أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: Abdelbassit Elbeik - عبد القادر أنيس










رد الى: Abdelbassit Elbeik - عبد القادر أنيس

- رد الى: Abdelbassit Elbeik
العدد: 640334
عبد القادر أنيس 2015 / 9 / 1 - 09:22
التحكم: الكاتب-ة

عبد الباسط البيك
شكرا على المساهمة في إثراء الحوار.
أنا أرى أنك لا تريد فهم حقيقة ما حدث، إما لأن تأييدك للإسلاميين غير مشروط، وإما لأنك لا تريد أن تبذل الجهد الكافي لمعرفة الحقيقة واكتفيت بالجاهز مما روجته وسائل الإعلام المعادية للديمقراطية والحريات وكل قيم الحداثة النبيلة، وهي وسائل جبارة ساهم النفط الخليجي المسموم فيها عبر نشر الوهابية ماليا وإعلاميا، حتى بلغنا هذه الدرجة من الانحدار.
في كلتا الحالتين أنت غير معذور.
سؤالك مهم لأنه سيتيح لي العودة للمرة الألف لتوضيح ما حدث باعتباري شاهد عيان، وما راءٍ كمن سمع، كما يقول المثل.
أنا عارضت الإسلاميين قبل الانفتاح على التعددية (1989) بسنين طويلة لأسباب تتعلق بأيديولوجيتهم الإسلامية الفاشية التي نرى عينات منها في ما فعلته وتفعله حركات الإسلام السياسي والوهابي الإرهابية في بلداننا. فإذا كنت لا ترى أن الإسلاميين غير خطيرين ومن حقهم أن يحكمونا فهذا رأيك لكنه رأي أراك لم تبنه على قناعة تستند إلى تشخيص علمي ونزيه لفكرهم وتاريخهم وتاريخ الإسلام، بل ونصوصه أيضا كلما أمكن وضعها رهن التطبيق. أما أنا، وسواء فاز الإسلاميون في الجزائريون (بأصوات الشعب بانتخابات حرة ونزيهة) كما حكمتَ أم فازوا بالتدليس والتخويف واستغفال السذج وإيهام الناس بحلول وهمية وتوجيه أنظارهم خطأ نحو أعداء وهميين للإسلام والمسلمين، كما وقع بالفعل، فلن يجدوا مني أي تأييد أو مهادنة. الشيطان، إن وجد، أولى بتأييدي منهم، وهذا يعني لو خُيِّرْتُ، لاخترت أي نظام سياسي غيرهم مهما كان: عسكري، قومي دكتاتوري استبدادي يميني أو يساري، بل حتى استعماري أجنبي، لا يهم، لأن فاشية الأيديولوجيات الدينية لا تضاهيها أية فاشية في التاريخ (عرفت الجزائر في تلك الفترة هروب عشرات الآلاف من الكفاءات نحو فرنسا، عدو الأمس بالإضافة إلى من جرى ذبحهم فقط لأنهم لا يؤيدونهم، وهي خسارة مدمرة لا يمكن تعويضها، ولا يمكن أن يرتكبها إلا مجنون). مع هذه الفاشية لا مكان حتى للأنفاس الحرة، بينما كنتُ دائما في ظل الحكم الاستبدادي الجزائري السابق أتمكن من شراء كتاب مفيد، من شراء زجاجة خمر أو اصطحاب زوجتي للتنزه أو حضور مسرحية أو الذهاب إلى شاطئ البحر بحرية أو الالتقاء بربعي حول مائدة حافلة بما لذ وطاب في مختلف المناسبات ودون خوف. هذه المطالب البسيطة لن أجدها في ظل الحكم الإسلامي الداعشي الذي لا يكتفي بالحكم من فوق، بل سوف يمارس سياسة تفتيش الضمائر المعروفة لدى رجال الدين في كل زمان ومكان، ولن أفرط في هذه الحرية البسيطة التافهة عند البعض، حتى لو رأيت بأمي عيني أن الشعب الجزائري صوت بأغلبية 99.99 الشهيرة المعروفة في الحكم الاستبدادي، فما بالك بخطرهم على أسمى القيم الإنسانية النبيلة التي أبدعتها البشرية بعد قرون من الصراع المرير الدامي ضد قوى الظلام وأثبتت جدارتها في التقدم، بينما يسففهها الإسلاميون ويعتبرونها بدعا غربية يهودية مسيحية كما يعتبرون المنادين بها خونة وأعداء الإسلام.
لكني أعرف كشاهد عيان أن الإسلاميين في الجزائر لم يفوزوا (بأصوات الشعب بانتخابات حرة و نزيهة). أعرف أن هذه الانتخابات كانت أبعد ما يكون عن أن تكون حرة ونزيهة، بما فيهم لجوؤهم للتزوير على أوسع نطاق بعد أن حاصروا مكاتب الاقتراع وأرعبوا خصومهم فتركوهم يعبثون بأصوات الناس.
فما حقيقة الأمر التي أرى أنك تجهلها تمام الجهل؟
أحيل القارئ الراغب حقا في معرفة حقيقة الإسلام السياسي في الجزائر وفي غيرها إلى مقالاتي السابقة لأنه ليس من السهل التعرض لهذه الحقيقة هنا في رد محدود الحجم:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=480685
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270588
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267126
وهناك عشرات المقالات حول الموضوع نفسه يمكن للقارئ أن يطلع عليها في موقعي:
http://www.ahewar.org/m.asp?ac=1&st=2&r=40&i=2611&fAdd=
لا يمكن أن نتفق في الحكم على مدى نزاهة الانتخابات التي شارك فيها الإسلاميون عام 1991 و(فازوا) فيها، إلا اتفقنا على مفهوم هذه النزاهة بالذات، وهو ما يقتضي منا التفكير الجدي في هذه التساؤلات:
هل الديمقراطية هي مجرد صندوق اقتراع ثم يحق للفائز أن يفعل ما شاء بما في ذلك إلغاء أسس الديمقراطية كما كان يقول الإسلاميون ويكتبون، وكما فعلوا في كل مكان وصلوا فيه للحكم (في إيران والسودان مثلا) وفي الجزائر بعد أن تولوا شؤون البلديات؟
هل تشكيل أحزاب دينية تقوم (فلسفتها) على الحل الإسلامي الإقصائي لكل القيم الحديثة من حريات وديمقراطية وحقوق إنسان مقبول حتى لو فازوا في انتخابات ديمقراطية بنزاهة؟
هل إجراء انتخابات يشارك فيها أعداء الديمقراطية والحريات، ومهما كانت نزيهة وشفافة في نتائجها، يمكن أن يجعل الديمقراطيين يقبلون بها؟
هل انتخب الشعب الجزائري في مناخات ديمقراطية حقيقية؟ كلا. كان الإسلاميون يسيطرون على الشارع ويهددون الخصوم ويشوشون على الاجتماعات ويحتلون الساحات ويكفرون كل من ينتقد برامجهم باعتبارها هي الإسلام، ومن يشكك في الإسلام كافر؟
بل حتى الأحزاب الإسلامية الأخرى كانت تتعرض لنفس الاستفزازات والحصار باعتبارها تشق صفوف المسلمين، فما بالك بـ (أعداء الإسلام الديمقراطيين).
من يطالبنا بالرضا باختيار الشعب، رغم أن الشعب لم يختر على بينة من أمره، وتعرض لعملية تجهيل كبيرة تواصلت سنين طويلة بمباركة من نظام الجهل الذي كان يقوده الشاذلي بن جديد، من يطالبنا بهذا كمن يطالبنا بتقديم رقابنا للجز من طرف سيافي الإسلاميين مثل النعاج تماما. وهذا ما وقع في إيران بعد وصول الخميني للسلطة.
هنا بوسع القارئ أن يتساءل: إذا كان الإسلاميون بهذا السوء والبشاعة، فلماذا جرى التعامل معهم بهذا الغباء من طرف الطبقة السياسية في الحكم وفي المعارضة؟
هذا أهم سؤال في نظري: الإجابة عنه طويلة وسبق أن تطرقت إليها في مقالاتي المشار إليها أعلاه. لكن لا بد أن أقول، في عجالة، بأن الطبقة السياسية غير الإسلامية في الحكم وفي المعارضة كانت من الإجرام والجهل والتخلف والانتهازية والنظر إلى الآخر الشريك في الوطن كعدو يجب إقصاؤه وليس كخصم سياسي يجب التعامل معه حضاريا، حتى غفلت عن الخطر الحقيقي المهدد للديمقراطية (لأنها أصلا لم تكن ديمقراطية حتى في حياة أحزابها الداخلية). انتشار ظاهرة الإسلام السياسي المتخلفة لم يكن فلتة ولا مؤامرة خارجية بل كان نتيجة لتراكم طويل من التجهيل والاستبداد والحقد والرفض المتبادل للسير بالبلاد نحو العيش المشترك والإدارة السلمية لجميع المختلفين.
لكن هذا لا يعني أنني أكتفي بتحميل الشعب أو الآخرين المسؤولية ثم أرحل بعيدا كما فعل البعض، ولا أنني لا يجب أطالب بوقف هذه المسخرة وتصحيح الأخطاء قبل استفحالها، ولا يعني أنني لا أؤيد أي جهة تساهم في استدراك الأمر قبل الكارثة. إذا كان يجب مواجهة الإسلاميين الإرهابيين فلنواجههم في الوقت الذي نختاره لا الذي يختارونه: الموت في المواجهة أفضل بكثير من الموت مطأطئي الرؤوس لسيافيهم. المثل الفرنسي يقول:
Mieux vaut tard que jamais
تحياتي



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - كيف مهدت ميديا الغرب للإبادة الجماعية (1من2) / سعيد مضيه
- مسرح صفحات مطوية من الحركة المسرحي ... / طلال حسن عبد الرحمن
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم / ادهم ابراهيم
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (60) منحة أمريكية جديدة ... / محمد حسين الموسوي
- الديناميت والطاعون والاكليروس اخوان في الرضاعة!-2 / مكسيم العراقي
- جيش اسرائيل يهدد لبنان استباقياً .!!! / رائد عمر


المزيد..... - في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- 10 فوائد للخرشوف..ما أبرز ما يتضمنه الأرضي شوكي من فيتامينات ...
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: Abdelbassit Elbeik - عبد القادر أنيس