|
اشكالية الدوائر المنغلقة - شاكر عامل
- اشكالية الدوائر المنغلقة
|
العدد: 543772
|
شاكر عامل
|
2014 / 4 / 21 - 12:34 التحكم: الكاتب-ة
|
الاستاذ الفاضل قاسم حسين صالح تحية حارة.. كما اثمن عاليا اختياركم وتحليلكم القيم لموضوعة شائكة ومتلابسة في العقل السياسي العربي اي اشكاليته المدمرة. اود هنا طرح بعض الملاحظات في موضوع الدولة والدين من المعروف ان دولنا العربية تاست تاريخيا على قاعدة الترابط الوثيق بين الدولة والدين وتماهي الاثنين معا في كيان واحد ،وهذا ما يفسر ظاهرة بروز القوى والحركات الدينية او المتحدثين باسم الدين الى صدارة المشهد السياسي في حالات حدوث فراغ سياسي ينتج عن انهيار الدولة ومؤسساتها وتعطل منظومة القوانين التي تنظم حياة المجتمع بكل جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذك. وكثيرا ما كان الدين ظامنا لقيام الدولة المستبدة من خلال صدارته للمشهد في الفراغ السياسي والامثلة ايران افغانستان والعراق بعد الاحتلال .اما في موضوع الازمات ولجوء الناس الى الدين, وهذا يحصل في اغلب المجتمعات التي تمر بازمات مثل الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها,ومن المفترض ان يكون لجوء الناس الى الدين في وقت الازمات مؤقتا ويخف او يزول بزوال الازمة.اما في مجتمعاتنا العربية فان للدين سطوة هائلة بوجود الازمة ام عدمها,ولكن المجتمع العربي ومنه المجتمع العراقي مازوم في الاساس ويعيش دوامة الازمة بسبب توفر الحواضن الملاءمة والتي ادعوها بالدوائر المنغلقة,وهي تشظي المجتمع الكبير الى مجتمعات ومجاميع قبلية وطائفية وقومية وكذلك مجاميع اخرى مناطقية ومحلية وهلم جرى وهذه هي سبب الازمة الخانقة في مجتمعنا العراقي,اذ هي في الواقع العملي عبارة عن كيانات مغلقة ومنغلقةعلى نفسها لحد التزمت,وهي بدورها تنتج حواضن جديدة ومتجددةعلى الدوام,لها قوة الممانعة لاي نهج تحديثي يمكن ان يمس التقاليد والقيم والعادات داخلها,وهنا يلعب الدين او المذهب دور المدافع وبقوة عن استمرار هذا الانقسام والتشظي لما فية من منفعة للطرفين هذة الدوائر المنغلقة هي احدى الاسباب الموجعة في تاخر مجتمعنا وسد منيع بوجه التنمية والتقدم. اما مشكلة الفرد ضمن تلك المجاميع فهي تتميز في التدني المخيف في مستوى الوعي بشكل عام,ليس بسبب الفقر والجهل والامية فحسب على الرغم من خطورتها,ولكن هناك ايضا الاتكالية والايمان بالقدرية,والخضوع كليا تقريبا لسيطرة العقل الجمعي للدائرة التي ينتسب اليها لما تمثله من قيم وافكار ومعتقدات تحارب اي انفتاح على العالم خارج دائرتها. ارى ان اهم معضلة تواجه القوى التي يهمها انقاذ المجتمع من حالة التمزق والتفكك والسير به على طريق الرقي والتقدم والتنمية هي انقاذ الفرد وتقديم يد المساعدة على التحرر والخروج من اسوار الانغلاق ونقله الى رحابة المجتمع الكبير المنفتح المتفتح وتنويره وتوسيع مداركه وافق تفكيره,وهذا يتطلب جهود وعمل مؤساتي هادف مقترن ومدعوم بقوانين غايتها تهذيب فوضى تمزق المجتمع وصهر كل فئاته المختلفة وافراده بكيان المجتمع الكلي والوطن الواحد,ويكون الولاء فيه للمجتمع والوطن فقط. واذا ما امكن تحقيق ذلك عند ذاك نستطيع ان نتحدث عن عقلانية السياسة والتساوي في الحقوق والواجبات واحترام الاخرين ضمن قوانين وقيم جديدة ترفض صيغة الثار ونهج الغالب المغلوب التي هي ارث من زمن البداوة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية – فى حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إشكالية العقل السياسي العربي. / قاسم حسين صالح
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
المغامر*
/ إشبيليا الجبوري
-
أَثَار التيك توك علَى الْمُجْتَمِعِ الْعَرَبِيِّ .. مُخَلِّف
...
/ عباس المياحي
-
شرفات تطل علی متاهات
/ نژاد عزیز سورمی
-
وصايا ناقصة
/ جلال عباس
-
موسيقى: هاندل تأمل الظلام بلا صمت/إشبيليا الجبوري - ت: من ال
...
/ أكد الجبوري
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
-
تونس.. الروس يكرمون أجدادهم بذكرى النصر
-
باريس.. فعاليات روسية بعيد النصر
-
ترامب يدعو لهدنة لـ 30 يوما في أوكرانيا
-
الإسكندرية.. الروس يحتفلون بعيد النصر
-
م.م.ن.ص// التاسع من مايو 1945: ذكرى النصر على الفاشية وإر
...
-
لصحة كلى مثالية.. عادات ضارة لا تتوقعها ابتعد عنها ونصائح مه
...
المزيد.....
|