|
تكملة تعليق - الى مكارم ابراهيم - رمضان عيسى
- تكملة تعليق - الى مكارم ابراهيم
|
العدد: 651155
|
رمضان عيسى
|
2015 / 11 / 11 - 18:21 التحكم: الكاتب-ة
|
ان قبول المرأة المسلمة بوضعها العبودي يعود ليس الى العادات والتقاليد الصحراوية ، بل أيضا الى الميراث المقدس والمعتقد الديني الذي تتشربه الفتاة من الأسرة والمجتمع الذي يرسم لها طريق الحياة منذ ولادتها الى مماتها . فنجدها تسخر من مفاهيم مثل الحرية وحقوق الانسان والوعي والتعليم . ذلك لأن ممثلي التراث المقدس ينشرون هذه المفاهيم للأجيال الجديدة بطريقة مشوهة . لهذا نجد المرأة المسلمة تنظر الى نفسها ليس كإنسانة مثل باقي نساء العالم ، بل تضع نفسها في موقع وكأنها يجب أن تختلف عن باقي نساء العالم ولا تتشبه بهن ، ويجري التركيز في الاختلافات على الشكل ، والمظهر ، واظهار الحرية على أنها التقليد الشكلي للمرأة في الغرب . فهي بمستواها الفكري والنفسي تقبل أن تكون ربع انسانة ولن تحمل السيف وتقاتل ، وتقبل أن تكون وعاء للولادة ، وتقبل أن تكون ناقصة عقل ودين ، وتقبل أن تبقى في قفص الرجل والمجتمع دنيا وآخرة ، وتقبل أن تكون نكرة وعاجزة عن أن تدبر شئونها بنفسها ، فهي بهذا كالعصفور الذي ولد في القفص ، ويقدم له الطعام والشراب في القفص ، وكل حركته وعالمه لا يخرج عن أسوار القفص . فاذا ما أخرجته من القفص عاد اليه وأصر على العودة ، وذلك لأن ليس لديه فكرة عن الحياة والحرية خارج القفص . ان هذا الفهم شكلي للتحرر وتشويه للجوهر والسلوك الواعي الهادف للحرية ، وهي بهذا نراها ترفض شكل المرأة المتبرجة ، المسترجلة ، فهي لا تطمح للتحرر بهذا الشكل ، وبهذا لا يمكن للمرأة في الاسلام أن تعي معنى الحرية بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي والنفسي . ان السبب الأساسي في وضع المرأة المسلمة هذا يعود الى المجتمعات الصحراوية والزراعية ومستوى الوعي في هذه المجتمعات لا يسمح للمرأة الخروج من قفص التراث والميراث المقدس . أما في المجتمعات الصناعية فهناك قيمة للعمل وللزمن ، فإن الحاجة الى عمل جميع أفراد المجتمع تستدعي نشر التعليم وفتح المدارس والجامعات ، لأن التطوير والتنمية تحتاج لجهد الجميع ، جميع أفراد المجتمع من الجنسين ، فالجميع يجب أن يتعلم ، وأن يعمل ويشارك في الانتاج وزيادة الدخل الوطني . وبهذا فان المرأة في المجتمعات الصناعية تأخذ حظها من التعليم والحق في العمل وفق مستواها الأكاديمي ، ووفق مواهبها وإبداعاتها في كل المجالات الانتاجية أو الأكاديمية أو الفنية . ان هذا يمنحها الشعور بمكانتها كإنسانة ايجابية منتجة لها دورها في البناء الاقتصادي والاجتماعي . كما أن وعيها لهذه المكانة تجعلها تشارك في صنع القرار الاجتماعي والسياسي . وقد أثبتت المرأة أنها تستطيع أن تتبوأ أعلى المناصب سواء في الجامعات أو في السلك الدبلوماسي أو الدولة . إن وضع المرأة وعملها ومشاركتها والطريقة التي يتم التعامل معها بها هي من العلائم الأساسية التي تدل على رقي المجتمع وتحضره . أخيرا لو عرفت المرأة المسلمة معنى الحرية الحقيقي وتهيء لها هذا الوعي لناضلت بأسنانها وأظافرها من أجل حريتها وأهليتها أن تكون مسئولة عن نفسها ، وأن لا تكون ربع انسانة وناقصة عقل ودين .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
هيفاء حيدر - كاتبة وناشطة يسارية نسوية - في حوار مفتوح القراء والقارئات حول: دلوني على الدين كي أتبعه. / هيفاء حيدر
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
كل التضامن مع نساء غزة، لا لمجازر الإبادة الجماعية
/ المبادرة النسوية للنساء التحرريات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا
-
كُوَّةٌ فِي زَوَايَا مَخْفِيَة مِن التَارِيخ.. قراءةٌ في كتا
...
/ واثق الجلبي
-
أُسَمِّيهِم -لمْ يبقََ مِنَ الوقتِ كثيرا-
/ أفنان القاسم
-
ازدواجية السياسة الخارجية الغربية
/ محمد رضا عباس
-
قصة قصيرة : الظلال الطفبوعية والعودة المستحيلة
/ عثمان فارس
-
مبادرة سلام لوقف الحرب قبل اجتياح رفح
/ طلال الشريف
المزيد.....
-
من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا
...
-
رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري
...
-
أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
-
بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ
...
-
ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية
...
المزيد.....
|