|
رد الى: مالوم ابو رغيف - عبد القادر أنيس
- رد الى: مالوم ابو رغيف
|
العدد: 641632
|
عبد القادر أنيس
|
2015 / 9 / 9 - 08:50 التحكم: الكاتب-ة
|
شكرا سيد أبو رغيف على المشاركة وفي إثراء الحوار. حول (تزويد الناس بالخدمات والبيع بأسعار رخيصة لإيهامهم بأن الحكم الإسلامي سيكون مثل السمن على العسل حلو وطيب المذاق) كما لاحظتَ. أحب أن أضيف أن الأموال التي تمكن الإسلاميون من إنفاقها بهذا (السخاء) كان معظمها من بلدان الخليج، وقد صرح مسئول سعودي بذلك عندما ساءت علاقتهم مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر التي فازت بالانتخابات، خاصة بعد تحولها من الهجوم على صدام إلى تأييده في حرب الخليج الأولى بسبب ميل العامة عندنا إلى صدام باعتباره (البطل) الذي تحدى الغرب. بالإضافة إلى التمويل المتأتي من تبرعات الناس في إطار الجمعيات (الخيرية) وغيرها من التحايلات. وقد انكشف فيما بعد أن الكثير من القيادات الإسلامية صاروا أثرياء، بعضهم هاجروا مع أسرهم ليتركوا المخدوعين ينالون جزاء غفلتهم. الآثار المدمرة التي تسبب فيها الإسلاميون على البلاد كبيرة جدا. هناك من يقدر القتلى بـ 200 ألف. بعضها كان يتم بطرق بشعة: ( الذبح، قطع الرؤوس، التفجيرات، حرق البيوت، ...). أجهزة الأمن بدورها، بعد أن مُنِيَت في البداية بخسائر كبيرة، واجهتهم بوحشية (الاختطافات والإعدامات بدون محاكمات للمحرضين والممولين والقادة... بالإضافة إلى القضاء على عشرات الآلاف من الشباب الإرهابيين الذين جرى التغرير بهم وتحويلهم إلى آلات قاتلة، حين لجئوا إلى الجبال ومن هناك نظموا جماعات (مجاهدة) عاثت في البلاد فسادا..) الخسائر على الاقتصاد كانت هائلة: حرق المصانع، المدارس، تدمير الجسور، والمنشآت العمومية، وسائل النقل، بما فيها تفجير مطار العاصمة، وقد استُهْدِف كل ما يرمز للدولة سعيا إلى انهيارها..)، بالإضافة طبعا إلى نزوح كبير من مناطق الإرهاب لعشرات الآلاف من السكان نحو المناطق الآمنة بعد أن تعرضوا للابتزاز والعنف وانتهاك الأعراض، حتى بلغ الأمر حد سبي نسائهم. لكن أهم خسارة تمثلت في هجرة عشرات الآلاف من الجزائريين نحو البلدان الغربية، وخاصة الكفاءات في شتى التخصصات. لا شك أن قوات الأمن مارست إرهابا مضادا، لكن ماذا نتوقع منها عندما نعلم أنها وقعت ضحية جرائم منكرة في صفوفها بعد أن تمكن الإسلاميون من استمالة بعض عناصرها. كثيرا ما حدث أن جرى تذبيح جنود من طرف زملائهم وهم نيام. لكن يجب أن نعترف أن القوى الوحيدة التي حافظت على قدر كبير من الانسجام والتلاحم هي الجيش ولهذا أمكن هزيمة الإسلاميين. لا مكان لأي شك. الإسلاميون هم سبب الإرهاب أولا وأخيرا. لكن النظام الحاكم، المعارضة السياسية، النخبة، الشعب في عمومه، ساهموا عبر غفلتهم، سكوتهم، تواطئهم، تعاملهم مع الإسلاميين في إطار قيم حداثية هم أصلا لا يؤمنون بها مثل السماح لهم بالنشاط السياسي والجمعوي كتشكيل أحزاب والمشاركة في الانتخابات، وهم أعداء الديمقراطية، ولا يخفون هذا العداء. ولا يبرر هذا كون النظام الحاكم قد أساء إدارة شؤون البلاد وخنق الحريات وحال دون وجود معارضة جادة ووطنية. كل هذا لا يبرر استهداف الدولة والشعب بكل هذه الإرهاب البشع، رغم المنجزات الكثيرة التي تحققت. مع العلم أن الحكم الإسلامي الظلامي الذي كان يريد الإسلاميون إقامته هو أسوأ بكثير من أي حكم استبدادي حديث حكموا عليه بأنه كافر. تحياتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
بضربة ماوس... فصل من رواية كشف المستور فيما آلت أليه الأمور-
/ أشرف توفيق
-
سطوة الجمال
/ خالد محمد جوشن
-
(انتِ فأل الأفول)
/ سعد محمد مهدي غلام
-
قصة بعنوان:- هدايا من عتمة الركام -
/ سعاد الراعي
-
إسرائيل ومشاريع تفتيت سوريا
/ نهاد ابو غوش
-
الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي
...
/ رمضان حمزة محمد
المزيد.....
-
زلزال ميانمار يخلف دمارا واسعا وخسائر بشرية
-
لماذا يشكك زيلينسكي بصفقة ترامب للمعادن؟
-
واشنطن: على الحكومة السورية أن ترفض الإرهاب وتقمعه وتطرد الإ
...
-
القوات الروسية تأسر جنودا أوكرانيين وتصد هجوما مضادا
-
مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك
...
-
تحديد العمر الجيولوجي للماموث -يانا- المكتشف حديثا في ياقوتي
...
المزيد.....
|