1 -حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى : قال ولد لأبيه : دعنا ياأبى نظهر بمظهر الشرفاء فرد عليه : لابد أن ننتظر يابنى حتى يموت من يعرفنا . ولكن المؤرخ الكورييلى لاينتظر موت أحد . حين يشير المفكر ابراهيم فتحى فى ذيل مقاله الى هذا المؤرخ الكورييلى قاصدا بصفة خاصة كتابه : الحركة الشيوعية فى مصر -- 1920 -- 1988 -لمؤلفيه د . رفعت السعيد - د . طارق اسماعيل - الصادر عن دار نشر جامعة سيراكيوزه-- نيويورك الصادر عام 1990 , والى نقيضه الحركة الماركسية فى مصر 1967 -1981- لمؤلفه د. جينارو جيرفازيو , لم يكن مقصد ما أورده سوى إشارة عارضة عابرة فى ذيل مقاله . حيث أن موضوع المقال - النص الأصلى الذى نتحاور حوله هو الحلقة الثانية من الحركة الشيوعية المصرية - التى خبرها الكاتب خبرة عميقة وطويلة - وأسباب الانقسام والعزلة فيها . وجاء الحديث عن الحلقة الاولى بمثابة مدخل تاريخى ضرورى حيث لايمكن فهم ظاهرة دون معرفة كيف ظهرت ونشأت وتطورت ثم إنتهى بكلام غاية فى الإيجاز عن مآلها . وأى قارئ منصف كان سيدرك أن الحلقة الثالثة لم تكن موضع النقاش بصفة أصلية مثلها فى ذلك مثل الحلقة الأولى . ويدلل على ذلك نوعية المقولات التى وظفها الكاتب فى تفسير ووعى ظاهرة الانعزال والإنقسامية , وقدرتها التفسيرية فهى بحكم طبيعتها ذاتها ترتبط بالحلقة الثانية بصفة أساسية -- أى ليس بشكل كامل - ولاتتعداها . واننى لفى غنى كامل عن الإشارة لقدرته الرفيعة على تطبيق المنهج الجدلى بوصفه أداة كشف كل الظواهر التى يتناولها . ماذا قال مفكرنا -نصا - , ولم ثارت حفيظة ثلاثة أجيال ممن ارتبطوا بـ - حدتو- فى مراحلها المختلفة فأنبرى د . أحمد القصير , والاستاذ مصطفى الجمال وغيرهما للـ - الرد - عليه ردودا خاوية عكست نوعا من الحلقية المقلوبة - المعكوسة . خاصة وأن توقيت نزول المقال وقبل طرحه للحوار وصدور تعليقين فوريين منهما فى وقت قصير لايتسع لقراءة مقال طويل يدلل على ذلك . وإننى أعتبر أن هذين الردين الأولين مسئولان بصفة خاصة عن انحراف مسار المناقشة والحوار والجدال حول النص المطروح , فبدلا من أن نناقش القدرة التفسيرية للمقولات التى طرحت , ومدى ارتباطها بالأطوار التى درست , جرى الصراخ حول ( التشويه , والكلام المرسل غير اللائق, الملئ بتصفية الحسابات الذاتية , الذى يلوث الجميع عدا مجموعة محدودة ) وبتنا أمام رأس ثوم منتفخة لايوجد شئ بداخلها . علىّ أن أقول أننى توقعت من رفيقنا مصطفى الجمال شيئا غير ذلك بالمرة , خاصة وقد تابعت على مدار العامين والنصف الأخيرين كتاباته التى يجذرها تطور الثورة يوما بعد يوم , وشاركته بعض الأفكار التى طرحها , ولطالما وجدت نفسى معه فى خندق ثورى واحد ضد - الأفعى ذات الرأسين - التى كتب عنها, وضد تذيل ماوصفه البعض بالـ - المعارضة الاصلاحية الاخوانية- وكل ما ارتبط بها وما تفرع عنها . وبالطبع أختلفت وأختلف معه حين يرى بعض الأخطاء السياسية - اجتهادات - -- يؤجر فيها مبدعها , -- ? فالماركسية ليست فقها من إجتهد فيها فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر , فهناك جذر ومضمون طبقى للأخطاء والسياسات التى لايمكن أن تتغير جذريا من ناحية إلى أخرى كبندول الساعة معلقة فى فراغ . فحسب تعبيره ( حتى الحل -- يقصد حل الاحزاب الشيوعية الذى جرى عام 1965 -- فهو إجتهاد رغم ثبوت فشله الذريع ) وكذلك حين يعتبر الحزب الإشتراكى المصرى الذى ينتمى إليه - حزبا غير أيديولوجى- فلا أعتقد أن هذا الفهم يدخل فى إطار المفهوم الماركسى عن الأحزاب . ولا أتفق معه حول -إصلاح- الشرطة الذى يبدأ عنده بـ - كشف الهيئة - .غير أننى وفى كل الاحوال كنت آمل أن الرفيق الذى كتب مقالى (فيروس الإنقسامية , والحقبة السوفيتية فى الحركة الشيوعية العربية ) أن يكون إسهامه فعليا , وحقيقيا , وواقعيا , ومثمرا فى تبيان وإيضاح الظاهرة المبحوثة مشتبكا مع المقولات التى طرحت , غير أن العكس قد حدث تماما , وهو ما لا أره سوى حلقية معكوسة . لقد تشبث بتلك الفقرة التى كتبها صاحب النص الأصلى وجذبها فى كل جانب , محاولا تأويلها بشكل لايتفق مع مضمونها , ولا السياق الذى وردت فيه , وأريد أن أثبتها هنا كما جاءت فى المتن : ( -أما حزب العمال الشيوعى المصرى فقد عمد التأريخ الكورييلى المنحرف يمينا الى محاولة الغائه كذبا بإعتباره مجموعة من الشباب المتطرف على العكس من كتاب الحركة الماركسية فى مصر ... تأليف مؤرخ إيطالى موضوعى ... الذى إبتعد عن تزوير التاريخ كما فعل اليمين ) تعالوا نفكك هذه الفقرة ونحاكمها لنرى هل كان رفيقنا مصطفى الجمال محقا فى فهمها على النحو الذى أدركه أم أن -الغيرة الحزبية القاتلة - هى التى دفعته لقراءاتها على هذا النحو ؟؟؟؟ يتبع
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !. / إبراهيم فتحي
|