق المرأة ، والإنسان عامة ، حتى يصبح الدين عنصر قوة للتحرر ، وليس عائقا وكابحا له ، كما هو عليه الآن .. وإن نضال العلماء المتنورين على هذه الواجهة الدينية ، لا يمكن أن يكون سوى عامل قوة ، وإضافة نوعية ، تعزز وتدعم نضال الحركة النسائية ، وتساهم في تحررها من اضطهاد الجانب المظلم في الدين ، -دون أن يشكل بالضرورة مرجعية لها- .. حين نسمع : -من شاء فليؤمن ،ومن شاء فليكفر- ، -متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا - ، -ما أكرم النساء إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم - ، -وجادلهم بالتي هي أحسن- ، -العمل عبادة- ، -الدين المعاملة- ، والقائمة طويلة .. أليست هذه شرارات لتحرير العقل ، وتحرير الدين أيضا ، وللتنوير ، وللعلمنة ..؟ وهنا أود أن أستحضر تجربة الحركة التنويرية في أوربا ، كي نستأنس بها في مسألتين : الأولى ، أن -جون لوك- الذي وضع أسس العلمانية في القرن 17 ، كان فيلسوفا متدينا ، وأراد أن ينقذ الدين من تلاعب السلطة به ، التي تستخدمه لأغراضها السياسية .. والثانية ، أن عصر التنوير الأوربي ، مهد لبداية ظهور الافكار المتعلقة بتطبيق العلمانية ، وسبقتها ثورة على الكنيسة ، وكانت تسمى آنذاك :( الفصل بين الكنيسة والدولة ) .. فلماذا لا نكون في حاجة الى حركة تحررية تنويرية من داخل الدين الاسلامي ، يقودها علماء وفقهاء الدين المتنورين ؟ إن حركة تجديدية تحريرية تنويرية علمية للدين ، تحرر الشعوب من استغلال الانظمة الاستبدادية لها ، باسم الدين ، وتحرر النساء خاصة من قرون الاضطهاد الديني لها ، أصبحت في المرحلة الانتقالية الحالية ، حاجة ضرورية ومستعجلة ، لأنها لا شك سوف تكون أرضية خصبة ، تمهد لفصل الدين عن الدولة ، ولبناء أسس العلمانية في مجتمعاتنا ، وفي عقول شعوبنا التواقة الى التقدم والتحرر والديمقراطية والاشتراكية .. ومرة أخرى أشكرك لأنك فتحت شهية التفكير .. وسوف تكون لي عودة للموضوع ، مع معقبين آخرين ..
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حكيمة الشاوي - حقوقية وشاعرة وعضوة الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: تَحَرُّرُنَا جميعا :بين جدلية النضال النسائي ، والنضال الطبقي . / حكيمة الشاوي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الحركة الشعبية: وفاة البروفيسور خالد ياجي نقيب الأطباء السود
...
/ سعد محمد عبدالله
-
يحيى السماويّ وقصيدة (حين أضعْتُ الطريق الى بانكستاون)
/ عبد الستار نورعلي
-
الوسواس:بين الإكراه النفسي و التساؤل الفكري
/ فاطمة الزهراء بونسيف
-
قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
/ سليم يونس الزريعي
-
خواطر : مقتل سلوان مموكا حارق القرآن !
/ نيسان سمو الهوزي
-
مترفون كلهم من حكم هذه الارض
/ صفاء علي حميد
المزيد.....
-
مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
-
السعودية.. لقطة بين رونالدو وجماهير نادي الرائد تشعل تفاعلاً
...
-
مصر.. تفاعل مع جملة قالها أشرف بن شرقي عند إعلان انضمامه للأ
...
-
شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
المزيد.....
|