|
تعليق على تعليقين للأستاذين مصطفى متولى ومراقب - خليل كلفت
- تعليق على تعليقين للأستاذين مصطفى متولى ومراقب
|
العدد: 491169
|
خليل كلفت
|
2013 / 8 / 27 - 19:30 التحكم: الكاتب-ة
|
القسم الثالث من التعليق أما فى حالة الرئيس السابق مرسى فقد أطاح به الجيش، ممثلا عن الطبقة، بعد إعداد مباشر للإطاحة به، وبعد استعداد هائل من جانب كلٍّ من الجيش ومرسى لمواجهة مسلحة حاسمة بينهما. وكان الجيش سيعجز أيضا عن القيام بانقلاب عسكرى ضد مرسى إلا فى سياق موجة 30 يونيو الثورية. وربما كان الانقلاب العسكرى، فى غير سياق الثورة، ضد مبارك أسهل نسبيا على الجيش، لأنه كان سيلقى تأييدا شعبيا واسعا. على أن الجيش كان مواليا لقائده الأعلى مبارك ولا يفكر مطلقا فى الانقلاب ضده، رغم مزاعم عدم رضى الجيش على التوريث. أما الانقلاب العسكرى ضد مرسى فكان أصعب بما لا يقاس بدون التطورات الثورية الجديدة ضده. وحتى لو كان هذا انقلابا عسكريا ضد الحكم الإخوانى السلفى المرفوض من الثورة الشعبية بصورة حاسمة قاطعة فلا مشكلة أصلا لأنه ليس هناك مبدأ عام ضد الانقلابات العسكرية بوجه عام، كما سبق القول. وهنا تظهر مشكلة ما بعد الانقلاب العسكرى فمن المرجح فى العادة أن يعقبه الحكم العسكرى المباشر، تماما كما حدث بعد الانقلاب ضد مبارك. غير أن الانقلاب ضد مبارك كان شيئا حسنا رغم أنه جاء بشيء سيئ ولكنْ ليس أسوأ من حكم مبارك والحرب الأهلية التى كان قد بدأها. وكان من الطبيعى أن يكون حكم المجلس العسكرى مؤقتا حتى لو استمر فترة أطول. ومع بدء الحكم العسكرى، انتقلت مواجهة الثورة من الحرب الأهلية بقيادة مبارك إلى التصفية التدريجية على يد الجيش المتحالف فى تلك اللحظة التاريخية مع الإخوان. وكانت التصفية التدريجية أفضل بالنسبة لمستقبل الثورة رغم ما تنطوى عليه من مستويات من العنف والاعتقال والتعذيب والقتل وحتى المذابح ومن التضليل الفكرى والسياسى. ورغم أن الثورة المضادة تمثلت فى الطبقة والدولة والجيش والإسلام السياسى جميعا، ورغم أن الجيش استأنف التصفية التدريجية للثورة فور حسم الصراع فى 3 يوليو، فإن هناك فرقا بين الجيش والإخوان من أكثر من ناحية. وإذا كان لا خيار فى الشر، فهناك أهون الضررين. وهناك فرق كبير بين الخطر المباشر الذى ينبغى العمل على استئصاله بأقصى سرعة والخطر الذى يشتبك معنا ولا سبيل إلى التخلص منه بسرعة. وكان الخطر المباشر وهو خطر حرب أهلية مدمرة تقود إليها الأخونة المتسارعة التى تهدد مصالح وامتيازات الطبقة وجيشها بتحويلها إلى مصالح وامتيازات طبقة رأسمالية جديدة تتشكل بقيادة الإخوان المسلمين، ويصنعونها على عينهم، فتقود إلى حرب تأخذ الشعب -فى الرِّجْلين-. فلماذا نقف ضد مواجهة بين عدوَّيْن للثورة بأىّ حجة من الحجج؟ ولو افترضنا أن انقلابا عسكريا أو تدخلا عسكريا خارجيا حدث ضد هتلر وأسقطه فهل كان يحزننا أن يكون انقلابا عسكريا من الداخل أو تدخلا عسكريا من الخارج، خشية ما سيصنعه الانقلاب الداخلى أو التدخل الخارجى بألمانيا. أما فيما يتعلق بحجة الحكم العسكرى المباشر أو السيطرة الفعلية للجيش مع تولية رئيس وحكومة وبدء التصفية التدريجية للثورة بدستور واستفتاء وانتخابات جديدة وبقمع فكرى وسياسى وأمنى وبدمج قيادات ليبرالية ويسارية للمعارضة والثورة فى الحكم الجديد، فإننى أعتقد أن الطبقة تتجه بعيدا عن حكم الشخص (مبارك وعصابته)، والحكم العسكرى المباشر (طنطاوى ومجلسه العسكرى)، والحكم الدينى (مرسى وجماعته الإرهابية)، نحو نوع من الحكم الليبرالى العالم-الثالثى -الكَحْيان-. وتبقى مسألة السيطرة الفعلية للجيش. وأعتقد أن من الضرورى لفهم هذه المسألة الدقيقة أن ندرك أن السلطة التنفيذية، ومن مؤسساتها الرئيسية الجيش، هى السلطة الحاسمة بين السلطات الثلاث، وبالتالى فإنه لا سبيل إلى التخلص من الدور الرئيسى للجيش فى حكم أمريكا أو فرنسا أو مصر إلا عندما يتحقق الحلم البعيد جدا، حلم مجتمع بلا طبقات فلا يحتاج بالتالى إلى الدولة أو الجيش. وعدم فهم هذه القوانين النظرية يُوقعنا فى التصور الخاطئ لبلد لا يشارك الجيش فى حكمه بقوة، مع أن الجيش لن ينقرض إلا عند انقراض الدولة. والحقيقة أن التخلص من الفاشية الهتلرية أو الإخوانية ممكن وواجب، أما مقاومة المستويات القصوى والمرتفعة من الاستغلال والاستبداد للدولة وجيشها فإنها ممكنة وواجبة، غير أن التخلص من الدولة والجيش لن يكون إلا فى مجتمع لاطبقى، إلا فى مجتمع شيوعى. ويقود أىّ فصل أناركى للدولة عن أصلها الطبقى إلى التركيز على الدولة والجيش والشرطة بصورة تبتعد بنا عن التركيز على ماهو اجتماعى وسياسى. وقد انحرفت الثورة الشعبية فى مصر عن طريقها الثورى فتمادت وما تزال تتمادى فى المشاركة فى إستراتيجية تصفية الثورة بالدساتير والانتخابات المتكررة، بدلا من مقاطعتها والتركيز على البديل وهو الفعل الثورى الإضرابى، وتخصصت فى إسقاط حاكم تلو حاكم مع أن إسقاط كلٍّ من مبارك و مرسى كان ضربة معلم بينما كان إسقاط طنطاوى للمجيئ بالحكم الإخوانى السلفى ضربة طائشة و-خيبة بالويبة-. وهكذا لم تركز الثورة على أهدافها التى يمكن تلخيصها فى عبارة واحدة هى الديمقراطية الشعبية من أسفل.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى. / خليل كلفت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة ..ليس كل ما يلمع ذهباً
/ غسان ابو نجم
-
بلا شيء.....
/ عبد الغني سهاد
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
-
العقدة الوجودية 🪢 منعت لوعي المواطنة الإنتشار ورسخت
...
/ مروان صباح
-
خيمة وما ادراكَ ايّ خيمة .!؟
/ رائد عمر
المزيد.....
-
بعد مزاعم عن سوء علاقتهما.. هذا ما قاله مبابي عن فينيسيوس جو
...
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
باكستان تعلق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في بعض مناطق ا
...
-
مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة
...
المزيد.....
|