أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: nasha - عبد القادر أنيس










رد الى: nasha - عبد القادر أنيس

- رد الى: nasha
العدد: 640194
عبد القادر أنيس 2015 / 8 / 31 - 09:04
التحكم: الكاتب-ة

شكرا ناشا على هذه المشاركة المميزة في الحوار.
حول ملاحظتك حول كون (الجزائر احتاجت الى مليون شهيد لتتحرر من الاستعمار الفرنسي بينما لم نسمع عن تلك التضحيات في المغرب وتونس او حتى سوريا ولبنان).
ما هو السر وراء ذلك؟
بالنسبة للجزائر التي أعرفها أكثر من غيرها، السبب يعود إلى تجذر الاستعمار في الجزائر بعد أن تحول إلى استعمار استيطاني كثيف (العدد فاق المليون قبيل الاستقلال). خلافا لتونس والمغرب مثلا حيث كان الاستعمار أقل تجذرا. في الجزائر كل شيء كان بيد الفرنسيين: الأراضي الخصبة، مصادر المياه، الثروات الطبيعية، الإدارة، المدرسة... الخ. صار الفرنسيون المحليون يسمون جزائريين بينما صار الجزائريون يسمون (الأهالي) (indigènes)، تماما مثلما هم الاستراليون بينما السكان الأصليون هم (aborigènes). الحرب كانت ضروسا ومدمرة لأنها كانت تعني اقتلاع مليون من البشر عاشوا على مدى أجيال واكتسبوا امتيازات كبيرة مقارنة بالسكان الأصليين. التمييز كان على أشده.
هناك جانب آخر مهم جدا. الاستعمار العثماني كان أحط من الاستعمار الفرنسي: كان عبارة عن تواجد في المدن الكبرى لأقليات تركية وهجينة تعيش على النهب والجبايات، بينما الغالبية عاشت مهمشة. لا طريق، لا نظام تعليم عدا كتاتيب تحفيظ القرآن والزوايا الطرقية، لا إدارة، لا صناعة، لا زراعة، لا مجتمع بالمعني الحديث. السكان كانوا مجرد قبائل وعشائر مهمشة ومتصارعة أحيانا. بالإضافة إلى تشجيع القرصنة في البحر وهو ما جلب إلينا الاستعمار باكرا. التجهيل كان السمة الغالبة، لهذا لم تتشكل نخبة جزائرية ولم توجد مراكز إشعاع ثقافي (مثل الأزهر والزيتونة والقرويين رغم تقليديتها) عدا الزوايا الطرقية المتصالحة مع عقيدة القضاء والقدر. وعندما جاء الفرنسيون هرب الأتراك وتركوا الجزائر بلا رأس تقريبا. المقاومات التي انطلقت كانت دينية أساسا من أجل الجهاد ومحاربة الكفار، وهي فوق ذلك محلية سرعان ما يتمكن الجيش الغازي من إبادتها. النخبة الحقيقية تشكلت في مدارس الاستعمار مع حلول القرن العشرين، حيث تعلم الجزائريون جدوى التنظيم السياسي العصري: أحزاب، نقابات، فنون وآداب حديثة... رواد الحركة السياسية تربوا في النقابات والأحزاب الفرنسية قبل أن يستقلوا بأحزاب وطنية.
في تونس والمغرب كان الاستعمار قد وجد نظاما محليا قائما: مدرسة، إدارة، اقتصاد محلي، حكم محلي، نخبة محلية. لهذا سمي الاستعمار: وصاية أو انتداب. لم تتعرض تلك البلاد للاستيطان والاغتصاب مثلما حدث في الجزائر.
عند بداية حرب التحرير انسحبت فرنسا من الكثير من مستعمراتها ومكنتها من الاستقلال لتتفرغ لمواجهة حرب الجزائر باعتبارها أرضا فرنسية كما كانوا يقولون. لكن يجب أن نعترف أيضا أن ما تركته فرنسا في الجزائر من إعمار لا يمكن مقارنته بما تركه الأتراك، بل لا يمكن مقارنته بما تركه أي استعمار آخر في أي بلد عربي. هم جاؤوا ليبقوا وشاء التاريخ غير ذلك. نظام الأبارتهيد الذي أسسوه جعل من المستحيل التعايش بيننا وبينهم، بالإضافة طبعا إلى تخلف الجزائريين وعجزهم عن تبني قيم الحداثة الغربية والاقتراب أكثر من الفرنسيين، رغم وجود تيار من الجزائريين كان يطالب بالاندماج مع فرنسا لكنه فشل لأنه قوبل بالرفض من طرف الجانبين: الفرنسيون (الجزائريون) كانوا يرون في الاندماج والمساواة تهديدا لامتيازاتهم والجزائريون الرافضون كانوا يرون في الاندماج تخليا عن أصالتهم ودينهم ونظام الأحوال الشخصية المتخلف الخاضع للشريعة الإسلامية: تعدد الزوجات، وضع المرأة، الميراث، وغيرها من الامتيازات الذكورية التي ستزول كشرط للاندماج والخضوع للقانون الفرنسي العلماني، بالإضافة طبعا إلى النزعة الاستقلالية التي بدأت تنتشر في كل المستعمرات.
تحياتي


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - عمال غزة يموتون من الجوع فاين هي المنظمات الانسانيه والدوليه / علي ابوحبله
- مرايا / قصي حزام عيال
- القَبْضُ العاري / كمال تاجا
- ماركس.. مؤسس المدينة الاقتصادية / داود السلمان
- لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ التفقير والتجوي ... / حزب العمال التونسي
- محاولات البعض لإقصاء القرآن / كاظم فنجان الحمامي


المزيد..... - مجزرة كشمير.. الهند تغلق مجالها الجوي أمام طيران باكستان
- الإمارات تدين إساءة استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصات ...
- حرائق الغابات في إسرائيل قد تكون -الأكبر على الإطلاق- بالبلا ...
- عاجل.. صرف رواتب المتقاعدين الان من مصرف الرافدين
- عيد العمال في العراق: تعهّد حكومي بتفعيل قانون التقاعد والضم ...
- كيف كان ملوك مصر القديمة يحترمون حقوق العمال و-يقدسون- دورهم ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: nasha - عبد القادر أنيس