|
2يا عمال العالم صلوا على النبي - حميد زناز
- 2يا عمال العالم صلوا على النبي
|
العدد: 490309
|
حميد زناز
|
2013 / 8 / 23 - 12:49 التحكم: الكاتب-ة
|
تحياتي العزيز ها هو باقي المقال المنشور إعلاه
تحت هذا الفقه التوتاليتاري، لم تعد الأخلاق تسهيلا للحرية وإنما تسييرا للإرغام والإجبار عن طريق العنف. كان الدين دوما قضية جماهير أو حشود أما الروحانية فقضية الفرد المفرد. فهل للإيمان المرفوع فوق كل السطوح علاقة بالروحيات؟ أم هو مجرد ماكينة لصنع الخوف وإفراز الندم حتى على الأفعال التي لم ترتكب بعد؟ يقول برنارد شو إنّ الناس العاديين لا يصلّون وإنّما يتوسّلون ! أمّا الروائي رشيد بوجدرة فيتحدث عن دين أفرغ من مضمونه الروحيّ والصوفي واختزل في مجموعة من السلوكات الدوغمائية البعيدة كل البعد عن حبّ الغير، تتمحور حول توسلات وتسوّلات كطلب الفوز بالجنة على وجه الخصوص دون فعل أدنى الأشياء لاستحقاقها. لا تلتزم أغلبية الناس بالشعائر الدينية طواعية للارتفاع روحيا، والتحرر من عالم المادة والأنانية وإنما تفعل كأنها مضطرة اضطرارا. “رأس الحكمة مخافة الله.” لا هدف روحاني وراء شهية التعبد الاستعراضية سوى تحاشي لهيب جهنم والنجاة بالجلد من عذاب القبر. جنة تسيل اللعاب وسعير تقشعر له الأبدان. “كان جدي يجمع كل أطفال العائلة عندما يعود من صلاة الجمعة، يكتب الأفغاني عتيق رحيمي، يفتح كتاب الأموات للإمام الغزالي و يقصّ علينا وبالتدقيق ما ينتظر كل إنسان يوم ردمه في قبره. كنا نبكي من شدة الخوف والرعب.” من لم يرهبه ناكر ونكير؟ من لم يسمع ويجزع بأصحاب الجنة وأصحاب النار؟ تتمتع جهنم بأوصاف كدّسها الوعاظ عبر التاريخ الإسلامي تصدر عن خيال إرهابي مفرط، كما يلاحظ هادي العلوي، ويدعونا لنقرأ هذا الوصف المريع الذي أورده الغزالي في ’إحياء علوم الدين’ وهو على لسان جبرائيل في حديث له مع النبي :-أن الله تعالى أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت. ثم أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت. ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها ولا يطفأ لهيبها. والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا، ولو أن ذنوبا (دلوًا) من شرابها صبّ في مياه الأرض جميعا لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله وضع على جبال الأرض جميعا لذابت. ولو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه.“(هادي العلوي، من تاريخ التعذيب في الإسلام، دار الفارابي، ص.63) لا يلبي تدين الجماهير المرئي حاجة ميتافيزيقية بل هو إلى النفعية والخشية والاستسلام للجماعة أقرب. تجد البروليتاريا المسلمة نفسها اليوم محرومة من أدنى متاع الدنيا وتجد الطبقات المحظوظة نفسها محرومة من الاستمتاع العلني بما رزقها الله من ثروات الشعب ’الغلبان’، فتتصرف في دينها بما يلبي لها رغباتها كابتداع الزواج المصياف لممارسة ’السياحة الجنسية’ وغيرها من التحايلات الفقهية. فلئن مقتت هذه الطبقة المادية الجدلية والتاريخية، فإنها ببساطة تعشق المادية المبتذلة. أما المعدمون فينتظرون الجنة عساهم يعوضون بالأضعاف ما افتقدوه وحرموا منه في الدنيا. فكل شيء ممكن في الأحلام حينما تنعدم أبسط الأشياء على أرض الواقع.” يا عمال العالم صلوا على النبي-! يعود هذا العسر كلّه إلى أسطورة الهوية ووهم الأصالة والخصوصية الثقافية . لا هويّة ديناميّة إذا لم تكن مركبة. الهوية ليست ماركة مسجلة زرعت متكاملة في أعماق قوم بشكل نهائي وإلى الأبد، هوية في قالب إسمنتي. أنا الذي أختار هويّتي الفلسفية والسياسية وحتى الدينية إذا أردت أن أكون متديّنا. من الخطأ القاتل عدم التفرقة بين الهوية والتأحيد. كلّ الهويات هي في صيرورة، فإذا اكتملت هويّة ما أو اعتقد أنّها كذلك فقد حان موعد ضلالها. الهوية هي ما نُورث لا ما نَرث كما يلاحظ الشاعر محمود درويش. من غير المعقول بل من الوهم محاولة سجن ’بني آدم’ في هويّة مغلقة أو ديانة نهائية. لكلّ إنسان حقّ التحرّر من قفص الخصوصية التي ولد فيها.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى. / خليل كلفت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة ..ليس كل ما يلمع ذهباً
/ غسان ابو نجم
-
بلا شيء.....
/ عبد الغني سهاد
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
-
العقدة الوجودية 🪢 منعت لوعي المواطنة الإنتشار ورسخت
...
/ مروان صباح
-
خيمة وما ادراكَ ايّ خيمة .!؟
/ رائد عمر
المزيد.....
-
بعد مزاعم عن سوء علاقتهما.. هذا ما قاله مبابي عن فينيسيوس جو
...
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
باكستان تعلق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في بعض مناطق ا
...
-
مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة
...
المزيد.....
|