|
ملاحظات ختامية - خليل كلفت
- ملاحظات ختامية
|
العدد: 492135
|
خليل كلفت
|
2013 / 9 / 1 - 03:47 التحكم: الكاتب-ة
|
القسم الثانى 4: تطوُّر المجتمع المشاعى القديم إلى المجتمع الطبقى العبودى: نلتقى فى البداية، كشكل لنظام اجتماعى-اقتصادى، بالمشاعة البدائية التى انتشرت، بحكم الضرورة وليس بصورة عشوائية، فى كل مكان على وجه الأرض. وكانت المشاعة البدائية بدورها ثورة اجتماعية فى زمانها. وكانت إنتاجية العمل والخبرة التقنية والمعرفة التقنية ما تزال ضعيفة للغاية بحيث كانت الحياة الاقتصادية فى مستوى الكفاف. وكانت علاقة الاستغلال مستحيلة فلم يكن هناك فائض اقتصادى فردى أو اجتماعى متاحيْن للاستغلال الفردى أو الاجتماعى، وكان المجتمع لم ينقسم بعدُ إلى طبقات على أساس استغلال طبقة لأخرى. ولم يكن حتى استغلال فرد لآخر ممكنا بحكم إنتاجبة العمل المتدنية. ومع الزيادة التراكمية لاستغلال فرد لفرد أو مجموعة لمجموعة مع المزيد من تطور إنتاجية العمل بصورة تدريجية على مر القرون، بدأت وتطورت عملية الاستغلال الطبقى وأخذ ينشأ نظام اجتماعى طبقى فى طور التكوين متحولا إلى نظام طبقى انتقالى يواصل تقدمه ليصير نظاما اجتماعيا-اقتصاديا استغلاليا طبقيا ناضجا مستقرا. ولأن المجتمع المشاعى كان ينطوى بداخله على ما يسمى بالعبودية الكامنة فقد كان من المنطقى مع تطور إنتاجية العمل أن تتحقق العبودية بعد أن ظلت كامنة على مدى زمن طويل ممتد. وكانت تلك العبودية تتألف من أغراب وأجانب مجلوبين من خلال الحروب بين المشاعات البدائية غير أنها كانت عبودية كامنة لا تتحقق بحكم ضعف إنتاجية العمل واستحالة الاستغلال الفردى والطبقى. وكان تعريف إنجلس للعبودية يقوم على خصائص هذا النموذج الجريكو-رومانى. على أن العبودية لا تتخذ شكلا واحدا وحيدا. فهناك نموذج ما يسمى بنمط الإنتاج الآسيوى، ومن أبرز أمثلته النظام الفرعونى الذى يقوم على أساس ملكية الدولة كما فرضتها المشاريع العامة الكبرى للتعامل فى المحل الأول مع الأنهار الكبرى، بعيدا عن طبقة ملاك العبيد كملكية خاصة. ولهذا تحدَّث ماركس و إنجلس عن العبودية المعممة كشكل آخر للعبودية أسبق على شكلها الجريكو-رومانى. ولهذا صار من الضرورى إعادة تحديد سمات وخصائص نمط الإنتاج العبودى ليتسع مشتملا على، ومنطلقا من، سمات وخصائص أقدم المجتمعات الطبقية. 5: الثورة العبودية: رغم أن النظام العبودى يمثل الحالة القصوى لاضطهاد وامتلاك واستعباد البشر، بوصفهم عبيدا، من جانب الملاك الأفراد أو الدولة فإنه محصلة ثورة اجتماعية كبرى هى الثورة العبودية التى انتقلت البشرية بفضلها إلى مرحلة متقدمة بصورة جذرية بعد المرحلة المشاعية. وكانت الحضارات الكبرى فى العصور القديمة محصلة لعملية ثورية تدريجية طويلة بطيئة هى العبودية بشكليها الآسيوى والقديم، التى حققت نظاما استغلاليا غاية فى البشاعة لكنه كان، فى الوقت نفسه، قفزة اجتماعية تقدمية كبرى إلى الأمام بثقافتها المادية والروحية، بإنتاجية عمل أعلى وبنشأة وتطور وازدهار الفلسفة والعلوم والفنون. والثورة التى شهدتها المجتمعات المشاعية القديمة فصنعت تطورها وصنعت السياق التاريخى لتطورها إلى النظام العبودى هى الثورة الاجتماعية العبودية البطيئة التدريجية التى استغرقت قرونا فى مكان وقرونا فى مكان آخر. 6: القوانين التقنية التصاعدية والثورة: وككل ثورة، كانت الثورة العبودية، بعمليات تكوينها وبالنظام الناشئ عنها، تجمع بين اللحظتين المنطقيتين فى تطور الثورات: اللحظة التقنية المتواصلة التطور واللحظة الاجتماعية المتمثلة فى النشأة التدريجية للطبقات وتطور الصراع بينها وبالتالى انقسام المجتمع إلى طبقات. والعلاقة بين هذين الجانبين: الجانب التقنى بطابعه التصاعدى والجانب الاجتماعى المطبوع بطابع تعارض وصراع طبقات المجتمع علاقة تأثير متبادل طوال المسيرة الطويلة المتمثلة فى الثورة وطوال النظام الاجتماعى الجديد، العبودى. ولأسباب متنوعة للغاية يتطور، بالتدريج أثناء الثورة، التمايز الاجتماعى-الاقتصادى الذى يؤدى بصورة متزايدة إلى نشوء ثروات فى أيدى القلة التى تتحول إلى طبقة مستغلة من ملاك العبيد لا تكتفى بتحقيق العبودية الكامنة أصلا بل توسّع العبودية بالحرب وتجارة العبيد واستعباد المدينين. والحقيقة أن كل الثورات الاجتماعية تماثل الثورة العبودية فى جانب كونها عملية طويلة تدريجية تجمع بين القوانين التقنية التصاعدية والتمايز الاجتماعى الطبقى المتزايد. ونظرا لأن الإنتاج العبودى بحكم الوسائل القاسية للاستغلال بهدف السيطرة على العبيد الذين يشكلون قوة مدمرة، فإن القوانين التقنية التصاعدية لا تقوم هنا بعملها التقدمى الذى من شأنه تطوير إنتاجية العمل والتمايز الطبقى. وبهذا يكون التطور التقنى والطبقى من داخل نظام استغلال العبيد أمام آفاق منغلقة. ولهذا تنطلق الثورة الاجتماعية الطويلة البطيئة التدريجية أىْ الثورة الإقطاعية المؤدية إلى النظام الإقطاعى من خارج العمل العبودى، من عمل الفلاحين الأحرار الذين لهم مصلحة مباشرة بديهية فى تطوير قدرتهم التقنية وإنتاجية عملهم.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى. / خليل كلفت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
-
العقدة الوجودية 🪢 منعت لوعي المواطنة الإنتشار ورسخت
...
/ مروان صباح
-
خيمة وما ادراكَ ايّ خيمة .!؟
/ رائد عمر
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 6 )
/ أحمد صبحى منصور
-
طوفان الأقصى 415 – نتنياهو خلف القضبان؟!
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
-
“أبطال خارقين”??.. افضل سكنات لعبة ماين كرافت احدث إصدار 202
...
-
الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
المزيد.....
|