|
أفكارا جريئة وتنويرية - عبد القادر أنيس
- أفكارا جريئة وتنويرية
|
العدد: 645383
|
عبد القادر أنيس
|
2015 / 10 / 4 - 12:39 التحكم: الكاتب-ة
|
للأسف، نادرا ما أقرأ لليساريين العرب هكذا أفكارا جريئة وتنويرية وتسمي الأشياء بمسميات. فشكرا لك. جاء في تعريفكم لليسار:-اليسار في رأيي هو الدفاع عن قيم التقدّم، الديمقراطية، المساواة في كل المجالات، والعدالة الاجتماعية-. برأيي المتواضع، فاليسار الذي يدافع عن قيم التقدم والديمقراطية والمساواة في كل المجالات والعدالة الاجتماعية، يجب أن يدافع قبل كل شيء عن مناخ سياسي وبيئة اجتماعية وسياسية واقتصادية تمكن كل الشركاء في البلد (أي المواطنين) من الحق في التنظيم الحر، الحق في الإضراب، في التظاهر، في إنشاء الجمعيات، في الانتخاب، في القدرة الشرائية، في الرعاية الصحية، في التعليم وتكافؤ الفرص فيه.. الخ. فما هو المناخ السياسي الذي يمكن أن نعتبره الأفضل حتى اليوم، الذي مكن المواطنين من هذه الأدوات النضالية؟ هو طبعا النظام الديمقراطي اللبرالي. لهذا تمكن العمال وغيرهم من الشرائح الاجتماعية من استغلال مساحات الحرية المتاحة في ظل هذا النظام من تحقيق مكاسب لم تتحقق لهم في ظل الأنظمة اليسارية التي قامت باسمهم أو على ظهورهم. يجب أن نقول للناس، وبصراحة وصدق، أن لا وجود لحل نهائي كما روّج له الأنبياء والقديسون، في الدنيا، عبر إقامة الدولة الدينية التي تحكم بما أنزل الله، وفي الآخرة حيث النعيم الأبدي. كما لا وجود لحل نهائي كما روج له أنبياء الاشتراكية بعد الإطاحة بالرأسمالية والطبقية وإقامة دولة العمال. لا وجود لبشر في مستوى الملائكة الوهميين، يكفي أن نثق فيهم ونسلم أمرنا لهم لكي يقودونا إلى الجنة الموعودة. لا وجود لمستبد عادل ولا لمهدي منتظر نسلم أمرنا له ونستريح إلى الأبد. نحن أيتام في هذا العالم، ولا بد أن نَرْشُد حتى نخرج من حالة القصور. حالة القصور بدأت تنحسر في مجتمعات كثيرة بعد أن دخلت في مغامرة الحداثة. في هذه المغامرة لا مكان للنائمين. الحقوق ليست مكاسب لا يمكن التراجع عنها. قوى الماضي البغيض، قوى الشر، قوى الطمع والجشع ستبقى بالمرصاد للبشرية. لهذا يجب أن يفهم الناس أن فكرة الحل النهائي عبر التخلص من الأنانيات فكرة سقيمة ومنافقة كثيرا ما نجح مروجوها في استغفال الناس. الحل في اليقظة الدائمة، في التعبئة المتواصلة، ليس للقضاء على الآخر العدو باعتباره كافرا أو خصما طبقيا أو عرقيا أو جنسيا، بل اعتبار الأنانيات نتيجة لمسيرة التوحش التي عاشها الإنسان ملايين السنين، وليس اليوم مجال الحديث عن إنهائها، يكفي جيلنا فخرا لو تمكن من الاعتراف بها وإدارتها سلميا عبر الآليات التي أبدعتها البرجوازية اللبرالية: الحق في مواطنة تامة غير منقوصة مهما كانت الاختلافات، الحق في التنظيم الحر، الحق في الإضراب، في التظاهر، في إنشاء الجمعيات، في الانتخاب، في الإعلام والتعبير ...الخ مما أبدعته اللبرالية، مع مواصلة البحث عن أساليب جديدة وذكية في التنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي. برأيي، اليساري هو الذي يتبنى هذه الأفكار ويدافع عنها، وليس ذلك اليساري التقليدي الذي بشر على طريقة الأنبياء بالحل النهائي والخلاص بعد القضاء على العدو، وكانت النتيجة مدمرة، وما ذلك لا تزال غالبيتهم لم تستخلص العبر من تلك التجربة المرة، وهو هنا، كما جاء في الافتتاحية، أشبه بإسلاميينا الذين يبرئون النصوص ويتهمون التطبيق أو الفهم. تحياتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر و باحث اكاديمي يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا. / عصام الخفاجي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
التكفير والتحريض على الكراهية أخطر منابع الإرهاب وجب تجريمهم
...
/ سعيد الكحل
-
فضفضة 2
/ خالد محمد جوشن
-
تسجيل لحكايا برقية ج6
/ كاظم حسن سعيد
-
نظام يمارس الخداع بمهارة وعلى الدوام
/ ترجمة سعيد مضيه
-
في سلسلة افلام الزومبي : الفيلم الثالث (بعد 28 سنة)
/ سمير حنا خمورو
-
لا يمكنك بناء موقفك المبدئي، على أساس من محو ذاكرتك السياسية
...
/ سعيد علام
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
نتنياهو يأمر بتأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
-
قيادي لدى حماس: قرار نتنياهو بحق الأسرى الفلسطينيين غير مقبو
...
-
حماس: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الساعة 5 بالتوقيت المحلي
...
-
مئات آلاف النازحين يعودون إلى شمال غزة.. عودة للديار ولو كان
...
-
حظك اليوم الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني 2025
المزيد.....
|