|
ملاحظات ختامية - خليل كلفت
- ملاحظات ختامية
|
العدد: 492137
|
خليل كلفت
|
2013 / 9 / 1 - 03:50 التحكم: الكاتب-ة
|
القسم الرابع 10: سياق الثورة الاجتماعية فى الثورات -السياسية- العالم-الثالثية: ونتحدث عن غياب سياق الثورة الاجتماعية فى بلدان العالم الثالث مع أننا نعلم جيدا أنه حدث فى هذه البلدان، بصورة متفاوتة، تطور رأسمالى. فكيف نتحدث عن غياب سياق التحول الرأسمالى (أىْ سياق الثورة الاجتماعية الرأسمالية) رغم وجود التحول الرأسمالى قبل العواصف الثورية الجماهيرية أو الانقلابية المفاجئة فى بلدان العالم الثالث؟ ولكن من الجلى أننا لا نتحدث عن أىّ تطور رأسمالى باعتباره تطورا رأسماليا حقيقيا أىْ ثورة اجتماعية. فالرأسمالية العالم-الثالثية رأسمالية تابعة متخلفة بعيدة تماما عن أن تكون رأسمالية قومية تتمحور حول صناعة حديثة متطورة تغذِّى تطور مختلف فروع الاقتصاد، كما تغذِّى تحديثا شاملا، وتفتح الباب أمام مجتمع حديث حقا ومتحرر من التبعية ومتمتع بالاستقلال الحقيقى. فهى رأسمالية تستمد أساس نشأتها وتسميتها من الرأسمالية العالمية فى مرحلة الإمپريالية فلا تمثل ثورة اجتماعية رأسمالية ولا تؤدى إليها. 11: الثورة -السياسية- العالم-الثالثية: كيف يمكن إذن وصف العواصف الثورية الجماهيرية أو الانقلابية المفاجئة فى بلدان العالم الثالث بأنها ثورات سياسية مع أنها لا تنقل السلطة السياسية من طبقة إلى طبقة؟ والحقيقة أن هذه العواصف الثورية يمكن أن تنقل السلطة بالفعل من طبقة إلى طبقة (مثلا من الطبقة الحاكمة حول أسرة محمد على قبل ثورة 1952 إلى الطبقة التى نشأت بعدها حول عبد الناصر، ومن الطبقة الشاهنشاهية إلى الطبقة التى تكونت فى أعقاب الثورة حول جمهورية إيران الإسلامية). غير أن المقصود بانتقال السلطة من طبقة إلى طبقة فى حالة الثورة السياسية فى سياق الثورة الاجتماعية الرأسمالية ليس انتقالها من طبقة تنتمى إلى نفس النظام الاجتماعى-الاقتصادى الذى تنتمى إليه الطبقة السابقة، كما حدث فى حالتىْ مصر وإيران؛ بل المقصود هو انتقال السلطة من طبقة تنتمى إلى نمط إنتاج سابق إلى طبقة تنتمى إلى نمط إنتاج جديد. على أن التاريخ يتخقق بأشكال بالغة التعقيد. ولم تنقل ثورة 1789 السياسية فى فرنسا السلطة من طبقة إقطاعية إلى طبقة رأسمالية، بل نقلتها من الملك المنتمى تاريخيا إلى الإقطاع مع أنه كان على رأس دولة نظام رأسمالى انتقالى فى إطار مركزة الملَكية المطلقة هو النظام القديم، كما سبق أن رأينا. ولا تبقى سوى تسمية ممكنة هى الثورة السياسية العالم-الثالثية، فمهما كانت هذه العواصف الجماهيرية الشعبية المفاجئة ثورة أو انتفاضة أو غير ذلك من تسميات، فالمقصود أنها تنتمى بوجه عام إلى الثورة السياسية بمعنًى عالم-ثالثى متواضع ما دامت تنقل السلطة بين طبقتين أو مجموعتين من الرأسمالية التابعة على كل حال. 12: : وعند تطبيق هذه المفاهيم على الثورة المصرية وغيرها من ثورات ما يسمى بالربيع العربى تغدو الإجابة ممكنة بوضوح أكبر على الأسئلة المطروحة أعلاه. ومن الجلى أننا إزاء ثورات -سياسية-. وهناك تصورات تقوم على الخلط بين الثورة الاجتماعية والإصلاحات الاجتماعية التى يمكن أن تُجريها ثورات سياسية أو حتى انقلابات عسكرية. وتتغذى هذه التصورات على الالتباس الذى يحيط بعلاقة الثورة السياسية والثورة الاجتماعية (اعتبار الثورة الفرنسية أو الثورة البلشفية ثورة اجتماعية مع أننا فى كل حالة منهما إزاء ثورة سياسية فى سياق ثورة اجتماعية رأسمالية فى الحالتين). وثوراتنا ليست مرشحة لنقل مجتمعاتنا من نظام اجتماعى-اقتصادى إلى آخر، ولا لنقل السلطة من طبقة اجتماعية تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى إلى طبقة اجتماعية أخرى تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى آخر. وهى غير مرشحة لإحداث تغييرات جذرية. وهنا فإن الطبيعة الديمقراطية لهذه الثورات، ومن الجلى أنها ليست ثورات اشتركية، تعنى أن الآفاق المفتوحة أمام هذه الثورات تتلخص فى الديمقراطية الشعبية من أسفل، باعتبارها خطوة كبرى فى مستويات معيشة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية وحقوقها وحرياتها، وباعتبارها شرطا ضروريا فى حالة التركيز على تحقيقها ، والنجاح فى تحيقها رغم جبال التحديات دون ذلك، لتحقيق أهداف لاحقة يمكن أن تفتح آفاقا أرحب أمام التقدم والتحرر من التبعية الاستعمارية من سُبُل ليست القاعدة بل الاستثناء كما تؤكد تجارب أخرى فى العالم الثالث.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى. / خليل كلفت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
-
العقدة الوجودية 🪢 منعت لوعي المواطنة الإنتشار ورسخت
...
/ مروان صباح
-
خيمة وما ادراكَ ايّ خيمة .!؟
/ رائد عمر
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 6 )
/ أحمد صبحى منصور
-
طوفان الأقصى 415 – نتنياهو خلف القضبان؟!
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
-
“أبطال خارقين”??.. افضل سكنات لعبة ماين كرافت احدث إصدار 202
...
-
الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
المزيد.....
|