أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - وسام رفيدي - محاضر جامعي، كاتب وباحث ماركسي فلسطيني- حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: عشرة إضاءات كمفتتح للحوار حول أزمة اليسار الفلسطيني. / وسام رفيدي - أرشيف التعليقات - رد الى: نبيــل عــودة - وسام رفيدي










رد الى: نبيــل عــودة - وسام رفيدي

- رد الى: نبيــل عــودة
العدد: 615284
وسام رفيدي 2015 / 4 / 10 - 10:36
التحكم: الكاتب-ة

العزيز نبيل عودة. تحياتي. قرأت مداخلتك وهي فعلا تثير النقاش وتستحقه، ولكني توقعتها لصيقة أكثر بموضوع الحوار الحالي: أزمة اليسار الفلسطيني وتوحيد اليسار. ومع ذلك لأسجل الملاحظات السريعة التالية التي يتسع لها طابع الرد على التعليق:
1- مثلما يمكن الحديث عن ماركسيين دون ماركس، بشكل عام كما تحدثت، دون ان تتطرق لتحليل ملموس كمثال او نموذج، يمكن الحديث عن ( لا ماركسية دون محتواها الطبقي أي مصلحة العمال والفلاحين والمستخدمين، الفقراء عموماً) فهنا ليس فقط محتواها بل وأيضاً ما التقطه ماركس وأنجلز بتأسيسهما للعصبة الشيوعية للعمال، كأول حزب ثوري طبقي. فماركس هنا، وبالذات هنا في ممارسته وبرناج العصبة ( البيان الشيوعي)، لم يكن فيلسوفا فحسب بل مناضلاً ثوريا يحمل قضية الطبقة العاملة والاشتراكية. إن تحويل ماركس لمحض فيلسوف يعني شطب الهدف الأساس لكل االنتج الفكري لماركس وبالتالي شطب الماركسية ذاتها.
2- وما بدا لي من تركيز على ماركس الفيلسوف، يصب في الاتجاه الذي تناولته أعلاه: شطب الهدف الأساس لكل المنتج الفكري لماركس! فحتى لو أخذنا ماركس الفيلسوف فماذا نجد؟ ليس فقط قوانين الجدل الهيغلي لتحليل الواقع، بل وتحديد هدف الفلسفة بالتغيير، وهو القائل: كل الفلسفات القديمة كانت تسعى لتفسير العالم بينما المطلوب تغييره! هنا ماركس الفيلسوف يحدد هدف الفلسفة بالتغيير، اي بالتغيير الجذري للنظام الاجتماعي القائم، الاستغلالي الطبقي. هنا ينبغي التقاط ماركس الفيلسوف، بالهدف الذي حدده للفلسفة، بربطها بالتغيير الثوري.
3- لقد درج في أوساط أكاديمية ليبرالية عديدة تناول ماركس كفيلسوف، إعجاباً منهم بديالكتيكه الهيغلي العلمي الذي لا يمكن تجاوزه كمنهج للتحليل، ولكن ليبراليتهم تقف هنا بالذات: رفض ما جاء به ماركس غير ديالكتيكه، ورفض هدف الفلسفة كما حدده ماركس! أذكر مرة ما كتبه أكاديميا فلسطينيا ليبراليا بامتياز: قال: المادية الديالكتيكية نعم أما المادية التاريخية فلا! كان منسجماً في ليبراليته، فالمادية التاريخية تحيل على التغيير الاجتماعي والثورة على علاقات الانتاج الرأسمالي وهذا ما يرتعب منه الليبرالييون دائماً. باختصار: تراث ماركس الفلسفي ليس فقط منهجه العلمي بل وهدفه: التغيير للعالم.
4- وهنا ينبغي ان يدور نقاش حقاً وكنت ساهمت به في مداخلتك وإن بغلو غير قليل. ليس من البساطة بمكان شطب مقولة العمال كمقولة اقتصادية اجتماعية، تحيل على تشكلها كطبقة في البنية الاجتماعية. التطورات الحاصلة على تركيب البروليتاريا في أوروبا وأمريكا، وتشوه التركيب الطبقي في العالم الثالث لا يعني انتفاء وجود العمال كطبقة، أما دورها في عملية التغيير فتلك موضوعة ثانية، تحيل على وعيها لذاتها فيما موجودة بذاتها. لا زالت الدراسات السوسيولوجية، حتى التي تنفي صلتها بالماركسية كمنهجية، تأخذ بتعريف الطبقة باعتبارها موقع من ملكية وسائل الانتاج، وتالياً ما تحصله في عملية التداول والتوزيع تبعاً لموقعها ذاك من الملكية. وعليه: لا يمكن ببساطة شطب وجود العمال كطبقة حتى وإن تغير تركيبها بفعل التغير في التقنيات ووسائل الانتاج ونمو قطاع الخدمات وقطاع الإلكترونيات، فالرأسمالية المعاصرة لا زالت تحوز على فائض القيمة سواء أكانت صناعية، ام خدماتية، أم عقارية، وذلك مدخل إضافي للتصنيف الطبقي.
5- وهذا حال العمال في العالم الرأسمالي فما بالك بحال العمال في العالم الثالث؟ هنا اقترح عليك التريث! فما زال لدينا عمال كما وصفهم ماركس تماماً: يرحلون من أراضيهم ويتم تجنيدهم كعمال في قطاعات الصناعة والبناء وغيرها، فرغم تشوه التركيب الطبقي إلا ان لدينا عمال الصناعات الإنشائية والمعدنية والغذائية والنسيج والسلع الخفيفة، وفي بعض الدولة صناعات تنتمي لما أسماه ماركس القطاع الثاني: انتاج وسائل الانتاج، فلا تسارع بشطب الطبقة العاملة هنا كطبقة.
6- أما أن يكون ماركسيو العالم، وليس كلهم على اية حال، حولوا الماركسية لنص ديني حسب قراءة ستالين لها ( اتذكر هنا لاقراءات السبع للقرآن ههههه) فهذا ما اتفق به معك، وتطرقت له في تعليقاتي، إن إطلعت عليها، وفي مفننحي للحوار، ولكن هذا شيء، وشطب المحتوى الطبقي التغييري للماركسية شيء ثاني، فهنا يفتقد التحليل الحصافة. وقد قلت وأكرر: الماركسية اتجاهات ومدارس ينبغي الانفتاح عليها رفضا لقولبتها في نص ديني، وليس بين منظريها، وماركس اولهم، مَنْ هو خارج النقد النظري، فتغير جذري طال البنية الاجتماعية منذ ماركس حتى اليوم، سواء في العالم الرأسمالي ام في العالم الثالث، ولكن بقي الجوهري بتقديري ومنه: الطابع الخاص لملكية وسائل الانتاج والتملك الفردي لثمار العملية الانتاجية فيما توسع الطابع الاجتماعي للعمل، وهذا ما حدا بمفكر ماركسي مثل سمير أمين لتوسيع مفاهيم ماركس حول الصراع الطبقي وتقسيم العمل والتراكم كأدوات تحليلية لنظام العولمة العالمي.
7- إذا اتفقنا، وأرجو ذلك، ان هدف الفلسفة الماركسية تغيير العالم، فمَنْ الطبقة او الفئات المؤهلة للتغيير؟ هنا لا مجال إلا الدراسة والتحليل الملموس للتركيب الاجتماعي ومواقع القوى المختلفة وممكناتها وطاقتها الثورية. غرامشي وسّع من دور القوى الثورية العمالية للتغيير فتحدث عن مفهوم ( الكتلة البشرية)، فيما اشتققنا في الجبهة الشعبية في الأرض المحتلة مصطلح (الشغيلة)، والمهم هنا: أن التغيير تحمله قوى طبقية واجتماعية ثورية تلعب في لحظة تاريخية دورا ثورياً لا أراه منعزلاً، وبالتجربة التاريخية وتجربة الحراكات الشعبية في المنطقة العربية منذ العام 2011، عن قيادة الحزب الماركسي لها. أما إحالة هذا الدور لما يسمى (المجتمع المدني) ففيه الكثير من التعسف والرهان غير المنطقي. بداية فالمصطلح نفسه (المجتمع المدني) بحاجة لنقاش انطلاقا من كونه موجوداً أصلاً في المجتمع العربي أم لا! وكثيرة هي الكتابات حول المفهوم ومن هذا المنطلق بالذات. وثانياً مجتمعاً يفتقد للقاعدة الشعبية، ويعج بالفئات الوسطى الجديدة صاحبة الامتيازات الطبقية، ويرتهن للتمويل الرأسمالي الامبريالي، ويتمأسس فكرياً وفق توجهات الليبرالية الجديدة....لا يعول عليه في التغيير، إلا إن تمكن الماركسييون عبر حزبهم من لعب دوراً مهيمناً سياسياً عليه، وفق ما عالجه غرامشي في مفهومه عن الهيمنة السياسية ودور المجتمع المدني. إن قراءة متأنية للحراكات الشعبية في الوطن العربي منذ العام 2011 توضح ان غياب الحزب الماركسي الثوري كحزب قائد ببرنامجه ورؤيته ومنظماته الحزبية، ترك الساحة لإعادة انتاج ذات الأنظمة التي سقطت رؤوسها، ومَكن بالتالي الأصولية الدينية بأبشع توجهاتها لتحتل مكانة الرأس من الحركة، والأهم: اضاع فرصة تاريخية ثمينة لاستثمار نهوض وحراك الفئات الوسطى، مع الفئات الأكثر فقراً، بغية تحقيق الانتصار الناجز للثورة: تغيير جذري للنظام الاجتماعي والاقتصادي الرأسمالي التابع.
تحياتي لك


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
وسام رفيدي - محاضر جامعي، كاتب وباحث ماركسي فلسطيني- حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: عشرة إضاءات كمفتتح للحوار حول أزمة اليسار الفلسطيني. / وسام رفيدي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - عاجل... ألإحصاء ألسكاني ألألكتروني لن يخلّص بغداد من ظاهرة ا ... / عبد علي عوض
- المادية والمثالية وقضية الوجود والتطرف / غالب المسعودي
- الواقع وأثره على الشاعر في ديوان -بارقات تومض في المرايا- من ... / رائد الحواري
- كسر الروح / زهرة افداوي
- ( كربلاء) فيلم بولندي يوثق أحدى معارك جيش المهدي مع قوات الت ... / علي المسعود
- هوجس ثقافية 144 / آرام كربيت


المزيد..... - تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - وسام رفيدي - محاضر جامعي، كاتب وباحث ماركسي فلسطيني- حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: عشرة إضاءات كمفتتح للحوار حول أزمة اليسار الفلسطيني. / وسام رفيدي - أرشيف التعليقات - رد الى: نبيــل عــودة - وسام رفيدي