|
رد الى: حسن نظام - فاتح شيخ
- رد الى: حسن نظام
|
العدد: 497363
|
فاتح شيخ
|
2013 / 9 / 30 - 19:33 التحكم: الكاتب-ة
|
اشکرک سيد حسن لمتابعتک و أعتذر عن التأخر في الرد عليكم حسنا، من الواضح بأننا، انا و حضرتك متفقين في مسألة أساسية: وهي إننا مختلفون في مسائل مهمة أختلافاً جدياً. ليس فقط اختلافاً نظرياً و منهجياً و مدرسياً، بل أكثر من ذلك فالخلافات هي حركية، أعني باننا ننظر و نقيم المسائل المطروحة في هذا الحوار من منظور حركات أجتماعية مختلفة. إن توضيح تلك الاختلافات عن طريق الجدل و بصورة متينة ضرورية جداً و مفيدة لكننا مضطرون أن نبقي هذا الجدل الفكري و السياسي محصوراً في نطاق هذا الحوار. في هذا النطاق سأقول بأختصار: لدينا تصورات مختلفة عن الرأسمالية في عالم اليوم و الخصوصيات الرأسمالية في مصر. من وجهة نظري فإن العلاقات الأقتصادية- الاجتماعية في عالمنا المعاصر بأسره (ومن ضمنه مصر) هي رأسمالية. أي إنها مبنية على أساس أستغلال العمل المأجور من قبل الرأسمال. يبدو إنك لا ترى النظام الأجتماعي القائم في مصر رأسمالياً بالقدر الكافي. تصور كهذا لا يتطابق مع واقع العقود الأخيرة في مصر. الفلاحين و غيرهم من الكادحين في مصر، يعانون إلى جانب الطبقة العاملة من سلطة العلاقات الرأسمالية، على الرغم من كون معاناتهم مختلفة عن الإستغلال المباشر للعمل الماجور للعامل (سواء كانوا عمال القطاع الصناعي أو الخدمي أو غيرهم.) يختلف طبعاً النمط الذي يغرق فيه الرأسمال فلاحي مصر في لجة الفقر عن النمط الذي يستغل به الطبقة العاملة ، أحياناً أقل شدة و أحياناً أخرى أشد. على كل الحال من سنوات عديدة أصبح عمال مصر المنتجين الأصليين لثروات المجتمع، الطبقة الكبيرة التي ما برحت و منذ عقود تعيش و تعمل بأجور زهيدة و في ظروف الحرمان الشديد تحت السلطة المباشرة للعبودية المأجورة للرأسمال. ناهيک عن الملايين من المعطلين عن العمل الذين اما يشكلون جزءاً من جسد الطبقة العاملة، أو هم من صغار البرجوازية الذين يتم الدفع بهم نحو الطبقة العاملة و لكنهم لا يجدون فرصة العمل بأجر و محرومون حتى من ألأستعباد المباشر. هذه هي الخصال الرأسمالية للمجتمع في مصر، و لا تجري التحولات الأجتماعية و السياسية، و من بينها الثورة، إلا على هذه الخلفية. الصفات التي تطلقها على الرأسمالية في مصر، كقولك: -لم تتطور فيها بعد الأساس المادي لرأسمالية فعلية متطورة.. بل أن بُنية تلك المجتمعات (الحديث عن مصر) مازالت هشة وضعيفة وليست رأسمالية بالشكل العلمي والفعلي للكلمة، بل أن البنية الإقتصادية تتغلب عليها علاقات -إقطاعوية- (ريعية) أكثر من رأسمالية.- غرضها إطلاق حكمك بأنه: -وبالتالي فإن ما يجري في مصر ليس كما تقول (صراع بين الطبقة العاملة والبرجوازية - هكذا بعموميات نظرية!) بل هو صراع بين برجوازية جديدة (حرة) تهفو للإنتاج السلعي والمنافسة والإكتفاء الذاتي + شرائح من الطبقة الوسطى + الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء من جهة .. وبين بقايا العلاقات الإقطاعية والبطريرية السابقة للرأسمالية + رأسمالية بيرقراطية / ريعية، تابعة (كومبرادور). ومن هنا فإن سمة الثورة المصرية هي برجوازية في الأساس-. إن أختلافنا واضح، أنا أرى بأنه هناك تقسيم واحد مناطقي للرأسمالية في عالمنا اليوم: المنطقة الأولى هي الأقتصاد المتقدم في العالم و هي منشأ تصدير رأس المال، يعني بأنهم يصدرون الرأسمال طمعاً في تحقيق ربح أعلى إلى المنطقة الثانية للرأسمالية في العالم. المنطقة الثانية هي منطقة البلدان التي يقصدها الرأسمال المصدر، وهي أيضاً رأسمالية تماماً و أقتصادها مبني و مستند على العمل الزهيد للطبقة العاملة. إن البناء الفوقي في هذه المنطقتين مختلفة، مع إن كلتا المنطقتين تدار على أساس إستغلال العمل المأجور من قبل رأس المال، لكن البناء الفوقي في المنطقة المعتمدة على العمل الزهيد، لا يمكنها أن تكون ديمقراطية، لا تستطيع إلا ان تكون أستبداداً سياسياً سافراً، غير إن أشكال النظام السياسي الحاكم و التكوين الأيدولوجي و تشكيلات القوى السياسية في كلا المعسكرين البرجوازي و البروليتاري بإمكانها أن تكون مختلفة كثيراً. في مصر، الرأسمالية المستندة على العمل الزهيد هي الحاكمة و المهمة الأساسية للبرجوازية الحاكمة هي أن تسعى عن طريق الأستبداد السياسي و إنتهاك و منع الحريات السياسية و المدنية، لا أن تبقي على الوضع الأسعبادي للطبقة العاملة فحسب بل أن تعيد إنتاجها أيضاً. إن إبقاء أغلبية متعاظمة من المجتمع في الفقر و في لجة الحرمان هي جزء من تلك المهمة و الاستراتيجية نفسها. و أي جزء من الطبقة البرجوازية، حين تستحوذ على أي قدر من السلطة، مضطرة أن تأخذ هذه المهمة بشكل أو بآخر -كان بمدد من التخدير الديني أو القومي، بمدد من التمييز الجنسي الديني أو غيره- على عاتقها. فإذا لم تستطع أن تأمن إعادة إنتاج تلك الأوضاع للطبقة العاملة بأي شكل، لن تتواجه باحتجاجات واسعة من الطبقة العاملة و الجماهير المعدمة فحسب، بل بأحتجاج من الأجنحة الأخرى للطبقة البرجوازية نفسها أيضاً. بناءاً على هذا، ففي مسار المرحلة الثورية، لا يمكن لأي قسم من البرجوازية أن تكون مبشرة بأي حرية و عدالة و رفاه. السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والعدالة و الرفاه هي في تجاوز العلاقات الرأسمالية عن طريق الثورة العمالية. في المرحلة الثورية، أي إصلاحات في ميادين تفعيل و تقنين الحريات السياسية و المدنية، تحسين المعيشة و زيادة الأجور، مساواة المرأة و الرجل، تأسيس نظام سياسي علماني (و الذي أشرت إليها في ردي السابق) لا تكون مطلوبة فحسب بل ضامنة لأستمرار الثورة و تساعد على الدفع بها نحو الثورة العمالية وتحرير المجتمع من العلاقات الرأسمالية. هذه الإصلاحات لا تتناقض مع الثورة، بل هي في أتجاه تعميقها و تقويتها، لذا فمن الواضح بإنه يتوجب على الشيوعيين و نشطاء الطبقة العاملة في المراحل الثورية، الدفاع عن الإصلاحات و السعي الدؤوب لتحقيقها. قلت في ردي السابق: (الذين يسعون إلى تسمية هذه الثورة -بالثورة البرجوازية الديمقراطية- أو -الثورة الوطنية الديمقراطية-، او -الربيع العربي- و ... يسعون لأجل تضييق أفق الثورة وإخمادها في النهاية وقطع الطرق على توسيعها وتعميقها نحو ثورة عمالية وأشتراكية.) لذا فهم لا يسعون حتى إلى تحقيق هذه الدرجة من الإصلاحات التي تكون تحقيقها في المرحلة الثورية، سهلة و ممكنة، ليس هذا وحسب بل إنهم يسعون، كيفما وجدوا لذلك سبيلاً، لمنعه، إلا إذا أجبروا تحت ضغط القوى الثورية لقبول قسم منها. لكن فيما يتعلق بتعليقك الأخير حول عبارة أو مفهوم -الثورة الدائمة- يجب أن أقدم توضيحاً مختصراً هنا. أولاً: لا ماركس، و لا انكلس أو لينين و لا أي ماركسي آخر من ضمنهم انا، قادرون على أن يدعوا بأن الثورة ستستمر إلى ما لا نهاية. كل ثورة لها نقطة بدء عند إندلاعها، و بعد سنة أو سنتين أو بضعة سنوات، أما تصل إلى نقطة النهاية لها في حالة إخمادها، إو تصل إلى نقطة ترسيخ إنجازاتها السياسية و تبدأ بإجراء أهدافها الأقتصادية في المجتمع بعدها، سواء كانت تلك الأهداف إصلاحية برجوازية-رأسمالية، كتوزيع الأراضي بين الفلاحين و ... أو إجراءات إشتراكية كإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج و إلغاء العمل المأجور مثلاً. فالثورة الدائمة في الماركسية لا تعني ثورة لانهاية لها أبداً. هناك مرحلة ثورية معينة بعد إندلاع الثورات، يستمر حتى بضعة سنوات، أما أن تنجح الثورة (والنجاح من وجهة نظر الطبقة العاملة تعني إستمرار الثورة حتى تصل إلى الثورة العمالية الأشتراكية) أو تتمكن الثورة المضادة من إخماد الثورة و إعادة إنتاج المؤسسات القمعية للدولة البرجوازية. بالطبع، لا يمكن في هذا الحوار تناول و توضيح أختلافات تصوراتنا حول تحديات التي تواجه الثورة الحالية في مصر و حول مفهوم -الثورة الدائمة- و غير ذلك بالتفصيل و في الجزئيات، لكن حتى بهذه الدرجة من طرح خطوطها الاساسية، فإنها مفيدة لأجل تطوير الجدل السياسي و الفكري في أجواء التحولات الجارية في مصر و تونس، و يجدر بي هنا أن أشكر متابعتك مرة أخرى.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فاتح شيخ - عضو مركز الشيوعية البروليتارية في العالم العربي و سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني الحكمتي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الثلاثين من يونيو في مصر، سقوط وهزيمة الأخوان وآثارها. / فاتح شيخ
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور
/ محمود العياط
-
المطر *
/ إشبيليا الجبوري
-
حكاية سورية بنكهة كورية - 1
/ شكري شيخاني
-
الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات!
/ عبد المجيد محمد
-
حول قرار محكمة الجنايات الدولية
/ فتحي علي رشيد
-
عبد الحق
/ محمد طالبي
المزيد.....
-
وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع
...
-
بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
-
بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
-
الحكومة الجزائرية تعلن عن تعديل ساعات العمل في الجزائر 2024
...
-
5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
غارات -عنيفة- على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات إخلاء
...
المزيد.....
|