أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كامل النجار - مفكر وكاتب علماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تحديث الإسلام أم أسلمة الحداثة؟ / كامل النجار - أرشيف التعليقات - لا يمكن أصلاح الإسلام إلا بعد تأريضه - زاغروس آمدي










لا يمكن أصلاح الإسلام إلا بعد تأريضه - زاغروس آمدي

- لا يمكن أصلاح الإسلام إلا بعد تأريضه
العدد: 480684
زاغروس آمدي 2013 / 7 / 1 - 15:01
التحكم: الكاتب-ة

من يعتقد أن الإسلام قابل للتجديد، هو كمن يحاول أن يرقع ثوبا مهترئا لن يزيده إلا ترهلا وتشوها،الإسلام دستور للحياة انسجم وناسب مجتمعا معينا في جغرافية محددة وزمان محدد، لايمكنه اطلاقا مسايرة سيروة الحياة المتجددة، وقد تناولت هذا الموضوع في كتابي تأريض الإسلام المنشور في الموقع، مبينا ان لاثمة إصلاح لهذا الدين دون تأريضه، إي إعتباره نصا إنسانيا محضا وإزالة صفة المقدس عنه ليمكن إصلاحه وتهذيبه، إذ لا جدوى من أن تصلح نصا تعتبره إلهيا، لأن ذلك يمثل منتهى التناقض، وقد يكون من المفيد تنزيل الفقرة التالية:
وبعبارة أخرى يمكن القول بأن التأريض الديني هو تشخيص مباشر للنص الديني لا إلتفاف وإلتواء فيه ولامراء ولامراعاة فيه لأية مشاعر دينية، ليس بقصد الإيذاء أو الإيلام أو إنتهاك حقوق زيد أو عبيد من الناس ،وإنما توخياً للوصول إلى الحق والحقيقة. ويبدو أنه لامفر من الإساءة إلى مشاعر المسلمين عند تشخيص النص القرآني، ولكن هذه الإساءة تشبه الإساءة التي يشعر بها الرجل المسلم عندما تتعرض زوجته المسلمة للكشف والتشخيص عند طبيب النسائية وتضطر لإظهار عوراتها أمامه، فمن الحماقة في هذه الحالة أن نعتبر أن الطبيب يسيئ إلى مشاعر الرجل المسلم أو المرأة المسلمة؟ إن إمتناع الكثير من النسوة عن التشخيص الكامل يعرضها للأصابة أحياناً لأمراض خطيرة ومميتة أحياناً كسرطان الثدي. وعندما أضطر أنا إلى تشخيص مباشر للنص القرآني فلست أبغي بذلك الإساءة إلى مشاعر المسلمين، تماماً مثل الطبيب الذي لايقصد الإساءة إلى المرأة أو إلى زوجها عندما يقوم بالكشف عن عوراتها وتشخيص مرضها. ولايخفى أن معظم المهتمين بالشأن الديني يتجنبون التطرق إلى ما قد يسيئ إلى مشاعر المسلمين، مثلهم في ذلك كمثل الطبيب الذي يقوم بتشخيص مريضته عن بعد، فكما أن هذا الطبيب سوف لن يقدر أن يصف الدواء المناسب لمريضته لأنه لم يتمكن من التشخيص الكامل، فكذلك المفكرون المسلمون سوف لن يحققوا أهدافهم المرجوة لأنهم يمتنعون عن التعرض لما يسمونه بالقداسة في النص الديني بشكل مباشر، بحجة عدم الإساءة إلى مشاعر جموع المسلمين أو إلى مشاعرهم أيضاً، لكني أجد أننا إذا أردنا فعلاً وصف علاج مناسب للظواهر المرضية في المجتمعات الإسلامية فلابد من تشخيص حقيقي للنص القرآني الذي يشكل الإساس الوجودي لهذه المجتمعات، ولايمكن أن يتم هذا التشخيص ما لم يتم الكشف عن عورات هذا النص، كما يجب أن نعلم جيداً أننا نسبب إساءة بالغة للعقل عندما نمتنع عما يمليه العقل والمنطق، ولاتقل هذه الإساءة للعقل عن تلك الإساءة للمشاعر، بل شتان ما بين الإساءة للعقل والإساءة للمشاعر، فالإساءة للعقل إهانة لجوهر الإنسان وحقيقته ووجوده، قد تصيب الإنسان في مقتل،لأنها تبقي العقل في مستويات مستديمة من الإنحطاط والتخلف الفكري ، كما هو حال المسلمين اليوم، بينما الإساءة للمشاعر لا تعدوا كونها أكثر من التعرض لدخيلات خارجية سطحية مكتسبة إكتسبت أهميتها بقدمها وتعوُّدْ الإنسان عليها، وتأثيرها مؤقت يمكن أن يزول بسرعة ، بينما الإساءة للعقل بخداعه وإبعاده عن قضايا مصيرية للإنسان من المفروض أن يكون العقل أول من يتعرض لها كونها تخصه هو قبل أي أحد آخر، يعتبر جريمة كبرى بحقه وبحق الإنسان وبالتالي بحق الإنسانية جمعاء، لأن هذه الإساءة البالغة للعقل لاتتوقف في حدود الإنسان صاحب هذا العقل، بل تتعداه في نتائجها إلى الإنسان الآخر أيضاً. ويجب في جميع الأحوال آجلاً أو عاجلاً أن نسلم ونعترف بحقيقة يتجاهلها معظم المفكرين المسلمين وهي إساءة الدين للعقل.وبمقارنة بسيطة جداً بين مفهومي إساءة العقل إلى الدين وإساءة الدين إلى العقل في الوسط الإسلامي، ندرك بسهولة مدى السطوة والشدة التي يتحكم فيها الدين بالعقل.
ومن هنا حقَّ علينا أن نبدأ نحن كمسلمين بمراجعة شاملة لجميع المفاهيم والقيم المترسخة في العقل المسلم، وبدون تناول المكون الأساسي وهو النص القرآني المصدر الرئيس لمفاهيمنا وقيمنا وعاداتنا وأعرافنا، ويبدو أنه لايمكننا التعرض لهذا النص ومراجعته وتشخيصه وإنتقاده إلا إذا أزلنا منه قداسته أولاً، ومن ثم التعامل معه كتعاملنا مع أي نص اسطوري أو فلسفي أو فكري أو قانوني. مما يهيء العقل لإمكانية التنصل من إلتزاماته الواهية تجاه النص الإلهي المزعوم، وتحريره من الشروط والقيود والحدود التي وضعتها له هذا النص، والإعتراف له بحق تقرير مصيره بنفسه، وفتح المجال المعرفي الكلي دون حدود أمامه. وبنفس الوقت ترك قناة الإتصال بالدين بعد تأريضه مفتوحة لإشباع وإرواء الظمأ الروحي عند الإنسان المسلم.أما إذا إمتنعنا أو أمتنعنا عن نزع القداسة عن النص الديني لمعاينته، بحجة الإساءة لمشاعرنا الدينية المقدسة، فكأنما نقلد ذلك الرجل الجاهل الذي يترك إمرأته المريضة لتموت من أن يكشف عليها الطبيب بحجة أن إطلاع الطبيب على عورات زوجته يسيئ إلى مشاعره الذكورية. فالتأريض الديني يعتبر أنَّ العقل هو الأساس بإعتباره جوهر الإنسان، وبدون هذا العقل فإن الإنسان لايختلف عن غيره من الكائنات الأخرى ،وبالتالي فهو مقدم على أية إعتبارات قيمية أخرى لم يختبرها العقل المفكر المجرد من أية ميول، سوى الميل إلى معرفة الحقيقة والمعتمد على قوانين صارمة في الحياد الفكري وعدم التحيز. وأكثر ما يلحق الضرر بالعقل هي المسلمات التي تفرض عليه فرضاً بالإكراه منذ نشوئه، ويعتبر الدين بما يحمله من مفاهيم وإملاءات أولى هذه المسلمات.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
كامل النجار - مفكر وكاتب علماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تحديث الإسلام أم أسلمة الحداثة؟ / كامل النجار




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قصائد غزة ستالينغراد: ربيع غزة في جامعات أمريكا / احمد صالح سلوم
- قصائد غزة ستالينغراد: انقاض الفاشيست في البيت الأبيض / احمد صالح سلوم
- لستُ متيقناً ما يحدث في التعليم العالي : / عزيز الخزرجي
- قيد / محمد وجدي
- العدالة الدولية في خطر / كاظم فنجان الحمامي
- جيش مافن وجيش محمد العاكَول!-2/ التحالف الخطير بين شركات الت ... / مكسيم العراقي


المزيد..... - بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- “وحش الهواتف وصل”.. هاتف iPhone 15 Pro Max ذات الأداء القوي ...
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كامل النجار - مفكر وكاتب علماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تحديث الإسلام أم أسلمة الحداثة؟ / كامل النجار - أرشيف التعليقات - لا يمكن أصلاح الإسلام إلا بعد تأريضه - زاغروس آمدي