|
رد الى: د. مروان العلان - سعود قبيلات
- رد الى: د. مروان العلان
|
العدد: 548013
|
سعود قبيلات
|
2014 / 5 / 13 - 02:53 التحكم: الكاتب-ة
|
صديقي العزيز الدكتور مروان العلَّان المحترم، يبدو لي أنَّ الأمر اختلط عليك بعض الشيء؛ فاتِّحاد الشيوعيين الأردنيين ليس إطاراً إضافيّاً للشيوعيين الأردنيين؛ بل هو إطارٌ جامع لهم بمختلف تنظيماتهم وأشخاصهم وتوجّهاتهم، بغضِّ النظر عمَّا إذا كانت لهم علاقة سابقة بالحزب الشيوعيّ الأردنيّ أم لم تكن. فإذا كنتَ يا عزيزي تحتجّ بصدق على الشرذمة والانقسام اللذين يعاني منهما الشيوعيون ومجمل الحركة السياسيَّة الأردنيَّة، كما تقول، فإنَّ كلّ ما فعلناه نحن هو عكس ذلك الاتِّجاه؛ بل إنَّنا نحاول الردَّ عليه بصيغة تنظيميَّة جامعة تناسب ظروفنا الحاليَّة. أمَّا القول بأنَّ الناس تميل بشكل دائم لنصرة التنظيمات «الإسلاميَّة»، أي التنظيمات التي توظِّف الدين الإسلاميّ لخدمة أغراضها السياسيَّة الدنيويَّة، فهذا، برأيي، غير دقيق؛ فقد كان اليسار يتصدَّر الواجهة السياسيَّة العربيَّة في خمسينيَّات القرن الماضي وستينيَّاته وحتَّى أواسط الثمانينيَّات. لكنَّه قوبل بالقمع والبطش (ولا شكّ أنَّه أيضاً ارتكب العديد من الأخطاء). وحتَّى عندما لجأ إلى صندوق الاقتراع وفاز بتشكيل الحكومات (حكومة سليمان النابلسيّ في الأردن، في الخمسينيَّات، على سبيل المثال، وحكومة محمَّد مصدّق في إيران في الفترة نسفها تقريباً) جرى الانقلاب عليه بعنف، وملاحقة قياداته وعناصره وإيداعهم في السجون. وأنت تعرف تلك الظروف جيّداً؛ فقد كنّاً معاً في سجن واحد (سجن المحطَّة في عمَّان) في الفترة ما بين أواخر سبعينيَّات القرن الماضي وأواسط ثمانينيَّاته. لم نكن، بالطبع، ننتمي إلى الإطار الفكريّ أو السياسيّ نفسه؛ فقد كنتُ أنا آنذاك سجيناً شيوعيّاً، وكنتَ أنتَ سجيناً بوصفك مسؤولاً عن جماعة التكفير والهجرة في الأردن.. ولكنَّنا كنّا أصدقاء رغم ذلك (هذا لكي لا يختلط الأمر على القارئ الذي لا يعرفك ولا يعرفني). ثمَّ كان هذا الصعود الذي شهدناه لـ«الإخوان المسلمين»، بأموال الفورة النفطيَّة، وبقرارات رسميَّة أيضاً (مِنْ أبرزها، الاتيان بوزير تربية «إخوانيّ» في الأردن، هو الدكتور إسحق الفرحان، في أواسط سبعينيَّات القرن الماضي، وتحويل معظم كادر جهاز التربية والتعليم إلى كادر «إخوانيّ». لا شكّ أنَّك تذكر أنَّه حتَّى مدرسة السجن التي كنتُ أدرِّسُ فيها، كان يأتي للإشراف عليها موجّه تربوي حكوميّ «إخوانيّ» هو القياديّ المعروف الآن في «الإخوان» وفي «جبهة العمل الإسلاميّ» التابعة لـ«الإخوان»، السيّد حمزة منصور)، وهذا إضافة إلى دعم ومساندة الدوائر الإمبرياليَّة للتيَّارات الدينيَّة بوجهٍ عامّ (كما هو الحال، مثلاً، مع «مجاهدي الحريَّة» في أفغانستان في أواخر سبعينيَّات القرن الماضي). وبقي الأمر هكذا إلى أنْ بغلت هذه التيَّارات (وخصوصاً «الإخوان») أوج قوَّتها في السنوات الأخيرة. لكنَّ هذا المشروع كلّه دخل مرحلة سقوطه التاريخيّ في الفترة الأخيرة بفضل صمود سوريَّة، وبفضل وعي وإرادة الشعب المصريّ. وفي هذا المجال، فإنَّي لم أرَ في نقدك لموقفنا ممّا يجري في سوريَّة سوى تعميمات نمطيَّة مستهلكة جدّاً وتفتقر إلى العمق وإلى أبسط الحقائق والمعلومات الضروريَّة، ولا تختلف بشيء عن الوجبات الإعلاميَّة السريعة التي تقدِّمها آلاف وسائل الإعلام الموجَّهة.. ابتداء مِنْ إعلام عواصم البترول وليس انتهاءً بإعلام عواصم المتروبول. فهل هذا هو دور المثقَّف؟ أم أنَّ المثقَّف يجب أنْ يكون أكثر وعياً وعمقاً واستقلالاً وطليعيَّةً وجدّيَّةً وشعوراً بالمسؤوليَّة تجاه شعبه وأمّته؟ نحن، يا عزيزي، لم نغيَّر جلدنا ولم نفقد وعينا ولسنا ممَّن يميل حيث الريح تميل؛ لكي نتبنَّى رواية الإعلام النفطيّ التابع والإمبرياليّ المعادي القائلة إنَّ ما يجري في سوريَّة هو «ثورة»! أيّ ثورة هذه التي تخوض غمارها «جبهة النصرة» و«داعش» و«كتائب التوحيد» و«لواء الفاروق» و«ألوية الشام» وائتلاف أحمد الجربا وما إلى ذلك، وتدعمها، بلا حدود، أنظمة قروسطيَّة متخلِّفة مثل السعوديَّة وقطر وما إلى ذلك، وترعاها دول حلف الأطلسيّ (ومِنْ ضمنها تركيا)، بقيادة المايسترو الإمبرياليّ الأميركيّ.. في حين يقف ضدَّها، في الخندق الاخر، اليسار العربيّ والعالميّ، والقوى الثوريَّة الحقيقيَّة؛ وفي طليعتها كوبا وبوليفيا ونيكارغوا وفنزويلا وجميع دول أميركا اللاتينيَّة المعادية للإمبرياليَّة؛ وفوق ذلك، لا تقرّها أيّ دولة من الدول غير التابعة للإمبرياليَّة في أيّ ركنٍ مِنْ أركان الكرة الأرضيَّة. لذلك، ليس من الانصاف، يا صديقي، أن تقول إنَّه على عيوننا غشاوة في موقفنا مِنْ سوريَّة؛ فنحن ما زلنا في خندقنا القديم الذي تعرفه. اتذكر؟ كُنَّا مع حكومة أفغانستان التقدّميَّة ضدَّ «مجاهدي الحريَّة» (كما أساهم ريغان لدى استقباله قادتهم في البيت الأبيض في أوائل ثمانينيَّات القرن الماضي)، وكنتَ أنتَ في الخندق المقابل بسبب كونك مسؤول «التكفير والهجرة» في الأردن؛ مع الأسف، ما زلتَ في الخندق المقابل.. حتَّى بعد ترككَ «التكفير والهجرة»!
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سعود قبيلات -رئيس اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين وأهدافه وتوجّهاته والسياق الموضوعيّ (والذاتي)، واليات عمله. / سعود قبيلات
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
إضاءة: العصيان الوجودي عند هيرمان ملفيل/إشبيليا الجبوري - ت:
...
/ أكد الجبوري
-
ما مصائر ضحايا الأسلحة الكيميائية وأين باتت المواقف المؤملة
...
/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
-
في نقد رؤية الأستاذ أكرم حسين حول متطلّبات الشروط السورية ال
...
/ نزار فجر بعريني
-
حكاية القطة التي تعيش مع الفراخ الجميلة
/ ناهد محمد
-
تعبيرات جسد المرأة في ايران سياسياً وثقافياً
/ حميد كشكولي
-
مفهوم النصر,عندقوى الثورة والصمودوالتصدي
/ مازن الشيخ
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق
...
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
المزيد.....
|