|
أزمة الفكر العربي هي السبب ؟ - شامل عبد العزيز
- أزمة الفكر العربي هي السبب ؟
|
العدد: 605324
|
شامل عبد العزيز
|
2015 / 2 / 18 - 13:21 التحكم: الكاتب-ة
|
تحياتي سيدي الكريم .. قرأت مقالك وتعليق الأستاذ فؤاد النمري وردك عليه : لنتفق مع ما تقول حول النيو ليبرالية والنيو وهابية فما هو البديل ؟ البديل حتماً بديلاً ماركسياً أو قراءة واقعنا وخصوصاً ما بعد الربيع العربيّ قراءة ماركسية مستلهمين من روح الماركسية ما ننشده من أجل التغيير لواقع أفضل .. في مقاله حول النقد يقول الأستاذ جورج قرم عن الشهيد مهدي عامل : إذا لم يحصل تغير في المركز فهل يمكن أن يحصل تغير في الأطراف وهي أسيرة تبعية فكرية مطلقة ؟ هل الأطراف لها قدرة كافية لكي تتحرر من علاقات التبعية الفكرية والتبعية لبنية العلاقات مع المركز ؟ هل يمكن التغيير إذا لم يتغير الفكر الغربي وكل هذه المقولات التي نحن أسراها ؟ هل يمكننا نحن أن نفلت من هذه المقولات ونكوّن منظومة خاصة بنا } ؟ هذا أهم سؤال في الموضوع ولقد تناول الكثير من المفكرين هذا السؤال في نهايات القرن الماضي ولو بصيغ مختلفة إلاّ أن المراد واحد فعلى سبيل المثال قال الجابري – الاستقلالية وسأل أين الاستقلالية في الفكر العربيّ .. هل يتمكن العرب من فعل ذلك أي أن نفلت من التبعية ؟ { كل محاولات الفصل بين المركز الذي ينتج الثقافة ويمسك خيوط العولمة والنظام الاقتصادي العالمي قد فشلت ، فهل يمكننا نحن كعرب ، أن نفلت من علاقات التبعية ودون الوقوع في قالب المنطق الماركسي الذي له أيضاً جوانبه الجامدة ؟ } . هل هي البرجوازية العربية أم النخب وهل هناك برجوازية عربيّة على غرار البرجوازية الأوربيّة ؟ { البورجوازية قد تكونت كطبقة واضحة المعالم في فترة زمنية محددة من التاريخ الاقتصادي للغرب ، إنما اليوم التنوع الطبقي أصبح من التعقيد بحيث لا يمكننا أن نستعمل مفهوماً واحداً، لا يمكننا القول هذه طبقة واحدة مسيطرة وهي التي تمنع التحرك. لهذا السبب افضّل استعمال مفهوم مطاط هو “النخب” ومكوناتها المختلفة } . المثقفون العرب والتفرقة والتشتت والتجزئة : { الحقيقة ان المثقفين العرب تفرقوا لخدمة مصالح فئات عدة اجتماعية ، سياسية ، دينية ، نفطية ، عسكرية. وهذا يعني ان الواقع معقد في شكل انه لا يمكننا ان نختصر ازمة الحضارة العربية بأزمة فئة واحدة ، اي البورجوازية ، وهي غير موجودة اساساً كفئة متجانسة ومتماسكة على شكل البورجوازية الاوروبية في القرن التاسع عشر كما يصفها الادب الماركسي . ليس في العالم العربي طبقة مهيمنة واحدة تستغل طبقة بروليتارية ، او يمكن ان يسمى البروليتاريا العربية، “المحرومون” في الطرح التراثي . } . هل الامبريالية خاصة بالغرب أم أن الشرق أيضاً له نفس التسمية ولماذا التفريق والنتيجة واحدة ؟ { معالم هذه الفئة الاجتماعية ليست واضحة - أليست الماركسية ايضاً، وكذلك فكر كارل ماركس بمحتواه النقدي، الذي لا شك في أن له محتوى ممتازاً، انما أليست وصفات كارل ماركس للتحول الى الاشتراكية ، هي ايضاً، نوعاً من التعبير الامبريالي يمارس على العالم الثالث ؟ } . أليس الأحزاب الشيوعيّة أحزاب مهيمنة وتتعامل بنفس القدر إن لم يكن أكثر فيما يسمى الهيمنة وهنا كون التبعية واضحة ولا شك فيها .. { الحزب الشيوعي الروسي الذي هيمن على كل الاحزاب الشيوعية وشلها، هو ايضاً جزء من الحضارة الاوروبية بمحتواها الامبريالي . ان الفكر الماركسي فكر غربي نرجسي الطابع لأن نرجسية الفكر الغربي كبيرة جداً } .... هل النظام الرأسمالي الذي تناوله ماركس هو نفس النظام الرأسماليّ الحاليّ وهل فكر ماركس فكر غربي أيضاً أم لا وهل القرن التاسع عشر هو القرن 21 ؟ { من هذا المنظار الذي يجسّد لحظة تاريخية ، حيث بزرت الماركسية كدعوة لتطبيق الاشتراكية بعد القضاء على الرأسمالية الصناعية ، ألم نتخطّ اليوم هذه المرحلة التاريخية ؟ هي مرحلة كانت لها بعض الميزات في اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وقد زالت اليوم هذه الميزات لأن النظام الرأسمالي الحالي غير النظام الرأسمالي الذي كان موجوداً ايام كارل ماركس. } .. الغرض من كل ذلك هو أنه لا استقلالية في الفكر العربي المعاصر فإما تبعية غربية وهي الحل كما عند هشام جعيط وإما شرقية كما هي عند مهدي عامل ولكن أين الاستقلالية العربية – دعوتك لتوحيد العالمين الإسلامي والعربي دعوة طيبة ولكن هل هي كافية لتحقيق ما نصبو إليه ؟ لقد فشل الجميع ومنذ رفاعة رافع الطهطاوي باللحوق بركب الحداثة أو الدخول فيها والسبب كما قال الجابري في كتابه أزمة الفكر – الداعية السلفي والداعية هنا ليس فقط ما ينطبق على الدين بل هناك داعية ماركسي وأخر ليبرالي وأخر قومي ورابع يساري – به نقول وعليه نتكئ ومن هنا لا استقلالية في الفكر العربي .. العالم في صراع والمصالح هي المطلب وها هو الشرق الأوسط – إيران مقابل بعض الدول والاصطفاف معها وتركيا كذلك على نفس المنوال فهل باستطاعتنا الخروج والإفلات من المركز – هذا هو السؤال مع خالص الشكر والقدير .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أحمد جرادات - كاتب وشيوعي أردني - في حوار مفتوح مع القارئات و القراء حول: ثورة وربيع ووهابية: أطياف وأشباح / أحمد جرادات
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
/ أحمد فاروق عباس
-
الوعي بين النفس والوجود (1)
/ علي محمد اليوسف
-
السنغال – ظروف وآفاق فَوْز حزب -باستيف- المُعارض
/ الطاهر المعز
-
رسالتان لحكومات العالم :
/ عزيز الخزرجي
-
سيناريو اليوم المشؤوم
/ كاظم فنجان الحمامي
-
تحويل غزة إلى أرض غير صالحة للسكن للأجيال المقبلة ( الأرض ال
...
/ علي ابوحبله
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
دراسة: الجلوس لوقت طويل مرتبط بأمراض القلب حتى لو مارست الري
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
|