أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر و باحث اكاديمي يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: Almousawi A. S. - عصام الخفاجي










رد الى: Almousawi A. S. - عصام الخفاجي

- رد الى: Almousawi A. S.
العدد: 645298
عصام الخفاجي 2015 / 10 / 3 - 21:58
التحكم: الكاتب-ة

شكرا لك أستاذ الموسوي
أبدأ مما انتهى إليه تعليقك لأقول بأن الصراع قائم في ظل الرأسمالية كما في أي نظام اجتماعي آخر، بل لعله أكثر حدة الآن بسبب سرعة التطور وازدياد الوعي البشري بدرجة لاسأبق لها. لن يحصل تطور إطلاقا من دون الصراع.
وهنا نأتي إلى سؤال: من يدير الصراع؟ هناك صراعات وصراعات. مثال: في هذا الأيام هناك حملة عارمة في أمريكا لرفع إجور عمال مطاعم الوجبات السريعة وهذه يقودها العمال أنفسهم وتدعمهم فيها قطاعات من السكان. بهذا المعنى قلت أن العمال ليسوا بحاجة إلى وصي أو معلم يعرف مصالحهم أكثر مما يعرفونها. وهناك صراعات اجتماعية أخرى تضغط على الرأسمالية وتلعب فيها دورا كبيرا حركات تركّز على جانب واحد فقط هو مجال صراعها: مثال حركات الدفاع عن البيئة والدفاع عن المستهلك. هذه حركات ينتظم فيها أناس من بيئات وأصول اجتماعية مختلفة وهي عنصر ضغط جدي على الرأسماليين. فمن دن ضغط شعبي ليس الرأسمالي مستعدا لخفض أرباحه والتحول من استخدام الفحم مثلا إلى مصادر طاقة نظيفة أكثر كلفة بكثير. والحكومات نفسها مضطرة لتبني خططا لخفض الإعتماد على الطاقة المدمرة للبيئة. ولهذا فرأسمالية اليوم لم تعد مطلقة اليدين في انتاج ماتريد وبالشكل الذي تريد. ومثال صناعة السكائر الذي يمر بأزمة خانقة دليل ساطع على هذا.
ولكن ثمة صراعات كبرى تجري خارج البلدان المتطورة مثل الثورات التي حدثت في بلداننا أو التحركات الجماهيرية الراهنة في العراق. وواقع الحال، وهو ما اؤيده يقول أن وجود الحركات السياسية مهم لكن ثورة المعلومات ومستويات معارف الناس تدفع الناس إلى النزول إلى الشوارع من دون أن يدعوها حزب معين إلى القيام بذلك. دعوت إلى قيام حركة يسارية لأنني أرى أن مفهوم الحزب كبنية هرمية تنظيمية لم يعد قادرا على احتواء مطالب الناس في حين أن حركة ذات طابع تنظيمي مرن تجمعها قيم مشتركة لا آيديولوجيات تستطيع أن تلعب دورا مهما لا بالنيابة عن الشعب بل لبلورة المطاليب والسعي لتوجيه الحركة الجماهيرية باتجاه يقرّبها من تحقيق تلك القيم.
متى تصبح الرأسمالية عائقا في طريق التقدم؟ سؤال جوهري وتعليقي قد يفاجئ الأخوة الذين رأوا أنني أمجّد الرأسمالية.
الرأسمالية تصبح عائقا في كل لحظة لولا الصراع الذي يتخذ أشكالا قد لانراها بشكل جلّي. وهذه الصراعات تدفع الرأسماليين إلى تغيير أساليب عملهم لضمان استمرار مصالحهم. مثال: أمريكا البلد الأكثر تقدما في العالم لم يكن لديها نظام تأمين صحي شامل للسكان كما هو الحال في أوربا إلى ماقبل سنتين بسبب ضغط لوبي صناعة الأدوية والأطبّاء. لكن الكونغرس الأمريكي اضطر إلى الموافقة على مشروع التأمين الصحي أخيرا. ما الذي تغيّر؟ ضغط الناخبين على نوّابهم الذّين يخشون على مواقعهم بعدم التصويت لهم في حال امتناعهم عن تأييده.
وهناك الصراع والمنافسة داخل الطبقات الرأسمالية نفسها الذي يدفع التقدم. وأبرز الأمثلة على ذلك التطور العاصف في تقنيات الهواتف المحمول تحت ضغط المنافسة. الرأسمالية نفسها ليست معنية بالتقدم لولا المنافسة والصراع. مثال آخر: ظل اختراع مصباح النيون نائما في أدراج شركة فلبس 30 عاما لأنها لم تتعرض إلى منافسة جدية من الآخرين. ولم تدخله إلى التصنيع والإنتاج إلا بعد ظهور منافسين لها.
إذن: علينا ألا نرى وصول نظام إلى نهاية قدراته بشكل يوم قيامة، أي ينهار النظام فجأة لينبثق آخر في اليوم التالي. وهنا لا أقصدك أنت بالذات فتعليقك شديد الجدية. إنه يصل إلى كونه عائقا في كل لحظة في هذا المجال أو ذاك وتنبثق بشكل تدريجي وبطئ أشكال أخرى لاتقضي على النظام بالتأكيد لكنها تعدّله بالتدريج. المثال الأبرز هنا هو اقتصاد المعلومات، أي انتاج نظم التواصل وتطوير الإنترنيت ومحرّكات البحث..إلخ وهذا قطاع يضم الآن مئات إلوف العاملين. في هذا القطاع يتعرض نظام العمل الأجير إلى تغييرات جذرية. إذ يتزايد الإنتقال من نظام دفع الأجور والرواتب إلى المشتغلين عالي التأهيل إلى إعطائهم أسهما في المؤسسة نفسها. أعضاء مجالس إدارة تلك المؤسسات لايزالون رأسماليين بالتأكيد وهم يكسبون أرباحا تزيد بمئات المرات عما يكسب العاملون. لكن نظام العمل الأجير يتآكل. مثال آخر: قطاع سيارات الأجرة (التاكسي) وهو قطاع واسع مهم يتعرّض اليوم إلى تهديد قد ينهي وجوده في مستقبل ليس ببعيد. إذ انبثق نظام يُسمّى -الأوبر- تقاومه شركات التاكسي بضراوة. يقوم هذا النظام على أن أي مالك سيارة لديه الوقت والرغبة بتسجيل نفسه وتحديد أوقات فراغه في مؤسسة أوبر ومتى ما احتاج أي فرد إلى سيارة أجرة يصله مالك السيارة خلال ثوان ويدفع المستأجر مبلغا قد يعادل عُشر ما يدفعه للتاكسي، أي ان مالك السيارة حل محل سائق التاكسي الأجير.
بالطبع ثمة قطاعات واسعة، بل هي أغلبية القطاعات، لا تزال تعتمد على نظام العمل الأجير لكن المثال الذي طرحته يؤشر إلى كيفية تغير النظام نفسه كلّما وصل هذا القطاع أو ذاك إلى أزمة تهدد وجوده. الضغط الشعبي والمنافسة والتطور العلمي هي وراء تغييرات بطيئة ستوصلنا إلى مستقبل لن نرى فيه عملا أجيرا ولا أرباب عمل لكن هذا لن يكون غدا بالطبع
مع شكري لك لدفعي إلى التفكير بقضايا على هذا المستوى من الجدية.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر و باحث اكاديمي يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا. / عصام الخفاجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هواجس ثقافية مقتطفات 136 / آرام كربيت
- مقامة الصباحات . / صباح حزمي الزهيري
- حين يغير البوليس موضوع الدراسة / سعيد الوجاني
- : اهدار ثروة الشعب العراقي العلمية. الدليل والبرهان. / نجم الدليمي
- تشريح الذات: كانَ صيفَ الخفّة / دلور ميقري
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ... / محمد الصادق


المزيد..... - أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- السعودية.. الإبلاغ عن فقدان مواطن خليجي في صحراء الربع الخال ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر و باحث اكاديمي يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: Almousawi A. S. - عصام الخفاجي