|
3 العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية - خليل كلفت
- 3 العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية
|
العدد: 474210
|
خليل كلفت
|
2013 / 5 / 26 - 00:20 التحكم: الكاتب-ة
|
العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية - 3 خليل كلفت 11: ومن أمثلة الأطروحات الخاطئة اليوم تلك المتصلة بوحدة الحركة الشيوعية أو وحدة اليسار، وهى أطروحات مفعمة بالنوايا الحسنة والمواعظ الطيبة والتصورات الخاطئة عن طبيعة كلٍّ من العزلة والانقسام. وربما انطلقت هذه الأطروحات من تصور أن الوحدة، بدلا من التفرُّق والانقسام والانقسامية، هى السبيل إلى الخروج من العزلة الراهنة التى تتعدد دلائلها حتى فى قلب عواصف الثورة، غير أن الخروج من الانقسام وَهْمٌ ينبغى التحرُّر منه، مصريا وعربيا وعالميا، حتى بافتراض أن وحدة الأجزاء المنعزلة جماهيريا يمكن أن تُضاعِف تأثيرها فلا تكون مجرد جمع لأرقام صغيرة ولا أقول أبدا مجرد جمع لأصفار. 12: ويؤخذ على اليسار المصرى الآن فى أعقاب تفجُّر الثورة السياسية الشعبية الكبرى أنه يعيش حالة من الانقسام والتشرذم عاجزا عن بناء حزب موحد لليسار، وعاجزا حتى عن تحقيق أىّ نجاحات پرلمانية أو حتى عن التقدُّم بمرشح رئاسى واحد، بحكم موروثهم الحافل بالخلافات والانقسامات. غير أن الصيحات والمواعظ المطالبة بوحدة اليسار تصطدم بأسئلة صعبة. فاليسار متنوع للغاية كامتدادات لماركسيات متعددة وتنظيمات شيوعية متعددة، وكامتدادات متعددة بدورها للناصرية ولأشكال أخرى من الفكر القومى، محاطا بجمهور واسع من الشباب الذى يقوم بتعريف نفسه بالانتماء إلى اليسار أو إلى اللِّيبرالية اليسارية ولكنْ مع نفور تام لا يُخْفُونه إزاء الشيوعية والاشتراكية لأن الاشتراكيات الماركسية فى القرن العشرين بكل ثوراتها ومنجزاتها لم تقدِّم لهم نموذجا ملهما ولم تقدِّم لهم مثل هذا النموذج الملهم كذلك اشتراكياتنا القومية فى مصر والعالم العربى بديكتاتورياتها العسكرية والپوليسية والمخابراتية رغم منجزاتها التى لا ينبغى المبالغة فى مغزاها فهى ترجع إلى المنجزات المنطقية فى زمن الاستقلالات المطعونة بالتبعية الاقتصادية الاستعمارية ومتلازمتها من تبعيات أخرى سياسية وعسكرية. وعلى هذا النحو فإن تلك -المنجزات- لم تكن محصلة توجُّهات فكرية اشتراكية أو مساواتية أو استقلالية وطنية حقيقية، بالإضافة إلى المصير الكارثى الذى قادت إليه تلك الأنظمة القومية فى العالم العربى. وإذا كانت الناصرية تشهد صحوة بعد تطورات بائسة للثورة المضادة الحاكمة فى مصر فإن هذا الحنين إلى الناصرية يمكن أن يكون تطورا سياسيا قصير الأمد للغاية فى سياق الاختناق الحالى تحت الحكم الإخوانى السلفى. كما وفدت وانتشرت أفكار أخرى جعلت من اليسار اللَّادولتى/الأناركىّ ظاهرة فى قلب اليسار الثورى يستحيل تجاهُلها. فمن أين يمكن أن تأتى الوحدة المنشودة؟! 13: وإذا كانت ثورة 25 يناير السياسية الديمقراطية قد حققت وحدة أوسع بين أقسام واسعة من المصريِّين فى ميادين وشوارع النضالات الجماهيرية، فقد جاءت بقضايا جديدة مثيرة للخلافات العميقة فى فَهْم طبيعة الثورة وفى تبنِّى تاكتيكات المقاطعة أو المشاركة والائتلافات أو التحالفات الانتخابية وغير الانتخابية مع العسكر أو مع الإسلام السياسى أو مع اللِّيبرالية اليمينية. وفى سياق الخلافات الجديدة التى جاءت بها التطورات والقضايا الجديدة، والخلافات والانقسامات القديمة الموروثة، نشأت وتنشأ أحزاب اليسار فى حالة من الانقسام الذى لا مناص منه، وفى هذا السياق تحدث انقسامات وانشقاقات وهجرات مفهومة فى هذه الأحزاب. ورغم انهيار النموذج السوڤ-;-ييتى للشيوعية ما يزال يتواصل تمسُّك الجمهور الواسع من الماركسيِّين المتنوعين بماركسياتهم المتعددة، وبهذه الصفة لعب اليسار الشيوعى رغم تشرذمه وحتى ركوده دورا هائلا فى الثورة المصرية، فى تفجيرها، وكذلك فى الاستمرار بها إلى الآن، وهو قوة باسلة عنيدة متزايدة النضج والوعى من قوى سيرها إلى الأمام. 14: وهذه النقطة الأخيرة تنقلنا إلى وحدة اليسار المطلوبة ليس فى إطار توحيد أحزاب بل فى إطار توحيد الحركة فى ميادين النضالات. وأعتقد أنه لا يمكن إنكار نجاحات اليسار فى هذه الناحية بالذات حتى عندما يقفون فى الميدان متجاورين، وإنْ كان يشوِّه هذه النجاحات للغاية نزعات پراجماتية وانتهازية وزعامية ملازمة لأفراد ومجموعات من اليسار فى مجال التعاون مع العسكر أو الإسلام السياسى أو اللِّيبرالية اليمينية. فالوحدة -الممكنة- فى الحركة النضالية متحققة دون شك حتى بعيدا عن الأحزاب، أما الابتعاد العنيد عن الوحدة مع الپراجماتيِّين والانتهازيِّين والزعاميِّين فهى نعمة وليست نقمة! 15: كتبتُ ما سبق على هامش مقال صديقى وأستاذى إبراهيم فتحى وتعمدتُ أن يكون مجرد إلقاء نظرة عامة على مفاهيم العزلة والانعزالية والانقسام والانقسامية فهى مفاهيم يُساء فهمها كثيرا بين الشيوعيِّين المصريِّين وربما بين غيرهم. ومقال إبراهيم فتحى اجتهاد بين اجتهادات كثيرة متحققة ومحتملة من حق وواجب أصحابها بحكم فكرهم الناضج وخبرتهم العميقة أن يتركوها لإرشاد مناضلى ومؤرِّخى المستقبل. ومن المؤسف أن تكون التعليقات المتبادلة بالحدة التى رأيناها فى كثير من الحالات، رغم أن الموضوع ذاته بحكم طبيعة تاريخه مثير للخلافات الحادة، فلولا الخلافات القديمة الحادة ما كان الانقسام القديم، ولولا الخلافات الجديدة ما كان الانقسام الجديد، الذى لن تقضى عليه المواعظ والابتهالات والتضرعات! خليل كلفت 26 مايو 2013
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !. / إبراهيم فتحي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
تجمع المواطنين للاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين للغارات الج
...
/ الحزب الشيوعي الياباني
-
المسافة بيننا شهيد ، يامن نوباني
/ مهند طلال الاخرس
-
من حمزة الحوراني إلى علي ابن الساحل:-
/ فلورنس غزلان
-
قراءة في النص الدستوري المؤقت لسوريا2025
/ ريبر هبون
-
أنا متأكسدة
/ حسين علوان حسين
-
سلوك العمل الجماعي: بين الإبداع والاندفاع
/ أوزجان يشار
المزيد.....
-
من الإمارات الى عُمان.. إليكم أبرز 3 مواضيع اقتصادية من الشر
...
-
مجلس الأمن يدين مقتل المدنيين في الساحل السوري ويدعو دمشق لق
...
-
الناطق باسم حماس ليورونيوز: أبدينا مرونة مع الوسطاء ونريد اس
...
-
نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا
...
-
مشهدي: صادرات الكهرباء الإيرانية إلى العراق مستمرة
-
مسؤول بوزارة الدفاع الايرانية: إنتاج فرامل هوائية رغم الحظر
...
المزيد.....
|