|
رد الى: أصيل القباطي - خليل كلفت
- رد الى: أصيل القباطي
|
العدد: 490015
|
خليل كلفت
|
2013 / 8 / 21 - 20:42 التحكم: الكاتب-ة
|
يرى الأستاذ أصيل القباطى أن ضمان تفادى عودة مصر إلى أىٍّ من فاشية الإخوان والحكم العسكرى يكمن فى وحدة فصائل اليسار، وعدم ترك الشعب لفلول النظام السابق أو الأسبق، معبِّرا عن قلقه إزاء ظهور بوادر انفصام بين شباب الأحزاب والتيارات والحركات الاشتراكية والشيوعية اليسارية بشكل عام، ويسأل عن توقعى لمستقبل اليسار خصوصًا الاشتراكى فى مصر والعالم العربى بعد الأحداث المتلاحقة التي نشهدها الآن. وتكمن المشكلة هنا فى ضعف القوة المادية الجماهيرية والفكرية الفعلية لفصائل اليسار سواء اتحدت فى تنظيم واحد أو توزعت على تنظيمات متعددة، وسواء حدث أو لم يحدث انفصام بين شباب الثوار والتيارات الاشتراكية، وذلك بالمقارنة مع القوة المادية لكلٍّ من الدولة والإسلام السياسى، رغم الدور الكبير للشباب اليسارى فى مختلف مراحل الثورة الشعبية منذ مرحلة الإعداد وإطلاق الشرارة إلى مرحلة حركة -تمرُّد- وموجة 30 يونيو الثورية. ولا تكمن مشكلة ضعف اليسار فى وضعه المنقسم فمثل هذا الانقسام طبيعى وقائم فى كل بلد من بلدان العالم على خلفية اختلاف الرؤى والمرجعيات اليسارية. ولا تكمن المشكلة فى الغياب المنطقى تماما للتنظيم أو الحزب الواحد الذى يجمع فى صفوفه كل أو معظم اليسار، بل تكمن فى غياب وجود منظمات وأحزاب كبيرة جماهيرية وناضجة فكريا. وقد ظلت أسباب تدهور حالة اليسار إلى مجموعات صغيرة متشرذمة مطروحة للنقاش طوال عقود. ومع هذا فقد لعب هذا اليسار المتشرذم فى شكل أفراد ومجموعات صغيرة وما يزال يلعب دورا محوريا ينقصه وعى ثورى ناضج وفهم عميق لطبيعة الثورة وأهدافها الظاهرة والكامنة والممارسات النضالية التى يفترضها تحقيق هذه الأهداف والحقيقة أن وجود الحزب الواحد حتى الكبير أو الأحزاب المتعددة حتى الكبيرة لليسار لا يضمن مطلقا امتلاك رؤية فكرية ناضجة أو الممارسة الثورية السليمة على أساسها؛ وكم من أحزاب يسارية واشتراكية وشيوعية لم تكن ذات رؤية فكرية ناضجة تُبلور وتُطوِّر ممارسة ثورية ناجحة! ويتمثل ما ينقص اليسار والماركسيِّين فى النظرية الثورية المرشدة لحركة ثورية ولممارسة ثورية. ومن البديهيات أنه لا حركة اشتراكية ثورية ولا لممارسة اشتراكية ثورية فى غياب النظرية العلمية الثورية. وليس المقصود أن العالم يخلو من نظرية ثورية. ولا شك فى أن النظرية الثورية المتمثلة فى الماركسية، حتى إذا تفرقت إلى ماركسيات متباعدة، موجودة هناك بعيدا فى كتب ومجلدات وأعمال كاملة مغلقة أو نصف مغلقة لمؤسسى الماركسية وكوكبة من منظِّريها اللاحقين. فالقضية هى ضرورة فَهْم واستيعاب هذه النظرية، التى يُثريها تعدُّد الماركسيات، والتفاعل العميق معها والاسترشاد الناضج بها مع العمل الدءوب الدائم على تطويرها فى كل الاتجاهات. ومن هنا، من هذا الغياب للنظرية عن عقولنا النظرية وممارساتنا الثورية، يأتى النقص الكبير الجوهرى فى فكر وممارسة اليسار الاشتراكى والشيوعى فى مصر وربما فى المنطقة العربية بكاملها. ومن الجلى أن مستقبل اليسار الاشتراكى والشيوعى مرهون بأمرين: امتلاك النظرية وتفجُّر الحركة الجماهيرية العفوية. وهذه الحركة العفوية المتعاظمة التسييس والوعى العفوى حاضرة متفجرة على أشدها منذ ثورة يناير، واستمرارها بقوة هو الأمر المرجح بحكم استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى كانت وراء تفجُّر الذورة الشعبية. وهنا تظهر الفجوة الكبرى إذْ تنقصنا النظرية كما ينقصنا الزمن الكافى لفهمها وامتلاكها وتطبيقها فى تحليل تطورات الثورات الحالية وبحث آفاقها بطريقة علمية وليس بتعاقب غير مبرَّر للحماس الطفولى عند كل صعود لأحداث الثورة والإحباط المنسحب عند كل هبوط لأحداث الثورة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى. / خليل كلفت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
انتظار
/ هلاله مخلوف
-
رسالة من المتنبي
/ كاظم حسن سعيد
-
كذبة القضية
/ شروق أحمد
-
رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
/ منذر علي
-
قراءة نقدية للأستاذ جمعة عبد الله
/ فتحي مهذب
-
ماذا أراد علي لاريجاني من زيارته للعراق ولبنان؟
/ محمد حسين الموسوي
المزيد.....
-
ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
-
نصائح لإنقاص الوزن بعد الولادة القيصرية بأمان
-
السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور
...
-
ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
-
مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
-
-خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
المزيد.....
|