أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: لماذا يقتلون الشعراء؟! أبجدياتُ الحُلم، وأبجدياتُ الواقع. / فاطمة ناعوت - أرشيف التعليقات - رد الى: نجات حميد اْحمد - فاطمة ناعوت










رد الى: نجات حميد اْحمد - فاطمة ناعوت

- رد الى: نجات حميد اْحمد
العدد: 582180
فاطمة ناعوت 2014 / 11 / 9 - 21:16
التحكم: الكاتب-ة

الأستاذة المحترمة نجات حميد أحمد
تحية الاحترام.

نعم، في مفهومي الخاص عن ماهية الإبداع، سأقول إن هتلر كان به مسٌّ من الإبداع، مثلما كان للقذافي وستالين وغيرهم من الطغاة الفاشيين! لكنه الإبداع المدمّر، لأن احدًا لم يحصر الإبداع في خانة الخير والحق والجمال، وفقط. الإبداع هو أن تبتدع ما ليس موجودًا، وبعد إيجاد ذاك الغائب، بوسعك او بوسع المحاكم النقدية والأخلاقية إن كان ثمة، أن تصنّف ذلك المنتج الجديد (الإبداع) فتضعه في خانة -المفيد للبشرية-، أو -المضر للبشرية-، الطيب أو الشرير، الجميل أو القبيح، إلى آخر تلك التصنيفات العقيمة.
أما، ما فائدة الأدب إن لم ينقذ طفلا من الموت؟ فسأختلف معك ومع قائلها الأول، لأن الأدب أنقذ أطفالا من الموت ومن الرقّ ومن النفوق جوعًا أو القمع عنصريًّا، وإلا ما قولك في -كوخ العم سام-، و-روايات ديكنز وڤ-;-يكتور إيجو وغيرها الكثير؟! الأدب الرفيع يغيّر من تركيبة قارئه ويجعل منه إنسانا ممتازًا. الأدب الرفيع، مثل الموسيقى الجميلة، واللوحة التشكيلية الآسرة، والقطعة النحتية الآخذة، جميعها تنتزعُ الهمجيَّ من دواخلنا وتستبدل به إنسانًا راقيا متحضرا محبا للبشرية، هذا إن كان هذا المُتلقي مستعدا لأن يتبدل كما يتبدّل الجاحدُ بعد الصلاة.
سارتر قال إن الأدب، والفنون بوجه عام، يجب أن يكون أدبًا ملتزمًا، واللالتزام يعني حمل رسالة ما. فالأدب الذي لا يحمل رسالة لا يُعوّل عليه، وفق سارتر. لكن المدرسة ما بعد الحداثية في الآداب والفنون صنعت إزاحة في مفهوم تلك -الرسالة-. فما عادت الرسالة مباشرة صريحة اسكولائية كما كانت في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. مع سقوط البطل وصعود المهمش والضعيف، أضحت تلك الرسالة خفية مستترة تلمح ظلالها ولا تراها هي نفسها. أدب ڤ-;-رچينيا وولف يحمل رسالة، لكنها ليست كرسالة هيمنجواي أو جوركي، إنما رسالة شفيفة خفيفة رهيفة لا يلمحها إلا من يمعن النظر بين السطور وفواصل الكلمات وليس من يقرأ الصفحات لكي يعرف نهاية -الحدوتة- وهو يبحث عن هل تزوج البطل البطلة في آخر صفحة أم لا؟ ستحدثك الجميلة ڤ-;-رچينيا وولف عن ذبابات تحفّ على حافة صحن من العسل، وهي تُلمح إلى نسوة يمارسن النميمة حول سيدة بائسة ترتدي فستانا قبيحا ظلّت تخيطه شهرا كاملا وهي تظن أنه فستان ساحر. فتتعلم من حكيها كيف يكون ألم سيدة وحيدة فقيرة لا تجيد ارتداء الملابس الفاخرة، فإن شاهدتها أنت في حياتك أو شاهدت شبيهتها لن تجرؤي أن تسخري منها ولو في سرّك لأنك ستلمحين ڤ-;-رچينيا وولف تقف أمامك تبتسم لك بمرارة وسخرية وتوبّخك إن أنت فعلت، وكأنها تقول لك: ألم تقرأي قصة -الفستان الجديد- التي كتبتها في العشرينيات الماضية من أجلك أنت؟!! تبًّا!!
إذن الأدب الرفيع يهذّبنا ويرتقي بنا، على نحو غير مباشر.


تحياتي واحترامي

فاطمة ناعوت


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: لماذا يقتلون الشعراء؟! أبجدياتُ الحُلم، وأبجدياتُ الواقع. / فاطمة ناعوت




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - البصرة وساحة الامويين يوم السقوط / كاظم حسن سعيد
- ضباب الذكرى. / محمد هادي لطيف
- قصيدة الرقص عند الفجر شعر عبد النور إدريس / عبد النور إدريس
- الوعد الإسرائيلي / إلياس شتواني
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- لا ناقة لنا فيها ولا جمل / جعفر سلمان


المزيد..... - هل تعاني من الشخير؟ إليك ما ينصح به الخبراء
- ليست مصابة بالسكري وارتدت جهاز مراقبة الجلوكوز.. شاهد ما وجد ...
- البرلمان العربي يدعو لحماية حقوق الإنسان في ظل التحديات الرا ...
- أونروا: حجم المعاناة التي شهدتها غزة زعزع إيمان العديد من ال ...
- لأول مرة.. نتنياهو يدلي بشهادته أمام المحكمة في اتهامات بالف ...
- رؤية الجولاني للمستقبل وروابطه بالقاعدة وداعش.. قراءة لما قد ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: لماذا يقتلون الشعراء؟! أبجدياتُ الحُلم، وأبجدياتُ الواقع. / فاطمة ناعوت - أرشيف التعليقات - رد الى: نجات حميد اْحمد - فاطمة ناعوت