الجابري بتعريفه وتحديده للعقل العربي كما ورد في كتابيه التكوين والبنية, قد استعار العقل الأوروبي من القرون الوسطى وألبسه للعرب والمسلمين كالعمامة, وجعل منه لهم سمة دائمة, أو على الأقل سمة قائمة فيهم منذ الجاهلية وحتى اليوم, دون الإشارة إلى حقيقة أنَّ أوروبا تجاوزت تلك الحقبة من تاريخها من خلال حركات إصلاح وتغيير في مؤسسات المجتمع مدفوعة بالأساس بدوافع التطور الداخلي للمجتمع الأوروبي, وبمعزل عن التدخل والتعطيل الخارجي, وبالأخص في شمال غرب أوروبا مهد الحضارة الغربية, أنَّ أبرز هذه الدوافع هو التطور الاقتصادي, والذي قام بالأساس على تبني وتشجيع التطور التقني لما للتقنية من قدرة فائقة على رفع الإنتاجية وتسريع تراكم الثروة, سواء بإنتاجها بالتقنيات الصناعية أو بالاستيلاء على ما لدى الآخرين بالتقنيات العسكرية. أي باختصار, أنّ التغيير طال البنية التحتية للمجتمعات الأوروبية أولاً, ثم انعكس على البنية الفكرية من ثقافة وعلوم, وليس العكس ومن خلال خلق (عقل ناهض) وإطلاقه ليغير الواقع بأثر رجعي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ثريات ( فهم الدين ) نقض احتكار الراسمال الرمزي او الهيمنة على تأويل الخطاب ( حوارات في جهود المفكر الديني الاصلاحي يحيى محمد ) 15 / يوسف محسن
|