أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص










رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص

- رد الى: قصي الصافي
العدد: 498807
فراس قصاص 2013 / 10 / 8 - 00:08
التحكم: الكاتب-ة


تحياتي استاذ قصي
ما أوحى لي بأننا نختلف في فهمنا للثورة رغم اتفاقنا على عناصر مهمة في تعريفها هو اختلافنا حول ما اعتبره مهما في حمولتها الدلالية و المتعلق بالحيز الزمني الذي ينظر من خلاله إلى اشتغالها و فعاليتها و تحقيقها لأهدافها ، فأنا أميل إلى انه طويل يقد يبلغ عقودا عديدة ،فالثورة بالقدر الذي تكون عميقة و جذرية تحتاج لمديات زمنية أطول لترسخ نتائجها ،الثورة السورية ( كذلك كانت الفرنسية ) كما أراها إنما هي تحول في طرق إنتاج التاريخ الاجتماعي والإنساني للسوريين .لانها أخرجت ما يعتمل في البنية الاجتماعية من تناقضات عميقة متعددة المستويات لتتفاعل محمولة على حيثيات ينتجها الفاعلون الاجتماعيون ( نظام و معارضة وثوار ) ليتشكل المسار الطويل و المتعرج ، المتداخل و المعقد الذي نراه الان . الثورة تتعين بالنسبة لي أولا بدءا من نقطة الانعطاف الذي لا يعود بعدها نموذج الاجتماعي السياسي كما كان ،وثانيا من الأسئلة التأسيسية المتفجرة مع لحظة الثورة الأولى ، اما مسارها واكتمالها و تحقيقها اهدافها فذلك أمر آخر تماما . الثورة نقطة بداية لحركة تاريخ راديكالية قد تتطلب عقود لتستوي مساراتها . بهذا المعنى لو قدر لمثقف أن يكتب عن الثورة الفرنسية ، بالانشداد الى الفهم الذي تنتصر له أنت صديقي قصي ، إبان اعلان نابليون نفسه امبراطورا على فرنسا ،لأخبر بالتأكيد عن فشلها و ارتكاسها ، بل و لتحدث عن ذلك قبل هذا التاريخ إبان تراجع المد الثوري بين عامي 1794 – 1799 ، و ربما منذ عصر الإرهاب بين عامي 1793 و 1794 .
- صديقي لم اتوهم و لم اسقط في فخاخ الرغبوي و الارادوي حين تحدثت عن تيار اجتماعي عريض ينشأ في مواجهة التشدد الديني منذ مدة في سورية ، لم أقصد أو أتحدث عن الكتائب بل عن الناس و الشارع و المجتمع ، البوادر التي تحدثت عنها كثيرة ، منها خروج تظاهرات في عموم سورية ترفض داعش و النصرة و التشدد الديني التكفيري ، في الرقة و ريف حلب و حلب و ريف ادلب ، و منها ما عبر عنه أهل الرقة منذ ايام حين حملوا صليبا في تظاهرة كبيرة معلنين عن ادانتهم و رفضهم للاعتداء على كنيسة فيها من قبل داعش ( دولة العراق و الشام الاسلامية ) ، بل لقد سميت تظاهرات يوم الجمعة الموافق 20 ايلول الماضي ، منذ اسبوعين ، باسم وحدهم السوريون من سيحرر سورية ، في رفض لتدخل التكفيرين القادمين من خارج سورية في الثورة السورية . الاحتجاجات المدنية وأشكال الرفض للكتائب التكفيرية المتشددة مستمرة وتظاهرات مدينة اعزاز منذ يومين ليست آخرها . الرأي العام داخل سورية في غالبيته الساحقة أخذ يرفض داعش و جبهة النصرة بل و حتى الكتائب الاقل تشددا ، بل تكاد لا ترى بين الناس المدنيين من يؤيد تلك الفصائل هذه الايام . لقد بدأ السوريون على نطاق واسع يكتشفون زيف و إجرام الخطاب التكفيري بل و هشاشة و انتهازية خطاب الاسلام السياسي عموما و لدينا الكثير من الارقام و المعطيات التي تصلنا من سورية عن ذلك .

- برأيي ان ثورة 1979 و لا أسميها الثورة الاسلامية ( بل تم السطو على تسميتها من قبل الطرف السائد حاليا ) لم تفشل ، بل لعلها و وفقا لتعييني اعلاه ، كانت انعطافا جذريا في حياة الايرانيين ، اعاد حصيلة الشرط الإيراني إلى تفاعل مكوناته و بناه الحقيقية . لقد حررت ثورة الايرانيين على الشاه انذاك كل الديناميات الناتجة عضويا عن المجتمع الايراني لتتفاعل فيما بينها وتنتج الواقع الجديد الذي لم يستقر حتى الان ، برأيي أن المسار الثوري قد ابتدأ في ايران منذ ذلك العام ولم يصل نهايته بعد. إن ما أظهرته النتائج الآنية لثورة 1979 يتلخص في حقيقة ان البعد الاسلامي كان اكثر فاعلية في ايران بالمعنى الاجتماعي السياسي من الابعاد الاخرى ، إلا أن فاعليته بدأت تتهشم و أخذ يفقد إغراءاته شيئا فشيئا منذ فترة ليست بالقصيرة . ما حدث طوال العقود الماضية ،منذ خلع الشاه ، بدا ضروريا لتهشيم اسطورة الاسلام السياسي و افقاده صلاحية علاقته مع السلطة و احقية ادارته شؤون الحياة الايرانية. ارهاصات التحول في الوضع الايراني اخذة في التعبير عن نفسها باشكال مختلفة بالتظاهرات الشعبية الضخمة التي عمت ايران بعد الانتخابات الرئاسية السابقة و التي وصلت الشعارات في بعضها الى حد اسقاط الولي الفقيه ، بفوز رئيس اصلاحي من الجولة الاولى للانتخابات . بالاخفاقات الاقتصادية و الاجتماعية و التململ الذي صار يغزو أوساطا جديدة و يصل مستويات غير مسبوقة يوما بعد يوم .

- ما رأيته توترا هو اللغة التي اخترتها للحديث عن الدور السعودي و القطري بقولك (مما يثيرني إلى حد الإستفزاز أنك ياأستاذ وفي معرض سردك لأسباب تدهور الوضع السوري لم تشر إلى دور قطر والسعودية وغيرها في ترجيح الكفة للفصائل المتطرفه وتسليحها وتمويلها !!! إذا كان إنتقاد الحكومات الثيوقراطية الرجعية خط أحمر ، إذاً هنيئاً للشعب زهور الحداثة والديمقراطية التي ستمطرونها على رأسه
هل من الصعب جس التوتر في ما اقتبسته أعلاه من تعليقك..؟ ، ثم ما أراه أيديولوجيا و بحاجة إلى مراجعة هو مماهاة تحليلك عن الدور الخليجي الذي يستند إلى صورة و خلفية فكرية /سياسية تحوزها ، مماهاته مع الواقع و اعتبارهما شيئا واحدا .الصورة التي نصوغها عن الواقع بواسطة الفكر و اللغة غالبا ما تتأثر بأدواتنا و حقائقنا ذات الاصل الايديولوجي ، فنكون تبعا لذلك صورة أيديولوجية عن الواقع و ليست مقاربة له .ولن يكفي أن تستند لرأي الصديقة رندا قسيس عن الهيئة التي يتخذها التدخل السعودي في الثورة السورية لاعتبار استنتاجك صحيحا . بالنسبة لي معلومات أو قل تحليلات زميلتي رندا ليست صحيحة بخصوص الدور السعودي القطري ، و لن يجعل مني حداثيا و لا علمانيا رصينا مجرد هجومي على سياسة السعودية و قطر من عدمه ، لن يظهر مصداقيتي أبدا اتهامي لهما بما تسمح لي منظومة الافكار و المسلمات التي اعتنقها دون النظر إلى موضوعية تلك الاتهامات و مدى صحتها و موثوقيتها المادية و الواقعية . على كل حال ورغم أن ملاحظاتك و تعليقاتك تهمني كثيرا و تسعدني كثيرا ، إلا ان ذلك لن يمنعني من القول بما يبدو واضحا لي ،و هو أنك لست قريبا من الشأن السوري كما يجب . فالزميلة و الصديقة رندا قسيس ليست من قادة الثورة ، اعتقد أنها لا توافقك القول بذلك ابدا ، لا يوجد أحد ، لا هي و لا أنا و لا السياسيين المعارضين السوريين كلهم من يدعي أنه من قادة الثورة . وهي ايضا ليست من قادة الثورة السياسيين و لا من صناع القرار السياسي المرتبط بالوضع الثوري ، رندا لا تحتل أي موقع في أي من أطر الثورة الرئيسية ، و لست أجانب الصواب حين أقول : أن ليس للصديقة العزيزة رندا أي خبرات سياسية سابقة على الثورة ، تجربتها السياسية جديدة تماما ..بالتأكيد هذا لا يعني اني أسفه رأيها ، لا أبدا ، لها الحق في أن تبلور الرأي الذي تراه مناسبا ، و هو ما أحترمه ، إلا أنني بالتأكيد ، لا يمكنني أن أعاير الواقع قياسا إلى رأيها .
- العدوان الذي مارسته الكتائب التكفيرية ضد اهلنا الكرد السوريين ، انما هو عدوان مدان و حرب ذات طابع عنصري ديني قومي ، إلا أنها لم تتمكن من ارتكاب المجازر ضد الشعب الكردي كما وصفتها انت عزيزي، بل استطاعت قوى وطنية كردية مستنيرة ردها و ضربها و هزيمتها .
- لست أتفق معك حول ما لمحت له بخصوص دور حكومي سعودي واضح في دعم الارهاب في العراق ، حتى المالكي لم يتهم السعوديين بل اتهم المجرم بشار الأسد . من يتكئ على شرعية دينية ،على نحو ما ، كالنظام السعودي، يخشى ممن يدعي ذات الشرعية ويزاود عليه بها ، هذا من وجهة نظري سر العداء الحكومي السعودي للاخوان المسلمين و أحد اركان العداء مع الجهاديين التكفيريين الذين يتهمون الحكومة السعودية بالاخلال و العمل ضد الاسلام .
-اخيرا أقول وانا اخضع موقفي لتحليل المعطيات و ليس الى اي شيء اخر ،نعم الأنظمة السعودية و الخليجية عامة كانت أقل قسوة و توحشا من الأنظمة التقدمية في موقفها من معارضيها ، فالسعودية لم تعدم محمد المسعري و معارضين آخرين و لم تأخذ أهلهم رهائن و لم تحرمهم من حقوقهم المدنية كما كان يفعل المجرم صدام و بشار و حافظ الأسد و القذافي مع معارضيهم .كثيرة هي المشاهد التي تؤشر و بقوة الى أن حكام الخليج كانوا اكثر رحمة مع خصومهم و معارضيهم من -التقدميين - ، سحق الانظمة التقدمية لمعارضيهم لم يرتبط يوما بالمدى الذي تشكله حالاتهم أو تهديدهم لها ، كانوا يضربون باجرام قل نظيره دون الحاجة الى وجود الخطر ، و الامثلة أكثر من أن ترصد هنا .
بقي ان اؤكد احترامي و تقديري لك واهتمامي بتعقيبك و ردودك التي دون أدنى شك افادت الحوار و اغنته كثيرا .


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هواجس ثقافية وإنسانية 159 / آرام كربيت
- المثقف المهزوم في مملكة الهالكوك قراءة في رواية مملكة االهال ... / بهاء الدين الصالحي
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- أنا ومدينتي الأولى القدس3 / محمود شقير
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين / جوزيف ضاهر
- تُرْجُمَانٌ... / فاطمة شاوتي


المزيد..... - تحطم الزجاج بجسد سائقها.. لحظة اصطدام دراجة رباعية مسرعة بسي ...
- -ثاني أخطر طريق بالعالم-.. مشاهد مخيفة لمغامر يصعد -طريق الم ...
- فوائد البروكلي..ما أبرز الأمراض التي يساعد في الوقاية منها؟ ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل 29 شخصا وإصابة 25 في غارات إسرائيلي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص