5 - لقد أدليت بشهادة فى مركز الدراسات والبحوث العربية والأفريقية الذى يترأسه المفكر الإقتصادى الماركسى العالمى سمير أمين فى أربع جلسات بتاريخ 4 أكتوبر , 8 نوفمبر, 13 ديسمبر 2009 , و17 يناير 2010 تتضمن تقاطع مسيرة تاريخى الشخصى فى فصيل شيوعى ( وحدة الشيوعيين المصريين ثم حزب العمال الشيوعى المصرى ) مع التاريخ السياسى العام لبلادنا , والقوى التى تفاعلت فيه. أردت أن أحقق فى تلك الشهادة وصية المفكر الماركسى الإيطالى أنتونيو جرامشى – وليس ذلك مجاملة لرفيقنا جينارو جيرفازيو ! – التى رأت أن تاريخ أى حزب يتعين أن ينبثق من خلال رسم صورة مركبة للمجتمع والدولة بعلاقاتهما المتشعبة . حيث تتوقف أهمية ووزن أى حزب على نشاطه وإلى أى حد كان حاسما فى تقرير تاريخ ذلك البلد ... وإنه وإن كان من الضرورى إعطاء كل شئ الأهمية التى يستحقها فى الصورة الإجمالية , إلا أنه يتعين التشديد قبل أى شئ على الفاعلية الحقيقية للحزب , على قوته الحاسمة , إيجابا وسلبا , فى المساهمة فى وقوع أحداث بعينها , وفى منع وقوع أحداث أخرى . (على ما ورد فى دفاتر السجن ص ص 167 - 168 طبعة عادل غنيم ) . إلى أى مدى وفقت فى تحقيق الوصية ؟ هذا أمر لاأستطيع أن أقطع فيه بشئ , الإالقول بأننى حاولت بذل أقصى الجهد وتطلب الإعداد لكل جلسة إستغرقت من ثلاث إلى أربع ساعات عمل شهر كامل . الأمر الذى دعا المهندس سعد الطويل رئيس اللجنة -- لجنة توثيق الحركة الشيوعية المصرية حتى عام 1965 -- الى القول فى نهاية جلسات الشهادة - لقد جعلت الأمر صعبا على من سيأتى بعدك - . وقد حضر الرفيق مصطفى مجدى الجمال هذه الجلسات , وتركزت مداخلاته على ماإذا كانت لدينا ( المقصود ح .ع .ش .م . ) نزعة نصية أرثوذوكسية تمجد الإستشهاد بالنصوص بمعزل عن سياقها , وحقيقة ماأثير بشأن مستشفى إستثمارى فلسطينى , فى فترة من الفترات , فضلا عن رغبته فى معرفة الأسماء الحقيقية لرفاق بعينهم خاصة ممن إختلفوا مع الحزب . كنت قد إتفقت مع بعض الرفاق من - فصيلى - على ضرورة الإدلاء بشهاداتنا بعد النداء الذى وجهه رفيقنا إلهامى الميرغنى , الذى أشرت إليه أعلاه , وبعد تشويه تواصل لمدة عقدين تقريبا لجيل السبعينات , ولحزبنا لم يواجهه أو يرد عليه أحد بحكم إلتزامات العمل السرى أحيانا , ثم بعد ذلك حماية للرأس من صداع , ومن فتح جراح قد لاتنغلق , وبعد متابعتى لتردد الرفاق فى الحديث عن تلك الفترة الماضية من نشاطهم السياسى رغم إنصرام المدد القانونية التى حددها قانون الإجراءات الجنائية لإمكان محاسبتنا وفق المادة 98 الشهيرة بكل تفريعاتها القمعية المشينة فى قانون العقوبات , إنتهيت مع الرفاق صلاح العمروسى , وجمال عبد الفتاح , وفتح الله محروس إلى أن أبدأ فى كسر التابو . ووضعنا الأسس التى ستقوم عليها شهاداتنا : 1 – ضرورة تحرى أقصى الموضوعية بالنظر إلى الصورة الكلية , والإبتعاد عن أى نزوع حلقى عصبوى فى نظرتنا لفصيلنا وللفصائل الأخرى 2 – التقييم المبدئى الموضوعى للمواقف الفكرية والسياسية كما تجلت فى الواقع ثم تكشفاتها اللاحقة فى الممارسة العملية , والتمايزات التى حصلت فى أعقابها 3 – نقد المواقف والأفكار والسياسات لا الأشخاص داخل الحزب , اذا ماتناولنا رؤى أو إتجاهات مختلفة داخله , أو خارجه بشأن الفصائل الأخرى , والحديث بإحترام عن كل الرفاق وإعتبار التشهير بأحد وسيلة غير مبدئية أيا ماكانت هناك من مرارات قديمة 4 - عدم الإشارة لرفاق بأسماءهم الحقيقية , من داخل أو خارج الفصيل إلا اذا كانوا قد تحدثوا قبلا بتلك الصفة كاشفين إرتباطاتهم الحزبية , دون إستئذانهم شخصيا وبعد موافقتهم فلابد من احترام رغبات من آثروا ألا يتحدثوا , وأيا ماكانت أسبابهم , ولاينبغى أن يفرض عليهم ذلك باسم أن التاريخ يتعين أن يكون ملكية عامة , ولابد من إقناعهم , والتشدد فى ذلك خاصة مع من تصادف – إذا حدث وكان هناك ممن عملو ا فى أحد أجهزة الدولة السيادية 5 – الانتباه دائما إلى أن هناك نفايات - شعرية - أو نثرية باقية داخل الحركة الشيوعية المصرية بوصفها بثورها ودماملها مازالت تلوك وتجتر مإاتهمتنا به إفتتاحيات الصحف والمجلات الرسمية الصفراء من خدمتنا ل - المخابرات الأمريكية- بتطرفنا اليسارى وبمواقفنا من إنتفاضة يناير 1977, ولايعنى هذه النفايات التقدير الموضوعى , ولاالتحرر من عيوب النظر الذاتى , وإنما إقتطاع هذا الجزء أو ذاك من الشهادة وإستخدامه فى التشهير بنا أو بغيرنا . 6 – على الرفاق الذين كانت لهم صلة بفرع الخارج ممن كانوا فى لبنان أو العراق أو موسكو أو غيرها أن يكونوا حريصين فى إفاداتهم أكثر من غيرهم بحكم ارتباط بعضهم بالنشاط السياسى للمقاومة الفلسطينية من تلفيق تهم الإرهاب السلطوية – وننوه الى أن - الإرهاب - ذو التعريف الواسع فى الطبعة الأخيرة من القانون المصرى , لم يعد يسقط بمضى المدة حتى لو مر ألف عام ! وخاصة مع سبق إتهامنا بصلات لم تقم طوال تاريخنا مع منظمات إرهابية عالمية مثل الألوية الحمراء فى اليابان , أو بادرماينهوف فى ألمانيا على ماأأفاد به رفيقنا هشام عبد الله فى مداخلة سابقة منشورة فى هذا الحوار – ولعلى ولاحقى الرفيق صلاح العمروسى قد وفقنا فى الإلتزام بهذه الأسس التى إتفقنا عليها . يتبع
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !. / إبراهيم فتحي
|