|
ماقبل أى حوار - سعيد العليمى
- ماقبل أى حوار
|
العدد: 474142
|
سعيد العليمى
|
2013 / 5 / 25 - 17:54 التحكم: الكاتب-ة
|
ممايسعد المثقف المصرى والعربى الثورى الجذرى أن يرى موقع الحوار المتمدن وقد إزدان بكتابات المفكروالناقد الأدبى إبراهيم فتحى الذى أثر فى أجيال متلاحقة من الأدباء والشعراء والسياسيين والأكاديميين والباحثين . ولمن تابعوا جهده فى حقل التأليف والترجمة - وخصوصا لمن اقتربوا منه من تلاميذه وأحباءه وأصدقاءه ورفاقه - يعرفون مدى العمق وسعة الأفق ورحابة النظرة والقدرة على الفهم الجدلى الفذ الذى يهلك ويقوض أية نزعة عقائدية تحتضنها كتاباته . لقد عرفت ترجماته وكتاباته مبكرا منذ ترجم رواية - الهزيمة - لفاداييف . ثم مجادلا على صفحات مجلة المجلة - بعد خروجه من معتقل الواحات الناصرى عام 1965 - حول قضايا فلسفية من منظور مادى ماركسى . وقرأت فى وقت متأخر ( أواخر 1967 ) وثيقتين كان قد كتبهما فى سجن القناطر الخيرية لمنظمة وحدة الشيوعيين - فى 1961 كما علمت فيما بعد - أولهما بعنوان - حول اشتراكية رأس المال الكبير- و - حول التحريفية اليوغوسلافية - . فى هذا الوقت كان جيلى الستينى السبعينى محاطا من كل جانب تقريبا بالتصفويين اليمينيين الذين قرروا حل منظماتهم الشيوعية والالتحاق بركب الطبعة البيروقراطية من الاشتراكية . ومن القائلين ب - المجموعة الاشتراكية فى السلطة - الى - وحدة كل الاشتراكيين - والالتحاق ب تنظيم السلطة - الطليعى - وكان قوت جيلى الثورى من انتاجه الفكرى فى منظمة وحدة الشيوعيين المصريين ... قرأت الوثيقة الاولى التى مارست أثرها التحريرى التنويرى على عقلى حيث أرتنى رأسمالية الدولة متخفية فى عباءة الاشتراكية . وفى ذلك كنت مع القليل من الشباب من الأدباء والشعراء خاصة ( الابنودى - يحيى الطاهر - خليل كلفت - سيد حجاب - عبد السلام الشهاوى ...) . منذ منتصف الستينات نتابع موقفه المعلن المناهض لإشتراكية النظام الناصرى وقد تحول بالنسبة لنا الى - اسطورة - خاصة بعد تواتر إعتقاله بينما أتباع يمين الحركة جالسين حول موائد النظام . تعرفت عليه عام 1970 بعد خروجى من المعتقل للمرة الأولى . وتوثقت صلتنا الشخصية والسياسية . وأسهم اسهاما خاصة بكتاباته السياسية للتنظيم الشيوعى المصرى ثم لحزب العمال فى وضع الاسس النظرية والسياسية لإستراتيجية الحزب وتاكتيكاته التى تضمنتها وثائقه الاساسية . ويمكننى القول ودون مبالغة بأنه اذا كانت هناك نظرات ثورية راديكالية لأوضاعنا وواقعنا حاليا فإن كثيرا من الفضل فيها يعود لأثر كتاباته التأسيسية . ولم يدخر جهدا مع أحد من المشرق والمغرب والشمال والجنوب وأيا ماكان مجال إختصاصه فى بذل النصح والعون فى الكتابات والدراسات وقلما تجد موضوعا متفردا فى الكتابة والترجمة الا وكان مفكرنا الكبير مصدرا أو مرجعا . أما دينى الخاص وهو غير الدين العام الذى أشارك فيه أبناء جيلى فعظيم . فقد كان أول قراء ماكتبت وكان تقويمه له حافزا لى على مواصلة الكتابة . أما الترجمة فدينى فيها أعظم . كنت قد درست كتابا واحدا فى اللغة الفرنسية على يد صديقى خليل كلفت . ولم يتوفر من الكتب الفرنسية آنذاك غير ديوان قصائد لفيكتور هيجو ( كنا معتقلين معا 1973 -- 1975 فى سجن الحدراء بالاسكندرية ) فترجمت قصيدة منه وناولتها له فرحا متفاخرا فقرأها بتمعن ونظر الى قائلا : علىّ أن أشهد أنك عبقرى ! فأنفرجت سريرتى ثم أردف : لأنك إستطعت أن تترجم كل كلمة بعكس معناها ! أذهلتنى المفاجأة والتعبير فأنفجرت ضاحكا ... وحتى اليوم حين أعيد حكاية ماجرى لاأملك الا الانفجار فى الضحك ... فيمابعد تفضل بمراجعة ترجمتى الاولى ( رواية عشاق أفنيون ) وكتب لها مقدمة استمتع بقراءتها واعادة قراءتها وقد يندهش البعض ان قلت أننى أراها أروع من الرواية ذاتها . ثم راجع بعد ذلك ترجمتى لبورديو ( الانطولوجيا السياسية ) وكنت قد تعرفت على بورديو من خلال تقديمه له فى واحدة من ترجماته هو . بالطبع مرت عقود وكنت قد تمرست لترجمتى عدة كتب غير ان مااستفدته من ملاحظة استاذنا أن على أن أكون دقيقا بلا أدنى تساهل وان اكون واثقا متيقنا مما أقول . أدى هذا بى الى حالة من الهوس بدقة المراجعة التى قد تبلغ فى بعض النصوص 12 مرة . مع ذلك اختلفت معه حول هيدجر فقد أورد المؤلف عبارة تفيد بأن - كان هيدجر يمور أو يفور بغضب انفعالى - ترجمتها أنا كان -يضطرم - ورأى هو ترجمتها الى كان -يغلى - . قلت : ألا ينبغى أن نميز بين غضب الفيلسوف وفوران الشاى ... -يضطرم- كلمة متحذلقة تليق بفيلسوف ! أجابنى ضاحكا كما تشاء . .... هذا مفكر مبدع خلاق منفتح الآفاق تستمتع بما يكتب عن الوضعية المنطقية وعن هيدجر ويجعلك ببصيرته تخترق الحجب كما تستمتع حين يحدثك عن الكوميديا والحكم الشمولى او الادب والثورة او العالم الروائى عند نجيب محفوظ ... أتمنى أن أرى أعمال مفكرنا كلها على تباينها مجموعة ومنشورة على موقع الحوار المتمدن فهى تروج لوعى من طراز رفيع . لقد نجح فى أن يخلق رفاقا وأصدقاء وأصحاب وقراء ومحبين ولم يسع أبدا الى أن يكون وثنا او صنما أو أيقونة تحيطها بطانة من العاطلين . دام فكرك منارة مضيئة للأبد
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تاريخ انعزال اليسار المصرى و انقسامه !. / إبراهيم فتحي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
العراق في قبضة الاحتلال المالي: كيف تُنهب ثروات بلد نفطي بأد
...
/ علي طبله
-
ذو المعاشين
/ عذري مازغ
-
في الإشادة بكوردستان ماجيك
/ ماجد ع محمد
-
-ما بعد الإنسان- حقل جديد يحفره علي جميل في مدينة السماوة
/ عامر موسى الشيخ
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (176)
/ نورالدين علاك الاسفي
-
اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
/ رحيم حمادي غضبان
المزيد.....
-
روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو
...
-
كيفية تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون وإبطاء ظهوره
-
رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
-
تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
-
آيسكريم الفراولة المثلج صحي ومثالي للصيف
-
فوائد الكمثرى للرجيم
المزيد.....
|