|
جدل التفريد والتشابك - المنصور جعفر
- جدل التفريد والتشابك
|
العدد: 511088
|
المنصور جعفر
|
2013 / 12 / 3 - 02:42 التحكم: الكاتب-ة
|
شكراً جزيلاً لإجتراح الحوار وإثراءه ، يقتله في قنوات التثاقف الأخرى ضيق الزمن وزحمة المشاركات ، أو الهيمنة، أو إحساس الرضا بأن ليس في الإمكان أفضل أو أنجع مما هو موجود: الأزمة المتشابكة لاتحل بوصفات ميكانيكية خطية مثل أن تبدأ بإزالة (النظام) ثم تتحق وتتحسن الديمقراطية ثم ينفتح البرنامج الوطني الديمقراطي! كلا كلا ففي تاريخ السودان السياسي جرب فشل هذا التصور الخطي مرتين : الأولى بعد ثورة أكتوبر المجيدة 1964 والثانية بعد إنتفاضة مارس- أبريل المجيدة 1985، والنتيجة الواضحة من الفشلين الأول والثاني كانت هي نمو الرأسمالية والإسلام السياسي وتعاشقهما في الإنقلاب الإسلامي الرجعي على شكل الحكم. ولكن هذه انتيجة السياسية السلبية لم تقتصر فقط على شكل الحكم الرأسمالي وتقلباته بين الإستبداد البيروقراطي شبيه التكنوقراطي أو الفساد في أصول وممارسات الديمقراطية من باطنها السوقي وتناحراته في داخلها المدني وتخوم مؤسستها العسكرية، بل ان شكلي الحكم الرأسمالي العنصري في السودان وصلا بأزمة المركز والهامش إلى مرحلة تفكك الدولة التي بزوالها تزول كل البرامج الوطنية والديمقراطية ويحتاج الأمر إلى بناء جديد. الحكومات الإنتقالية تتكون وتجري الإنتخابات وفق الثقل القديم فتأتي حكومة سوق (جديدة) تتواصل في عهدها عمليتي الإستغلال والتهميش ومع تكرر أزمة المعيشة والضجر يأتي الإنقلاب الجديد وتستمر سياسات السوق العنصرية ويزيد تفكيكها لتماسك المجتمع والدولة ووجود السودان وهكذا تعمقت الأزمة وتشابكت وصارت الحالة التي يسميها لينين بالأوهام الدستورية أو الأوهام الليبرالية هي السائدة . الليبرالية نظام إقتصادي لحرية قيام بضع أفراد بتملك موارد حياة المجتمع ووسائل معيشته المياه والطاقة والإسكان والتعليم والعلاج والإتصالات ووسائط الثقافة والمواصلات والرياضة والزراعة والصناعة والبنوك مجتمع يتملك 1% من ناسه موارد حياة 99% الآخرين لا يسمى في الأدب الشيوعي مجتمعاً ديمقراطياً ! هل تم تحويل إستراتيجي لمفهوم الديمقراطية؟، الرأسمالية في تراكمها البدائي سرقة ونهب وفساد وفي إستواءها وتفتحها إستغلال مواشج لفساد أوخم وهي في السودان وشيجة بعضها عملاً وتصاهراً ونسباً وسياسة وتحزبا نتيجة خاصة من النظر الإنتقادي إلى طروحات الدكاترة فاطمة بابكر وصدقي كبلو ... لا زمن ولامجال في ما تبقى من السودان لتقسيم الرأسمالية إلى وطنية وطفيلية بإلغاء قيمي أو أخلاقي للطبيعة الموضوعية الشرهة للتركيم الأولي لرأس المال ولا مجال موضوعي للإعتماد على وطنية وكلاء رأس المال الأجنبي في القيام ببناء بنية تحتية لدولة بحجم وظروف السودان أو الركون إلى (نزاهتهم) في تأسيس تنمية زراعية صناعية ذات علاقات إنتاج ديمقراطية تسودها الحقوق النقابية .
التغيير الثوري الأكثر إشتراكية وديمقراطية يحتاج في العملية الزوج لوزن جدلياته إلى أسلوب تفكير جديد في أمرين : أولاً : في عملية تجديد النظر والعمل المتعلق داخل الحزب بتفريد وتشابك أزمة المركز والهامش والأزمة الطبقية للنظام الرأسمالي في السودان والتوزع الجناسي (الجندري) لموارد الحياة بين الرجال والنساء . ثانياً: في تحرير الحزب وبرنامجه من سطوة التصورات الخطية في إتجاه اليسار كما ساد في الستينيات ومن التصورات الخطية في إتجاه اليمين كما هو سائد منذ إضافة الجزء الأخير إلى وثيقة أغسطس 1977 وإقرارها ككل في مؤسسات الحزب وتركيزه الشديد منذ ذلك الحين على العملية الجزئية لتغيير شكل الحكم الرأسمالي في السودان بينما أجزاء كبيرة من تقديرات نضالاته بما في ذلك عملية تجديد برنامجه تهمش العملية الكبرى لتغيير الأسس المركزية العنصرية للإقتصاد السوداني في دولته وفي تركيبة مؤسساته الرسمية ومؤسساته الحزبية. برنامج الحزب ونضالاته في حاجة إلى إيضاح الأفق الشيوعي للإشتراكية في السودان بإلتزامات وإصطلاحات وتنظيرات أكثر ميلاً للكادحين والمهمشين والنساء وتجاوز الأجزاء العنصرية من ثقافة مدن الوسط.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
تاج السر عثمان - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور الحزب الشيوعي السوداني في الحراك الجماهيري في السودان. / تاج السر عثمان
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الحركة الشعبية: وفاة البروفيسور خالد ياجي نقيب الأطباء السود
...
/ سعد محمد عبدالله
-
يحيى السماويّ وقصيدة (حين أضعْتُ الطريق الى بانكستاون)
/ عبد الستار نورعلي
-
الوسواس:بين الإكراه النفسي و التساؤل الفكري
/ فاطمة الزهراء بونسيف
-
قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
/ سليم يونس الزريعي
-
خواطر : مقتل سلوان مموكا حارق القرآن !
/ نيسان سمو الهوزي
-
مترفون كلهم من حكم هذه الارض
/ صفاء علي حميد
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
بتسليم الأسرى.. فصائل غزة تتحدى إسرائيل
-
لولو يالولو وينك يالولو.. تردد قناة وناسة على الأقمار الصناع
...
-
مساعٍ حكومية للحدّ من -عمالة الأطفال-: 4600 غير بالغ أعيدوا
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
المزيد.....
|