|
حداثة التجربة السياسية - عبد المجيد حمدان
- حداثة التجربة السياسية
|
العدد: 543938
|
عبد المجيد حمدان
|
2014 / 4 / 22 - 11:52 التحكم: الكاتب-ة
|
بداية أشكرك يا أستاذ قاسم على مجهودك الكبير ومادتك الممتعة . أود أن أضيف التالي : نحن حين نتطرق للعمل السياسي العربي يفوتنا أن نتذكر أنه قريب العهد ، ولم يتجاوز عمره القرن الواحد . ففي نظم الخلافة الإسلامية ، وآخرها العثمانية لم يكن عندنا عمل سياسي بالمعنى الذي نعرضه اليوم . لم تعرف هذه الخلافات العمل السياسي الحزبي، كما لم تعرف أفكارا ، أو فلسفات ، غير تلك المنبثقة من الدين . فبعد سقوط الخلافة العثمانية بدأت تظهر إرهاصات للفكر القومي ، مستوحاة أو متأثرة بالغرب ، الاستعماري . والفكر الشيوعي وصلنا في ثلاثينيات القرن الماضي ، وبفعل تأثير انتصار ثورة أكتوبر . ما أريد قوله هنا أن عشرينات وثلاثينات القرن الماضي شهدت نشوء الأحزاب السياسية ، و بوحيذلك العصر الذي هو عصر الاستعمار الذي هبط علينا . وقد ظهرت ثلاث تيارات هي : الفكر القومي وأحزابه ، الفكر الماركسي وأحزابه الشيوعية والاشتراكية، وأحزاب تيارات الإسلام السياسي . . ظهرت هذه التيارات في نفس الوقت تقريبا .الفكر القومي كما أسلفت استوحى الفلسفات الأوربية عن الأمة والقومية ...الخ وفقط بدايةمن الأربعينات أخذت تظهر أدبيات الفكر القومي ، قسطنطين زريق ،ساطع الحصري ، ميشيل عفلق وآخرون . لم يتعمق هذا الفكر ، ولم تتطور نظرياته ، وظلت مخاطبته للعواطف أكثر فعلا من تعميقه للوعي . الفكر الماركسي نشأ وتطور في أوروبا ، وحين وصلنا أخذناه كما هو ولم ننجح في أن نضيف له شيئا يذكر .أي لم يجر توطينه . تيارات الإسلام السياسي استندت لفكر متجذر على مدار 14 قرنا ، منها عشرة قرون جرى فيها تغييب العقل العربي تماما . وأظن أن مقولة الأستاذ قاسم عن التشفيرالجيني هي صحيحة هنا تماما . وتحت تأثير الظروف العالمية ، انحسار الاستعمار وصعود حركات التحرر الوطني ، كان من غير الممكن لتيارات الإسلام السياسي أن تتقدم . نهر الأحداث العالميةعمل لصالح الحركات القومية آنذاك، التي حكمت لما بين ثلاثة وأربعة عقود ، لم تنجح فيها في تخليص أوطانها من تركات التخلف الثقيلة جدا . الأحزاب الشيوعية بدورها ، إضافة إلى القمع الذي واجهته انكسرت بانكسار وطنها الأم ، الاتحاد السوفييتي . وبقيت تيارات الإسلام السياسي ، التي جاءتها الفرص على طبق من ذهب ، مستغلة إرثها الكبير ، من عشرة قرون الظلام ، وأربعة أوخمسة قرون الازدهار، انتصارات وفتوحات وأموال ورفاهية وعزة وكرامة .....الخ . أخيرا أشير إلى أنه ، وفي عهد الحلافة العثمانية ، ورغم ما شهدته أحوال الناس من بؤس وفقر وجهل لم يكن هناك التجاء للدين كما هو الآن . الفرق في نشاط قوى وأحزاب تيارات الإسلام السياسي ، وضخ هذا الكم الهائل من الغيبيات في عقل مشفر جينيا لاستقبال وقبول هذه الغيبيات .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية – فى حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إشكالية العقل السياسي العربي. / قاسم حسين صالح
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي(3/3).
/ سعيد الكحل
-
يموت الموت وغزة لاتموت
/ زياد ملكوش
-
تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
خصخصة القطاع التربوي في العراق ازمة موقوتة
/ ميثم مرتضى الكناني
-
عقد مؤتمر للتراث الآري (حضارة الميديين والأخمينيين) في طهران
/ جابر احمد
-
فيسبوكيات كيف تفكك مصر؟!.
/ سعيد علام
المزيد.....
-
السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية تعاون استراتيجي في مجال الفض
...
-
أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في
...
-
إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش
...
-
مغامرات مضحكة ومسلية للأطفال..أضبط تردد قناة mbc3 على الأقما
...
-
اقتصادي يقترح 7 حلول لمشكلة زيادة إعداد المركبات في بغداد: ن
...
-
غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي
...
المزيد.....
|