|
رد الى: حسن نظام - فاتح شيخ
- رد الى: حسن نظام
|
العدد: 496212
|
فاتح شيخ
|
2013 / 9 / 24 - 00:15 التحكم: الكاتب-ة
|
أشکركم مرة أخرى لمتابعتکم الثورة في عصرنا هذا تندلع في المجتمعات الرسمالية الموجودة کنتيجة لإنفجار تناقضات الاساسية في البنية الاقتصادية والاجتماعية الراسمالية الحاکمة، التناقضات التي تتجلى في الصراع الطبقي الدائم سواء كانت علنية أو مستترة. الثورة لا -تخلقها- أي طبقة أو حركة أو حزب معين، بل تندلع في لحظة متوقعة اوغيرمتوقعة ولکن في کلتا الحالتين تندلع او تنفجر اثر انفجار أجتماعي کظاهرة -ثورية- اي کظروف غيرمعتادة على خلفية تناقضات أساسية لعلاقات الأنتاج الرأسمالية. في مصر كان للنضال الطبقي للعمال حضور فعال وذاثقل على صعيد المجتمع بأسره في شكل إضرابات كبيرة في 2006 وخصوصاً منذ 2008. لاشك إن الأزمة الأقتصادية العالمية التي بدأت قبل خمس سنوات في مثل هذه الأيام من والستريت وأقتصاد امريكا ووصلت سريعاً جداً إلى أقتصاد البلدان الأخرى في العالم الرأسمالي -المعولم،- كانت لها تأثيراً مهماً على تشديد التناقضات في المجتمع المصري والصراع الطبقي في هذا البلد. أقتصاد مصر هو أقتصاد يستند على العمل الزهيد والبناء الفوقي المتناسب والضروري لهذا الاقتصاد في العقود الماضية كان مبنياً على أساس الأستبداد السافر والقمع والخنق البوليسي وإنتهاك وسلب كل الحريات السياسية والمدنية. في مثل هذه الأوضاع المتأزمة في الاقتصاد العالمي، وفي سياق السمة الرأسمالية لأقتصاد مصر، والأرتباط العضوي بالرأسمال العالمي والأقليمي (رأسمال الخليج) و أستناده على العمل الزهيد والأستبداد السياسي السافر، لا يمكن إنكار إن القوة الاجتماعية الأساسية المناهضة للوضع الموجود والمتسبب بالثورة، هي الطبقة العاملة التي خرجت في 2006 و 2008 وحرك المجتمع بإضراباته العظيمة ودفعه نحو الإنفجار الثوري. كما إنه في تونس أيضاً كانت القوة الأساسية خلف الثورة هي القوة الأجتماعية للبروليتاريا. بعد أندلاع ثورةالـ25 من يناير، صعدت الطبقة العاملة بالإستفادة من الأوضاع الثورية، تحركاتها وإضراباتها بعشرات الأضعاف. وأستطاعت بحظورها المليوني في المدن الرئيسية في مصر الغطاحة بمبارك. إن التحليل الملموس للأوضاع الملموسة لثورة مصر و-جذورها العمالية- تفيد بأن الطبقة العاملة هي القوة المحركة لثورة يناير وسبب استمراها من خلال الموجات الثورية اللاحقة والتي كان آخرها الموجة العظيمة في الـ30 من يونيو. إن سمة الثورة في مصر يجب استنتاجها من هذا التحليل الطبقي وليس من كليشيهات اليسار التقليدي حول -مرحَلَة-جعلها مراحل- الثورات. بحسب هذا التحليل، فإن ثورة يناير واستمرارها حتى الآن هي ثورة ضد الوضع الاقتصادي والسياسي الموجود والحاكم في مصر. لكن بسبب ضعف الاستعداد في صفوف الطبقة العاملة وبسبب حضور الطبقات الأخرى والتي كانت لديها مشاكل مع الأستبداد السياسي لنظام مبارك، لم تكتسب هذه الثورة في يوم إسقاط مبارك السمة البروليتارية، أي الظفر بالسلطة السياسية من قبل البروليتاريا (كما حدث في ثورة أكتوبر 1917) ونتيجة لذلك فقد ظلت السلطة من خلال تدخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في يد الطبقة البرجوازية وفي يد فلول النظام المباركي على وجه الخصوص. إن مصلحة البروليتاريا تحتم، قبل كل تحليل، ضرورة استمرار الثورة حتى ظفر البروليتاريا بالثورة وتأسيس الأشتراكية. لكن الواقع الآخر المتزامن مع هذا هو إن آفاق وأهداف بقية الشرائح الأخرى المشتركة في الثورة لا تتجاوز أطر التغييرات الديمقراطية وبالملموس أجراء انتخابات برلمانية بأشكال -اكثر حرية- من فترة مبارك والاتكاء على -شرعية الصناديق.- من الطبيعي إن الجيش، الاخوان، -جبهة الإنقاذ- وغيرهم، الذين يمثلون أساساً الحركتين: الإسلامية واللبرالية-القومية في صفوف السلطة والبرجوازية المصرية، يحاولون عن طريق استثمار التشوش في أهداف الثورة وضيق الأفق في صفوف الشرائح الغير بروليتارية في المجتمع، الإبقاء على أهداف ثورة مصر في إطار التغييرات السياسية وأن يخمدوا الثورة بأتخاذ سبل تعديل دستور النظان السابق وإجراء الانتخابات. يسعون لأجل إعادة ترميم نظام الاستبداد السياسي وجهاز القمع الحكومي وأن يعيدوا العمال إلى -عجلة الإنتاج- واوضاع الإستغلال البشع والخنوع المجدد للفقر والفاقة والبطالة وإنعدام الحقوق. لكن استمرار الثورة من وجهة نظر مصالح الطبقة العاملة في اعقاب سقوط مبارك كانت ولازالت عبارة عن -الدفاع عن الحريات السياسية و المدنية، حرية الإضراب و التجمع والتنظيم، الدفاع عن مساواة المرأة والرجل، الدفاع عن الحد الأدنى للأجور تتناسب مع حياة آدمية معاصرة، تحديد الحد الأعلى للأجور بالتناسب مع الحد الأدنى، الدفاع عن دستور مدني علماني ونظام سياسي علماني، الدفاع عن فصل الدين عن الدولة، التدخل المباشر للجماهير في إدارة الأمور عن طرق لجانها المحلية وغيرها. -من الواضح إن المطالب هذه، هي في محتواها السياسي، راديكالية اكثر بكثير من -التغييرات الديمقراطية- في النظام الانتخابي و-صناديق الاقتراع.- هذه المطالب هي من جهة في اتجاه تحقيق التطلعات الحالية للطبقة العاملة والمجتمع المصري، وهي بأتجاه كسب الاستعداد السياسي والتنظيمي الحزبي والجماهيري للطبقة العاملة في مسار ثورتها من جهة أخرى. بناءاً على ما سلف فإن سمة الثورة الحالية في مصر، هي في إنها ثورة على الوضع الاقتصادي الرأسمالي الموجود والأستبداد السياسي الحاكم. هي ثورة التي تشترك فيها إلى جانب الطبقة العاملة، طبقات مختلفة أخرى، لذا فإن السؤال في مواجهة الثورة، بعيد سقوط مبارك، هي هل سيتم دفع الثورة إلى امام وقف الأفق والأهداف البروليتارية (-الثورة الدائمة- تتحقق مفهومها في هذا المسار) أم ستصبح اسيرة آفاق واهداف البرجوازية والبرجوازية الصغيرة لتخمد رويداً رويداً في النهاية؟ الذين يسعون إلى تسمية هذه الثورة -بالثورة البرجوازية الديمقراطية- أو -الثورة الوطنية الديمقراطية-، يسعون لأجل تضييق أفق الثورة وإخمادها في النهاية وقطع الطرق على توسيعها وتعميقها نحو ثورة عمالية وأشتراكية، وتشكل إطلاقهم لتلك المسميات جزءاً من سعيهم هذا. هذا هو المحتوى الطبقي للثورة الجارية في المرحلة الثورية الممتدة من 25 يناير و التي برزت بصورة أكثر جلاء في هذا الفصل الجديد بعد الثلاثين من يونيو. في تونس أيضاً تشكل المواجهة المستمرة في السنتين والتسعة أشهر المنصرمة بعد سقوط بن علي، بين القوى الثورية وقوى الثورة المضادة التي وصلت إلى السلطة، أي النهضة و حلفائها، دليلاً آخر على صدقية -الثورة الدائمة.- وخصوصاً الحضور الحاشد والمستمر للجماهير والقوى المعارضة لحكومة النهضة، بعد إغتيال شكري بلعيد في شهر فبراير ومحمد البراهمي في شهر يوليو، لا يمكن توضيحها بمقولة أخرى غير الثورة الدائمة. من الواضح إن الحكومة الفاشلة للنهضة هي آيلة للسقوط، وسقوطها ستكون خطوة أخرى بأتجاه تقدم وتطور الثورة التونسية. يوم الأحد 22 سبتامبر أعلن الأتحاد العام للشغل، بعد فترة طويلة من الوساطة بين الحكومة والمعارضة حول كيفية إنتقال السلطة، بأن وساطتها قد فشلت بسبب رفض الحكومة الإستقالة الفورية. هذا الاتحاد العمالي المتنفذ والعريق طلب من الجماهير الخروج إلى الميادين لأجل الضغط على حكومة النهضة حتى تستقيل وهدد ضمنياً بأنها ستعلن الإضراب الشامل إذا لم تستقيل الاحكومة فوراً. نحن نبحث هنا التطورات في مصر ولكن عندما يتعلق الأمر بمواجهة معسكر الثورة والثورة المضادة فإن نموذج تونس تعتبر أيضاً مصداقاً للتحليل الذي يعتبر مفهوم -الثورة الدائمة- اداة نظرية-تحليلية معتبرة و يتخذها بهذا الوصف. يجب أن أضيف هنا أيضاً كلمات حول مفهوم -الثورة الدائمة- هذا المفهوم هو جزء لا يتجزأ من النظرية الماركسية في الثورة. لقد جاء أستخدام هذا المفهوم باديء ذي بدء في ختام -خطاب إلى اللجنة المركزية لاتحاد الشيوعيين- (مارس 1850) الذي أرسله ماركس وأنجلس حول ثورة الـ1848. وجرى أيضاً استخدام هذا المفهوم الواضح جدا من قبل لينين فيما يتعلق سواء بثورة الـ1905 أو بالفترة الفاصلة بين ثورة فبراير واكتوبر 1917 . أستخدام تروتسكي لهذا المفهوم بتصور مغاير واقعي ولكن هذا التصور المختلف لا يستطيع أن يجعل الشيوعيين يتركون هذا المفهوم المهم في النظرية الماركسية للثورة. إن الجدل بين ستالين وتروتسكي في مرحلة ما بعد لينين حول معضلة -الاشتراكية في بلد واحد- في مواجهة أفق -الثورة العالمية- المهيمن على نظرة تروتسكي، اتاح لستالين رفض أحادي الجانب لوجهة نظر تروتسكي حول -الثورة الدائمة- وأعتبارها خاطئاً وتصويرها بأنها تتعلق ليس ببعداً محلياً في روسيا بل فقط ببعد عالمي للثورة. نرى اليوم بأن ورثة وجهة نظر ستالين في تعامله مع تروتسكي يمارسون نفس الممارسات الخاطئة في المغالطة. إن التصور الشيوعي العمالي حول مفهوم -الثورة الدائمة- تختلف عن وجهة نظر تروتسكي من زاوية البعد العالمي لتوسيع رقعة الثورة. نحن نعتبر -الثورة الدائمة- أو -الثورة المستمرة- كما أستخدمها ماركس وانجلس ولينين، أداة نظرية-تحليلية ونتخذها بهذا الوصف في أي ثورة معينة. فهمنا لهذا المفهوم كما لديهم هو إن الحزب البروليتاري يجب عليه بالأرتباط مع مستوى الوعي والتنظيم للطبقة العاملة أن يخطو نحو الثورة العمالية والأشتراكية. حسب هذا المفهوم كما قال ماركس و أنجلس يجب أن يكون صرخة المعركة للحزب اليروليتاري -الثورة مستمرة The Permanent Revolution - (Marx & Engels, Collected Works, volume 10, page 287) و كما قال لينين إن الحزب البروليتاري نصير -الثورة الدائمة
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فاتح شيخ - عضو مركز الشيوعية البروليتارية في العالم العربي و سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني الحكمتي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الثلاثين من يونيو في مصر، سقوط وهزيمة الأخوان وآثارها. / فاتح شيخ
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور
/ محمود العياط
-
المطر *
/ إشبيليا الجبوري
-
حكاية سورية بنكهة كورية - 1
/ شكري شيخاني
-
الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات!
/ عبد المجيد محمد
-
حول قرار محكمة الجنايات الدولية
/ فتحي علي رشيد
-
عبد الحق
/ محمد طالبي
المزيد.....
-
عمل لدى جورج سوروس.. ترامب يكشف عن مرشحه لمنصب وزير الخزانة
...
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
مفاهيم طبية.. أنواع العلاج الهرمونى وكيف يستخدم مع السرطان
...
-
ماتخافش.. حيل نفسية للتغلب على فوبيا العمليات الجراحية
-
بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش
...
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
المزيد.....
|