|
رد إلى : فؤاد النمري - حسين علوان حسين
- رد إلى : فؤاد النمري
|
العدد: 595566
|
حسين علوان حسين
|
2015 / 1 / 4 - 10:48 التحكم: الكاتب-ة
|
الأستاذ الفاضل الرفيق فؤاد النمري المحترم مرحباً بكم مجدداً ، و تحياتي الحارة . مرة أخرى لم أقصد ما رميتم إليه . الكلام هنا ليس عن الثورة الإشتراكية ، بل عن مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي . أولاً / جملتي : -أما في ظل الحكم الدكتاتوري فعليها أن تتحالف مع كل أصدقاء الشعب - المقصود بها الحكم الدكتاتوري في عراق اليوم و ليس الإتحاد السوفيتي المنهار بالأمس . في عراق اليوم تحكم أحزاب الأولغارشية الثيوقراطية-القومجية و ليس الحزب الإشتراكي . ثانياً / يرجى ملاحظة أن الحملة المقترحة أسمها : -حملة مكافحة الفساد السياسي و المالي - ، و أن من أهم أهدافها إزاحة الطبقة الطفيلية التي تسلقت الحكم و راحت تستغل أجهزته لديمومة نهبها للعراق و منع التنمية الصناعية-الزراعية فيه . ثالثاً / في مؤتمر الأممية الشيوعية لعام 1920 ، أشار لينين الي ضرورة تقديم المساعدات لحركات التحرر الوطني في العالم الثالث و التي تقودها البورجوازية الوطنية . رابعاً / يمر العراق اليوم بمرحلة التحرر الوطني الديمقراطي ، و التي من ضروراتها تمكين الدور الذي يمكن أن تلعبه البورجوازية الوطنية (مع غيرها من الطبقات المسحوقة ) الممانعة لتكريس ذيلية السوق المحلي لسوق الأنتاج العالمي عبر تعطيل و تخريب الإنتاج المحلي حسب الخطة التي دشنها المحتلون الأمريكان من أحفاد أل كابون . و سبب هذه الممانعة لتلك الطبقات يعود إلى إرتباط مصالحها بمهمة التنمية و البناء الوطني الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للعراق . خامساً / هذا الدور التقدمي للبرجوازية الوطنية معطل الآن بسبب هيمنة طبقة البرجوازيين الطفيليين على الحكم . و هؤلاء جذورهم واهية ، و لا يمكن تخليق منظومة قانونية تحمي سرقاتهم ؛ و لذلك تراهم يعتاشون على سكوت و غياب المعارضة القوية و تميُّع الإجراءات القضائية الفاعلة ضد أعمالهم الإجرامية . و لهذا ، يمكن إزاحتهم على نحو قانوني بتظافر جهود كتلة إجتماعية كبيرة تشتمل على كل القوى التقدمية المتضررة مباشرة من عمليات السلب و النهب التي يقترفها الطفيليون يومياً ، بغية تجفيف منابعهم بقوة الضغط المجتمعي الفاعل و سلطة القانون المفعلة . سادساً / كل تحليل إجتماسياسي يجب أن ينطلق من الوقائع القائمة على الأرض ، و ليس من القناعات المسبقة حول إنتهاء أو عدم إنتهاء هذه المرحلة أو تلك . واقع العراق الحالي يشير إلى أن قدراته الإنتاجية المحلية معطلة بتأثير موقف إقتصاسياسي فوقي . بل و الأسوأ من هذا ، تجد أن المنتجات الأجنبية المدعومة من دولها تنافس مثيلاتها المحلية غير المدعومة أصلاً من طرف الدولة العراقية . هذا الوضع الفاسد الشاذ المخرب للإقتصاد الوطني يجب وقفه ، و في هذا الوقف مصلحة للبرجوازية الوطنية و للفلاحين و للعمال و لغيرهم من الجماهير المسحوقة في العراق . سابعاً / جوابي على سؤالكم : هل تعني أن الولايات المتحدة تدافع عن الرأسمالية في بلدان أخرى غير الولايات المتحدة ؟ هو : نعم ، و بكل التأكيد ؛ بسبب تبادل المصالح و المصير المشترك . النظام الرأسمالي الحالي (رأسمالية النار) العابر للقارات يجعل موجة كل أزمة إقتصادية في أحد مفاصله الطرفية تتمدد لتشمل كل مفاصله برمتها . و لذلك تجد أن الرأسمالية الأمريكية صدّرت قسماً من أزمتها لعام 2008 - 2009 الى أوربا الغربية (و كذلك للصين و اليابان و بلدان جنوب شرق آسيا و دول الخليج) ؛ و قد حان الوقت الآن لأمريكا لعمل شيء ما يحول دون إرتداد الأزمة إليها نفسها . من هو أطوع كبش فداء للإمبريالية مريِّش الآن في العالم ؟ حكام الخليج ، طبعاً . من الذي جعل سعر برميل النفط يغوص من 120 دولاراً إلى أقل من الستين دولاراً خلال شهرين ؟ أليست هي أمريكا ؟ لمصلحة من فعلت أمريكا ذلك ؟ أول المصلحة هي لأوربا الغربية (علاوة على ضرب بوتن و خامنئي و فنزويلا ) . لما كانت الأزمة الحالية في أوربا و جنوب شرق آسيا تتطلب النفط الرخيص ، فقد تفاهمت أمريكا مع دول الخليج (مع تفاقم خطر داعش في المنطقة ، و تصدّي أمريكا له لصالح حكام دول المنطقة المتراجفين ، و هذا التصدَي الحربي ليس مجانياً بأي حال من الأحوال ) لزيادة إنتاجها ، و إطلاق مسؤوليها تصريحاتهم بعزمهم على عدم تخفيظ الإنتاج حتى لو وصل سعر البرميل إلى 20 دولاراً لكي يزيدوا في تدهور أسعار النفط ! و هكذا يترتب على شعوب الخليج (و غيرها من الدول المنتجة للنفط) أن تدفع فاتورة أزمة الرأسمالية في أوربا بضغط أمريكي . ألم تسمع بمشروع مارشال ؟ ما ذا كان الغرض منه ؟ أليس إنقاذ الرأسمالية الأوربية الغربية من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ؟ و بالمناسبة ، تجارياً ، فإن أمريكا لا يهمها بكم يباع برميل النفط ، لأنه مهما كان سعره ، فسيتم تبادله في أسواق التجارة العالمية بالدولار الورقي الذي لا يكلفها سوى مصاريف طباعته . في النظام الرأسمالي الحالي ، أمريكا تمتلك بدولاراتها الورقية كل غاز و نفط و معادن العالم : فوق الأرض و تحتها . و لذلك فإنني لا أستطيع فهم أطروحة زوال الرأسمالية الأمريكية . لدينا هنا رأسمالية جديدة : رأسمالية النار التي تتحكم فيها طغمة الشركات الأمريكية المالية ( أسواق المال ، المصارف ، شركات التأمين ) و العقارية المتعدية الجنسية بالإقتصاد العالمي برمَّته . و العمود الفقري لهذه الرأسمالية الجديدة هي عملة الدولار الأمريكي الذي سيتسبب سقوطه بسقوط كل الدول الرأسمالية الكبيرة ؛ و لذلك ، فكلها يعمل على تدعيمه إصطناعياَ و باستمرار بهذا الشكل أو ذاك لأن في تدعيمها له تدعيماً لعملاتها المحلية نفسها المرتبطة بالدولار الأمريكي . ثامناً / أنت قلتها بنفسك . كل هذه الترليونات الصينية التي تصب مجاناً في جيوب الرأسمالية الأمريكية تجعل جمهورية الصين الرأسمالية (و ليست الشيوعية) هي التي تدفع ملايين عاملاتها و عمالها لتحمُّل فاتورة أزمة الرأسمالية الأمريكية ، بعد أن إزدردت طُعم السوق الرأسمالي كله حتى وصل لكبدها ، و أصبح من مصلحة الصين عمل كل شيء لضمان عدم سقوط الدولار الورقي الأمريكي ومن ثم خسارتها لترليوناتها و سقوط الصين نفسها و معها اليابان وووو لتلف أكبادهم . ها هنا تبادل المصالح و المصير المشترك بين أساطين الرأسمالية . لماذا تصر أمريكا على تسديد ديونها للصين و لغيرها بسندات ورقية بقيم إسمية دولارية ـ و ليس مثلاُ بعقارات و بضائع و منشآت إنتاجية ؟ لإدامة قوة الدولار على حساب كدح العامل الصيني و الياباني و الكوري ووو عمال كل العالم . رفيقي العزيز أشكركم ، سيدي ، على هذا الحوار المثمر الراقي ، و أحييكم و الأهل من كل قلبي ، و دمتم لي و للحوار المتمدن الأثير .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسين علوان حسين - الأديب و الباحث الأكاديمي العراقي - في حوار مفتوح مع القارئات و القراء حول : دعوة كل العراقيين لتأسيس -الشبكة العراقية لمكافحة الفساد السياسي و المالي في العراق- / حسين علوان حسين
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
سر النجاح لبعض البشر الكرامة كنموذج للقوة السياسية
/ ديار الهرمزي
-
الشهادة الضريبية وثيقة تثقل كاهل السوق العقاري في نظر الموثق
...
/ أحمد رباص
-
تعزيز ثقافة المساءلة والشفافية في العالم العربي: تحديات الحا
...
/ حمدي سيد محمد محمود
-
الزحام
/ أبوبكر المساوي
-
رسائل تنتظر قرارات سياسية
/ عادل صوما
-
الجوانب الاجتماعية والسياسية لعلم الآثار الكتابي المعاصر في
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
-
ما مدى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المستهلكين
...
-
أطعمة لا تتوقعها قد تسبب سرطان الجهاز الهضمى
-
تصعيد إسرائيلي في جنين وغزة واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية
...
-
مقررة أممية: فظائع إسرائيل بحق فلسطينيات غزة -إبادة جماعية ل
...
-
هل يمكن علاج القطع الصليبي بدون جراحة؟
-
حزب الله يحدد 23 فبراير موعدا لتشييع نصرالله وصفي الدين معا
...
المزيد.....
|