أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر العبد - كمال الجزولي










رد الى: نادر العبد - كمال الجزولي

- رد الى: نادر العبد
العدد: 655307
كمال الجزولي 2015 / 12 / 9 - 22:15
التحكم: الكاتب-ة

عزيزي الأستاذ/ نادر العبد:
صدِّقني، ما من نصٍّ تعرَّض للانتزاع المتعسِّف من سياقه، ولسوء الَّتفسير المتعمَّد ، كهذا النصِّ الذى تكفَّلت آلة الدِّعاية البرجوازيَّة العالميَّة باختزاله إلى حدِّ الرَّكاكة، والترويج له، بهذه الصورة، كي يقرَّ فى وعي العامَّة أن تلك الكلمات الثلاث، مقلوبة المعنى، ليس في عزلتها عن سياقها الذاتي، فحسب، بل وعن سياق التَّطوُّر التَّاريخي لفكر ماركس نفسه، هي كلُّ ما صدر عن ذلك الفيلسوف الألماني!
لا بد، إذن، لأيِّ باحث جاد، برئ من أيِّ غرض مسبق غير الإمساك بجذر الحقيقة وحدها، أن يعيد النَّص إلى موقعه في السِّياقين، ليتوفَّر لمن يتَّفق ولمن يختلف معه أن يتَّخذ موقفه هذا على بيَّنة. فالثَّابت، تاريخيَّاً، أن موضوعة (الإلحاد)، فى الفلسفة عموماً، سابقة على الماركسية بعصور طويلة، حيث شكَّلت روح الفلسفة الماديَّة الكلاسيكيَّة، وأصبحت أحد أمضى أسلحة البرجوازيَّة الصَّاعدة بين القرنين 16 ـ 18، فى حربها ضد الإقطاع وحليفه الإكليروس الكنسي الذى لطالما وفَّر له مبرراته الأيديولوجيَّة والرُّوحيَّة، بالتَّرهيب، والتَّكفير، وصكوك الغفران، حتى لقد تماهى ذلك الإكليروس، في الذهنيَّة العامَّة، مع الدِّين نفسه.
حول ذلك الصِّراع التَّاريخي والفكري أنجز ماركس (الشَّاب) مؤلفه (نقد فلسفة الحقوق عند هيغل)، خلال النِّصف الأوَّل من القرن 19، وهو لمَّا يزل، بعد، مثله مثل الكثير من الشَّباب الأوربي، وقتها، كفرويد ونيتشة، مفتوناً، بسحر الأسلوبيَّة البلاغيَّة لمؤسِّس (الإلحاد البرجوازي) لودفيغ أندرياس فويرباخ الذي تتلخَّص فلسفته في مقاربة (الإله) باعتباره هو الإنسان نفسه، أو أنه نتاج رغبة هذا الإنسان في الاحتماء من ضعفه بقوَّة أكبر. وفي كلِّ الأحوال اعتبر فويرباخ أن (الدِّين) هو مصدر (استلاب) الإنسان. وفي مؤلفه المشار إليه، وتحت تأثير تلك الفلسفة التي استهدفها ماركس بالنَّقد، حيث انصبَّ جهده الفكري الأساسي على إثبات أن مصدر (الاستلاب) ليس (الدِّين)، بل (علاقات الإنتاج) المختلة، وصف ماركس (الدِّين) بأنه -زفرة المخلوق المضطهد، روح عالم لا قلب له، كما أنه روح الظروف الاجتماعيَّة التى طرد منها الرُّوح. إنه أفيون الشَّعب-. ولعلَّ الكثيرين لا يعلمون أن العبارة الأخيرة نفسها ليست من صياغات ماركس الخاصَّة، بل هي تضمين منسوب إلى أحد رجال الدِّين في القرون الوسطى، وغالباً الرَّاهب والقسيس وأستاذ اللاهوت الألماني مارتن لوثر، رائد حركة الإصلاح الدِّيني البروتستانتي في أوربَّا خلال القرن 16.
لا بُدَّ، إذن، لأجل التعاطي الصَّحيح مع هذا النَّصِّ، من استصحاب ثلاث حقائق أساسيَّة:
أولاها: تتَّصل بانتمائه إلى مرحلة كتابات ماركس الباكرة، حين لم يكن قد تخلص، بعد، تماماً، من انبهاره السَّابق بفويرباخ، وهي المرحلة التي يطلق عليها الباحثون والمؤرِّخون (مؤلفات ماركس الشَّاب) من باب التَّمييز الأكاديمى لها عن (مؤلفات الرُّشد)؛
وثانيتها: أن الإلحاد ليس وقفاً على الماركسيَّة وحدها، بل إن جُلُّ الفلسفات السَّائدة في الغرب اليوم، وفى مقدمتها (الوضعية ـ Positivism)، قد تأثَّرت به، على نحو أو آخر. وهي الفلسفات التي تأسَّست قبل ولادة الماركسيَّة بعصور طوال، فى اليونان وروما القديمة، على أيدى ديمقريطس، وأبيقور، ولوكريتس كار، وغيرهم، ثمَّ تطوَّرت، لاحقاً، عند فلاسفة (الإلحاد البرجوازي) الذين جعلوا من (نقد الدِّين)، بعكس الماركسيَّة، عملهم الأساسي، وذلك في خلفيَّة ملابسات الصِّراع الذي شهده التَّاريخ القروسطي الأوربى بين حلف الكنيسة/الاقطاع وبين البرجوازيَّة الصِّناعيَّة الصَّاعدة، ومن ورائها مجموع الشعب الكادح، كديدرو، وهولباخ، وهيلفيتيوس، وعلى رأسهم، بالطبع، فويرباخ؛
أمَّا الثالثة: فهي أنه، مهما يكن من أمر، وبصرف النظر عن أيِّ شيئ آخر، لم يجتذب الشِّيوعيين السُّودانيين، أصلاً، بمن فيهم حتَّى أولئك الذين تولوا عـبء التَّأسيس لحركتهم التَّاريخيَّة، أيُّ ملمح إلحادي، لا في الماركسيَّة، ولا في غيرها من الفلسفات الماديَّة الغربيَّة، كشرط لازم لنشاطهم الفكري أو السِّياسي، بل، ومن شدة انصرافهم عنها، يكاد أغلبهم لا يجزم، بل ولا يبدي أدنى اهتمام بمعرفة وثيقة بنصوصها أو حتَّى مصادرها، بما يضاهي، أو حتى يقترب من معرفتهم بجوانبها الأخرى.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الاقتصاد السوري ومتطلبات الشراكة السورية – الأوربية، الأستاذ ... / مصطفى العبد الله الكفري
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 ) / آدم الحسن
- حكايات جنة عدن / خالد حسن يوسف
- تقديسُ المتخيّل للحيوان إهدارٌ لحقوق الإنسان / عبدالجبار الرفاعي
- المواقف من قرار مجلس الأمن 2728 ، وآفاق تنفيذه / محمود جديد
- اقرأ / رياض قاسم حسن العلي


المزيد..... - نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- أحلى واحده في ليبيا.. تردد قناة المسار الليبية الفضائية 2024 ...
- بإشارة قوية HD.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك National Geogr ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كمال الجزولي - كاتب وباحث وناشط يساري شيوعي وشاعر وكاتب - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الماركسية والدِّينِ ، مَوْقِعُ الدِّينِ فِي فِكرِ الشِّيوعِيِّين السُّودَانيِّين. / كمال الجزولي - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر العبد - كمال الجزولي