أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي - أرشيف التعليقات - رد الى: كردفاني - كمال الجزولي










رد الى: كردفاني - كمال الجزولي

- رد الى: كردفاني
العدد: 655955
كمال الجزولي 2015 / 12 / 16 - 00:17
التحكم: الكاتب-ة

عزيزي الأستاذ/ كردفاني:
في مؤتمريه الرَّابع (أكتوبر 1967م)، والخامس (يناير 2009م)، ألزم الحزب نفسه بدعم نضال الجَّماهير المؤمنة في سبيل الكرامة، والحريَّة، والاشتراكيَّة، وبالجهاد بحزم وصبر لتحرير (الدِّين) نفسه بوضعه فى مجرى تطوُّره الحقيقي ضدَّ التَّمييز الطبقي، وحكم الطاغوت، وللسَّير بالحضارة الإسلاميَّة إلى عالم القرن العشرين. كما ذهب، في تحليله للأزمة السِّياسيَّة التي نشبت عقب ثورة أكتوبر إلى أن القوى الرجعيَّة التي ظلت تعمل فى إطار الحركة السِّياسيَّة -العقلانيَّة- دفع بها تصاعد نشاط الجَّماهير إلى ترك الحياة السِّياسيَّة -العلمانيَّة-، والاتِّجاه إلى الدَّجل اليمينى بإقامة سلطة رجعيَّة -باسم الدِّين-؛ وأن خط حزبنا فى الدِّفاع المستميت عن مصالح الجَّماهير، والاقتراب اليومي من طرق معيشتها، وتقاليدها السِّياسيَّة، والاجتماعيَّة، والذي سيجعلها تقتنع ببطلان الهستيريا الرَّجعيَّة، والدَّجل الطبقي الذى تحاول القوى الرَّجعيَّة إلباسه مسوح -الدِّين-، لا يكفى وحده لمواجهة خطر الهجوم الفكرى، لذا لزم حزبنا أن ينمِّى خطه الدِّعائي حول قضيَّة الإسلام، وعلاقته بحركة الَّتقدُّم الاجتماعي، لا بالاقتصار على الرُّدود على ما يُثار، بل بجعل -الدِّين- عاملاً يخدم المصالح الأساسيَّة للشَّعب، بدلاً من تركه أداة فى يد المستغِلين. والحزب يحتاج لهذا الخط في المستوى الفلسفي، كي يواجه المحاولات الدَّائبة التي تجري في معاهد التَّعليم للتَّخلي عن الحياة -العلمانيَّة-، وتزوير الأفكار الإسلاميَّة ضدَّ التَّقدُّم الاجتماعي؛ فلا بُدَّ من دخول الحزب بين الطلاب لا كداعية للنِّضال السِّياسي، بل كقوَّة فكريَّة تتصدَّى لهذا الخطر بوضع -الدِّين- في مكانه اللائق بين حركة الجَّماهير.
هذا الطرح -التَّحويلي- الباكر ترتَّب على -مراكمة- فكريَّة دؤوب، طوال سنوات، في هذا الشَّأن، كما انطوى على أمرين فى غاية الأهمية:
الأمر الأول: الاستخدام المنتبه لمصطلح -العلمانيَّة-، لا بمدلولاته التى استقرَّت فى الفكر الغربي منذ حقبة التَّنوير، إحدى الحقب الثَّلاث لعصر الحداثة، وإنما كمرادف لمفهوم -العقلانيَّة- في الفكر الإسلامي.
الأمر الثانى: سداد تلك الانتباهة الذى يتجلى فى كونها سعت إلى ملامسة عصب فائق الحساسيَّة في القوام الفكري والسِّياسي للجَّماعة المستعربة المسلمة في بلادنا، حيث قلما يبرز بوضوح كافٍ من بين وقائع تدافعها السِّياسوي، وفحواه أن الصِّراع حول -قضيَّة الدِّين- لا يدور، فحسب، بين -الأنا- المسلم و-الآخر- غير المسلم، وإنَّما داخل -الأنا- المسلم نفسه بين تيارين رئيسين:
(1) عقلانى منفتح: يأخذ الإسلام بجوهره القائم فى قيم العقل، والحريَّة، والكرامة، والإخاء، والمساواة، والمشاركة، والعدل، والسَّلام، على خلفيَّة تستوعب مقتضيات الحداثة، والتطوُّر؛
(2) وسلطوى منكفـىء: لا يرى الإسلام إلا طغياناً، واستبداداً، وإكراهاً، وقسراً، وتسلطاً، واضطهاداً، وبالجُّملة مشروعاً قمعيَّاً ينقض كلَّ تلك القيم، فيجعله عامل هدم للحياة، لا محفزاً لإعمارها.
هكذا حدَّد الحزب أن المشكلة ليست فى -الدِّين- نفسه، بل في -التَّديُّن- المتنوِّع، القائم على تفسير البشر، وتأويلهم، وفهمهم المتباين للنُّصوص، والمقاصد الكليَّة، خصوصاً على صعيد ما يطلق عليه -التَّديُّن بالسِّياسة- فى أدبيَّات -التيار السُّلطوي- فى بلادنا، مِمَّا يستوجب إصلاح تصوُّر الوعي الاجتماعي للصِّراع، باعتباره قائماً، ليس فقط حول قضيَّة -التَّساكن- بين المسلمين وغير المسلمين، كما لو أن مجرَّد إبرام أيِّ اتفاق سلام بين الجَّانبين سوف يحقِّق، ضربة لازب، الحلَّ النِّهائي لهذه المشكلة، وطنيَّاً واجتماعيَّاً، وإنَّما باعتباره قائماً، بالأساس، داخل قوام الجَّماعة المستعربة المسلمة نفسها، بين تياريها المتمايزين: -العقلاني المنفتح-، من جهة، والذي ينبغي ألا يكفَّ عن إعمال النَّظر المستنير في حركة الواقع، ومتغيِّراته، ومستجدَّاته، بمنهج يستوعب مقاصد -الدِّين- الكليَّة المتجذِّرة فى مصالح الفرد والجَّماعة، كمحفِّز روحى، بخاصَّة، للفقراءِ والكادحين والمهمَّشين، رجالاً ونساءً، باتِّجاه تغيير واقعهم البائس بأنفسهم على قاعدة الحديث الشَّريف: -ما أمرتكم بشئ من دينكم فخذوه، أما ما كان من أمر دنياكم فأنتم أدرى به-، و-السُّلطوي المنكفئ-، من جهة أخرى، والذي يرمى إلى فرض نمط -تديُّنه السِّياسي- الخاص على مجمل الوعي الاجتماعي، مستخدماً -الدِّين- مطيَّة للتَّسلط والقهر، ومتوسِّلاً به للكسب الدُّنيوي، وخداع الكادحين بحملهم على التَّسليم بواقع الاستغلال، قبل أن يكون هذا الصِّراع قائماً بين -الدِّين- و-العلمانيَّة- وفق الإرث التَّاريخي الأوربي.
ليس في هذا الطرح، يا عزيزي كردفاني، -صفويَّة- من أيِّ نوع. كلُّ ما في الأمر أن الحزب يشدِّد على أن الصِّراع مع قوى الإسلام السِّياسي لا بُد أن يدور، بوجه خاص، في المستوى الفلسفي، وفي معاهد العلم، وهو الميدان الأساسي الذي اختارت هذه القوى التَّركيز على إدارة المعركة فيه، عامدة إلى تربية جيل بأسره على تزوير الأفكار الإسلاميَّة. غير أن ذلك لا يعني، في نفس الوقت، حجب الصِّراع عن الجَّماهير، فالحزب قد ألزم نفسه بمهمَّتين متداخلتين: الدُّخول، خصوصاً، بين الطلاب كقوَّة فكريَّة، ومواجهة الإسلام السِّياسي، عموماً، بخط يضع -الدِّين- في مكانه اللائق من الحراك الجَّماهيري.
وفي المؤتمر الخامس، بالذَّات، لم يكتف الحزب باستعادة موقفه القديم من -الدِّين- في برنامجه الجَّديد، فحسب، بل لم يستنكف من نقد عدم الارتقاء بالصِّراع، في ما بين المؤتمرين، إلى المستوى الفكري، والاقتصار على المستوى السِّياسي فحسب؛ لكن ذلك لا يعني الدَّعوة، بأيَّة حال، إلى -الصَّفويَّة-، بقدر ما يعني عدم حبس القضيَّة في النِّطاق -العملي-، والخروج بها إلى سوح النِّزال -الفكري-، كالتزام حزبي.
أما ملاحظتك حول الفشل الذريع الذي حاق بـ -مشروع- الإسلامويِّين -الحضاري-، والذي طرحوه منذ أوَّل عهد -التَّمكين-، فسديدة تماماً، وقد يكفي للتَّدليل على ذلك، فضلاً عمَّا يمكن أن يُرى بالعين المجرَّدة، الدِّراسة التي أخضعت فيها مختلف دول العالم لما أُطلق عليه -معيار الإسلاميَّة Islamicity Index-، وقام بها أكاديميُّون من خلفيات مسلمة عام 2010م، وحدَّثوها عام 2014، تحت إشراف البروفيسير حسين اسكاري، أستاذ الاقتصاد الدَّولى والعلاقات الدَّوليَّة، ود. شهر زاد رحمن بجامعة جورج واشنطن، حيث كشفت عن وضعيَّة السُّودان في ذيل القائمة، بحصوله على أسوأ الدَّرجات في ما يتَّصل بالقيم الإسلاميَّة على كلِّ أصعدة الاقتصاد، والحكم والقانون، وحقوق الإنسان والسِّياسة، والعلاقات الدَّوليَّة، في حين تصدَّرت القائمة، بترتيب العشر الأوائل، عن جدارة واستحقاق، وبنفس المعايير الإسلاميَّة، للمفارقة، دول كنيوزيلندا، ولوكسمبرج، وإيرلندا، وآيسلندا، وفنلندا، والدنمارك، وكندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وهولندا؛ بل جاءت حتَّى إسرائيل في مرتبة أفضل من السُّودان، حيث احتلت المرتبة 27، بينما احتلَّ السُّودان المحكوم بنظام يتلبَّس -الإسلاميَّة- في المرتبة202 من جملة 208 دولة .. فتأمَّل!


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - محمد ابن المليح يفكك إيقاع الومضة بين التكثيف والمفارقة والإ ... / عزيز باكوش
- دقات الساعة / إلياس شتواني
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر67 / عبدالرحيم قروي
- -الراصد الوطني للنشر والقراءة- يعلن عن أسماء الفائزين بجائزة ... / فاطمة الزهراء المرابط
- كريستينا روزيتي || صدى / ياسر عامر عبد الحسين
- لن يمروا، باقٍ ويتمدد، وحدة الساحات.. / نصير عواد


المزيد..... - إجازات العيد.. عدد أيام عطلة عيد الفطر 2024 للموظفين والعامل ...
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- أمير سعودي يعلق على إمكانية عودته لرئاسة النادي الأهلي (فيدي ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي - أرشيف التعليقات - رد الى: كردفاني - كمال الجزولي