أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - طلال الربيعي - كاتب وباحث، ومحلل نفسي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اهمية اقتران الماركسية بالتحليل النفسي (العراق و مُهرِّجو البلاط !). / طلال الربيعي - أرشيف التعليقات - رد الى: سامية شرف الدين (رويدة سالم) - طلال الربيعي










رد الى: سامية شرف الدين (رويدة سالم) - طلال الربيعي

- رد الى: سامية شرف الدين (رويدة سالم)
العدد: 625980
طلال الربيعي 2015 / 6 / 12 - 17:07
التحكم: الكاتب-ة

الاستاذة العزيزة سامية شرف الدين (رويدة سالم)
اعتقد ان هنالك مبدأ يكتنف تعليقك وتساؤلاتك. وتعليقك يتطرق الى العديد من الامور الذكية والمهمة. ولكن الاجابة عليها مباشرة سيعني انصياعي لنرجسيتي باظهار نفسي (المحلل النفسي) بمظهر حكيم اوز Wizard of Oz. المحلل النفسي لا يمتلك اية حكمة, او, على الاقل, انصافا له, فحمكته لا تتعدى حكمة اي انسان متوسط الذكاء. كلما هناك انه تعرض لتدريب لسنوات عدة من اجل ان يقوم بوظيفتين: الاولى, مقاومة دائمة للاغواء باسداء النصيحة للمريض او الاجابة على تساؤله -ما الذي علي فعله؟-. الوظيفة الثانية هي ان يسلك كمرآة ليرى الشخص فيها نفسه وحقيقته. ولذا يجلس عادة المحلل النفسي خلف المريض لتجنب تبادل النظر معه لدرء خطر تلويث التحليل النفسي للمريض. تحقق المرآة وظيفتها بسلوكها كصفحة ورقية. فالصفحة الورقية لها ثلاتة ابعاد كأي جسم. ولكن البعد الثالث, سمك الصفحة, عادة لا يحمل اية وظيفة ولذلك يمكن اهماله لاغراض عملية. السجل الرمزي اللاكاني هو اللغة المؤلفة من كلمات والحقيقي هو البيولوجي. اذن الصفحة الورقية قادرة على تحويل الحقيقي الى ما هو رمزي, والتحول ليس كليا, فالمحلل النفسي يعلم ما قاله كوزيبسكي, رائد التحليل اللاارسطوطاليسي القاضي بان الخريطة هي ليست الحقل. ولكن كورزيبكسي لم يعايش عصرنا الرقمي حيث قد تكون فيه الامور معكوسة, فتكتسب الخريطة اهمية اكبر من الحقل. المهم في هذا ان الحقيقي ثلاثي الابعاد يحال الى الرمزي ثنائي الابعاد عن طريق المرآة التي تسلك ايضا كجسم ثنائي الابعاد نظريا. ما يراه المريض في المرآة يكتب عليها, وهي الآن كصفحة ورق, روايته. ولكن لكتابة الرواية لا يحتاج المريض عادة ان يكتب, فيكفيه ان يتكلم, والمحلل النفسي يصمت لأن وظيفته هي ان يسلك عادة كمرآة, والمرآة لا تتكلم.
قد يرى الشخص في المرآة امورا غريبة ويكتشف اصابته بالعصاب, ولنتفق ان عصابه هو من النوع الذي يسمى احيانا بالعصاب الهستيري, الذي يحمل المريض على الاستمرار على التساؤل -هل انا رجل ام امرأة؟- عصاب كهذا يسبب ضعف الرغبة الجنسية او برودتها في المرأة, ولكنها تضطر الى ممارة الجنس بكثرة مرضية, حتى بدون اية متعة, وكلما واتتها الفرصة, في محاولة دائمة للاجابة على السؤال. البعض منهن يعملن كعاملات جنس, سعيا منهن للاجابة على السؤال الذي يقض مضجعهن لا شعوريا. والسؤال يعيد طرح نفسه من جديد حال الاجابة عليه. فالمعرفة العقلية الواعية لا قيمة لها هنا,على عكس المعرفة العاطفية اللاواعية التي تكتسب كل الاهمية او اغلبها.
ان اجواءنا الشرقية المفعمة بالكبت الجنسي والشعور بالذنب تشكل تربة خصبة لانتشار العصاب الهستيري لدى الرجال. الرجل الشرقي (بسبب ضعف في الثقافة الجنسية وسيادة القيم الذكورية والمحرمات) يتقمص دور الرجل في الافلام البورنوغرافية, وفي مؤخرة رأسه نقشت مقولة سارتر -الجنس هو لملأ الفراغات-. ولذا يحتاج الرجل ليس الى اي قضيب, وانما الى قضيب منتصب, ومنتصب دائما (وهو مستحيل بيولوجيا), لان الثقوب مفتوحة دائما, والسؤال لا يمكن الاجابة عليه مرة واحدة لانه يطل برأسه ثانية حال انكماش القضيب بعد القذف.
فالعصاب (السجل الرمزي) لا يعالج بالاتتصاب (السجل الحقيقي) لاته حال زوال الانتصاب يرجع السؤال العصابي ثانية. وعندما يصادف رجل امرأة فانه لا يرى فيها غير الثقوب التي ينبغي عليه ملأها. فلاثبات رجولته عليه ان يمتلك القضيب, والقضيب لا قيمة له بتاتا بدون انتصابه, لانه لن يكون صالحا لملأ الثقوب, وعدم قدرته على ملأ الثقوب تهدد رجولته بالصميم, فهو لا يعرف ان للقضيب عقلا خاصا به ولا يمكن ان يؤمر بالانتصاب مهما بلغت سطوة مالكه. فالانتصاب عملية عصبية باراسميبثاوية والرغبة الارادية في احداث الانتصاب هي عملية عصبية سيمبثاوية تفشل الانتصاب او تمنعه, وهذا ما يعرف في الطب الجنسي ب Peformance Anxiety اي الهلع التاتج عن عدم انتصاب القضيب وهي عادة حلقة مفرغة, فالقلق يؤدي الى عدم الانتصاب وهذا يؤدي الى القلق وهكذا دواليك. العملية قد تقتصر بكونها اضطرابا جنسيا يمكن معالجته باتباع الاساليب السلوكية لماسترز وجونسون. ولكن في حالة العصاب فان عدم تحقق الانتصاب يعني للرجل انه ليس فقط ليس رجلا, وانما ايضا الغاءا لوجوده. فالسؤال لا يمكن اجابته بكونه امرأة في حالة عدم انتصاب قضيبه, ليس لاسباب تشريحية فقط, وانما ايضا ان المرأة في منطقتنا هي نقص, والنقص ليس له وجود. اذن يحاول الرجل كل همه ويبذل كل ما في وسعه من اجل الغاء المرأة, لانها قد تسلك سلوك المرآة فتريه عصابه الهستيري الذي يشكل له مسألة وجودية, حياة او موت. التحليل النفسي اللاكاني يسعى وراء الحقيقة, حقيقة العصاب, فعند اكتشافه يمكن علاجه وتنتفي حاجة الرجل الى اثبات رجولته او قمعه للمرأة, ان لم يكن الغائها.
مع وافر احترامي ومودتي



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
طلال الربيعي - كاتب وباحث، ومحلل نفسي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اهمية اقتران الماركسية بالتحليل النفسي (العراق و مُهرِّجو البلاط !). / طلال الربيعي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(32) / زكريا كردي
- خبراء مغاربة وأجانب بالجديدة يتدارسون افضل السبل لإدماج الذك ... / عزيز باكوش
- زميلتي الكورية التي فازت بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير3 / محمود شقير
- وقف الحرب في لبنان أكثر احتمالاً من غزة / سنية الحسيني
- الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط / غالب المسعودي
- الغارات الإسرائيلية جعلت صور اللبنانية مدينة أشباح / حسن العاصي


المزيد..... - عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- -فاتنة الحلبة-.. الحسناء سيدني تخرج عن صمتها بعد أن اشعلت من ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - طلال الربيعي - كاتب وباحث، ومحلل نفسي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اهمية اقتران الماركسية بالتحليل النفسي (العراق و مُهرِّجو البلاط !). / طلال الربيعي - أرشيف التعليقات - رد الى: سامية شرف الدين (رويدة سالم) - طلال الربيعي