|
رد الى: ماهر عدنان قنديل - رابح لونيسي
- رد الى: ماهر عدنان قنديل
|
العدد: 662264
|
رابح لونيسي
|
2016 / 2 / 7 - 15:39 التحكم: الكاتب-ة
|
شكرا جزيلا على إشارتك لهذا النموذج في البلدان الإسكندنافية، أعتقد أن سياسيي هذه البلدان، قد أعادوا للسياسة مفهومها النبيل الذي ساد أثينا في القديم، والتي تعني في أصلها تسيير فعال لشؤون المدينة من أجل سعادة الإنسان، فهذه الدول أعتمدت البرغماتية التي تأخذ بكل ماهو فعال ومفيد للإنسان، وتجاوزت كل إنغلاق أيديولوجي، فلم تر أي مانع في الأخذ بالأحسن في كل الأنظمة وإبعاد كل ما هو سلبي فيها، فلهذا تمكنوا من من إيجاد ميكانيزمات لإقتصاد فعال، لكن في خدمة كل أعضاء المجتمع، وليس لخدمة طبقة معينة، لكن للأسف، فقلما نتوجه إلى هذه النماذج للإستفادة منها، فكل نظرتنا موجهة إلى فرنسا وأمريكا وبريطانيا، كما سمعنا البعض يتحدثون مؤخرا عن النموذج الصيني، ويدافعون عنه إلا لتبرير الأحادية كشرط لتحقيق النمو الإقتصادي، ويدخلون إلتباسات خطيرة بين الأحادية والدكتاتورية من جهة وبين الإنضباط والعمل من جهة أخرى، وكأن الأنظمة الديمقراطية لا يسودها إنضباط وعمل متناسين أن القانون هو الذي يحدد كل العلاقات، بما فيها قوانين العمل التي تطبق بصرامة فيها. قد حاولت في العديد من أعمالي طرح صيغة تنظيمية توفق بين الإقتصاد التنافسي من جهة والإبقاء على الملكية جماعية في يد العمال، ويستفيدون بشكل كامل من مجهودهم وعملهم، فأقترحت تنظيما جديدا للمؤسسة الإقتصادية التي تمول من بنوك أو حتى من رجال مال، ويكون نوع من شراكة بين العمال من جهة والممولين من جهة أخرى، وتستند على تقاسم الأرباح بنسب محددة بين كل الأطراف، فإن ربحت المؤسسة تقسم الأرباح بين العمال، كما يأخذ الممولون جزء منها، وبهذا الشكل تكون المنافسة بين مختلف المؤسسات والشركات العمومية بكل حرية، وبنفس الشكل التنافسي بين الملاك في النظام الرأسمالي، لكن الفرق إستفادة المالك من الأرباح في النظام الرأسمالي، ويكتفي بإعطاء أجور حديدية للعمال، وغالبا ماتكون ضئيلة بفعل تهديدهم بالجيش الإحتياطي للعمال، وهو ما أعتبره إستعباد، وبأن الفرق بين الأجير والعبد هو أن العبد يوفر له سيده كل مايراه ضروريا لتجديد طاقة عمله، أما الأجير في النظام الرأسمالي، فإن المالك يعطيه أجرا، ويتصرف فيه بشكل، يسمح له بتجديد طاقته للعمل، لكن في التنظييم الإقتصادي الذي طرحته بوضوح، خاصة في كتابي -النظام البديل للإستبداد-، فقد قلت بإستفادة العامل بكل مجهودات عمله، أي يأخذ الأرباح حسب عمله وإنتاجه، لأن المؤسسة ملكيته، لكن بعد ما يدفع الظرائب وجزء منها لتجديد الآلات، وجزء آخر لتمويل إنشاء شركات إقتصادية أخرى، طبعا لايمكن لنا تفصيل ذلك كله في تعليقنا هذا، فقد أشرت فقط إلى بعض ملامح الفكرة . لكن للأسف فإن مجتمعاتنا لاتهتم بما يطرح من أفكار، لأنها مجتمعات طفولية، فهي في أغلبيتها تنتخب على كل من يرفع شعارات -الإسلام هو الحل- أو شعار -الدولة الإسلامية-، ولاتعلم أنها مجرد شعارات فارغة دون أي مضمون سياسي وإقتصادي وإجتماعي، فأغلب مايطرحونه أصحاب هذه الشعارات هو إقتصاد البازار، الذي يخدم المستوردين لسلع ومنتجات الشركات الرأسمالية في الغرب، ثم إعادة تسويقها بواسطة شبكات طفيلية، مما يدمر الإقتصاديات الوطنية، فيخلق جيش من البطالين مقابل خدمة هؤلاء المستوردين للشركات الرأسمالية العالمية، ويربطون بذلك دولنا أكثر بالمركز الرأسمالي الغربي الذي يدعون أنهم ضده، لكن هم أكبر خدامه، كما يطرحون أيضا مسائل لا علاقة لها بتحسين حياة المواطن، ويركزون اكثر على القضايا التي تخص الحياة الشخصية للمواطن، مستهفدفة الحد من حرياته وتقييدها، فضاعت في خضم ذلك كله الأفكار الإقتصادية البناءة لتحرير شعوبنا وفك الإرتباط بالمركز الرأسمالي، الذي يعد أحد أسباب مأساتنا الإقتصادية والإجتماعية، بل يعد أيضا أحد الأسباب الغير مباشرة لإنتشار الفكر الظلامي والإرهاب والتطرف الديني في مجتمعاتنا.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رابح لونيسي - بروفسور ومفكر جزائري - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: مستقبل الحركية الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي / رابح لونيسي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
كعبة ايلي صعب
/ هاله ابوليل
-
أحلام اللحظة..و الشوق طليقٌ.. و الماضي توثب!
/ رامي الابراهيم
-
يلعبُ مع حياتِه
/ سعد جاسم
-
التصعيد النووي الروسي: تهديدات فعلية أم مجرد -حرب كلامية-؟
/ کاوە نادر قادر
-
تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها
...
/ سربست مصطفى رشيد اميدي
-
دور - قسد- و وظيفة - مسد- في إطار مشروع السيطرة الإقليميّة و
...
/ نزار فجر بعريني
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
|