|
لا بد من هوية اجتماعية طبقية واضحة وممارسة فعلا - جبريل محمد
- لا بد من هوية اجتماعية طبقية واضحة وممارسة فعلا
|
العدد: 613099
|
جبريل محمد
|
2015 / 3 / 30 - 08:35 التحكم: الكاتب-ة
|
ربما وضع وسام يده على اكثر من وجع من أوجاع اليسار، وربما ايضا حاول ان يصنع بعض المعالجات، لكنني أرى انه مر بشكل سريع على قضيتين مهمتين هما غياب التأصيل الفكري للواقع الفلسطيني من منظور علمي، بللشعب لفلسطيني وطننا وشتات،بمعنى انتاج نظري يحدد سمات التشكيلة التي يعيشها الشعب الذي دمرت تشكيلته عام 1948 كتشكيلة اقتصادية اجتماعية منتمية الى التشكيلة التي كانت سائدة على الاقل في بلاد الشام فقد تعرض لعملية تفكيك وفقدان للقاعدةالانتاجية الاساسية وهي الارض وما ترتب عن ذلك من تغيير في التركيب الطبقي الفلسطيني سواء في ما تبقى من وطن، او في الشتات وخاصة في مناطق تركز معينة منه. ان غياب مثل هذا التأصيل الفكري يشكل مظهرا من مظاهر العجز الفكري لدى اليسار من جهة، واستغراقا في السياسي اليومي على حساب المنطلقات الفكرية العلمية الاساسية تجاه بنية المجتمع، قبل تحليل طبيعة الصراع. اما النقطة الثانية فهي ان رفع الشعارات الطبقية دون ممارستها عمليا وعلميا على الارض يصبح من قبيل الجملة الثورية من جهة ويغيب الرؤية العلمية للترابط العميق بين الوطني التحرري والديمقراطي الاجتماعي، هذا يعني ان من الضروري لليسار ان يقدم رؤيته لا عن صورة المجتمع المنشود بعد التحرير، بل عن دفاعه الحقيقي عن مصالح الكادحين من خلال منظمات شعبية ومبادرات عملية واضحة تحدد القسمات اليسارية وبما يربط الكفاح الوطني التحرري مع الكفاح الديمقراطي الاجتماعي والأرض خصبة في هذا المجال خاصة على أرض الوطن، فمقاومة الاستيطان تشكل مفتاحا للربط بين الارض كقيمة وطنية سياسية، وصمود الفلاح عليها مع كونها قيمة انتاجية لا عقارها يخضع للعرض والطلبهذا مجرد مثال، مثال آخر وهو هل يستوي المنطق اليساري مع الاستماتة في تبرير استمرار هياكل نقابية يقبض على خناقها اليمين الكمبرادوري ودون اجراء اي انتخابات فيها؟ وهل يستطيع اليسار نفسه ان يتخلى عن التوكؤ على عكازة اليمين ماليا من خلال مبادرات ذاتية باستغلال الموارد الوطنية المتاحة؟ ليس المطلوب من اليسار ان يحدث التغيير الاجتماعي قبل التحرر الوطني ولكن المطلوب منه ان يخلق نماذج تعبر عن قيمه، تعاونيات انتاجية في مختلف المجالات وليس الزراعة فحسب، نظام تعليم موازي..الخ لا اراهن كثيرا على وحدة فصائل قائمة من اليسار، ليس بسبب النزاع التنظيمي ولكن لان هناك اختلاف حول تحديد طبيعة التشكيلة، هذا لا يعدم الدعوة لبناء حزب يساري قائم على وضوح النظرة ليس فقط تجاه الصراع القائم مع الصهيونية ولكن تجاه كل القضايا، بعدها يمكن البدء بتشكيل جبهات او جبهة يسارية بحد ادنى يساري وليس بحد ادنى كالقائم حاليا في منظمة التحرير. المطلوب هو نزع طبقة من التحجر في انماط التفكير والممارسة، لا باتجاه الليبرالية ولكن باتجاه الفهم الثوري لمعنى وجود يسار في معمعان معركة تحررية وطنية صحيح ان الخميرة موجودة لكن يبدو اننا بحاجة الى زراعة مساحات اوسع من القمح كي نحصل على غلة يمكن طحنها في خضم الصراع وعجنها لتؤتي اكلها. ي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
وسام رفيدي - محاضر جامعي، كاتب وباحث ماركسي فلسطيني- حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: عشرة إضاءات كمفتتح للحوار حول أزمة اليسار الفلسطيني. / وسام رفيدي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الاقتصاد الإسرائيلي يترنح و -نتنياهو يكابر في وجه التكاليف و
...
/ علي ابوحبله
-
طقوسُ يومٍ جميل
/ شيرزاد همزاني
-
المولد النبوي .. وطقس عروسة الحلوى
/ فاطمة ناعوت
-
طوفان الأقصى347 – إسرائيل تتجه نحو حرب شاملة مع حزب الله
/ زياد الزبيدي
-
تفجير أجهزة- البيجر-،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
/ راسم عبيدات
-
الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
/ شوقية عروق منصور
المزيد.....
-
ركاب طائرة بأنوف وآذان دامية.. الضغط يحول رحلة عادية إلى دمو
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في بيت لحم
-
مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح ستة خلال معارك في جنوب قطاع
...
-
انفجارات -البيجر-.. سيناريوهات الوصول للأجهزة و-براعة ووحشية
...
-
موسكو: تفجير أجهزة الاتصال -بيجر- في لبنان يتطلب تحقيقا واهت
...
-
من هنا تعرف على اسعار الذهب في العراق لهذا اليوم
المزيد.....
|