أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تداعيات الربيع العربي - المرأة، الإسلام السياسي والسلطة، والتطرف والإرهاب -. / سعيد الكحل - أرشيف التعليقات - رد الى: احلام يوسف - سعيد الكحل










رد الى: احلام يوسف - سعيد الكحل

- رد الى: احلام يوسف
العدد: 467903
سعيد الكحل 2013 / 4 / 28 - 12:30
التحكم: الكاتب-ة

سيدتي الوقورة ، تحية مودة صادقة . ملاحظتك وجيهة أشكرك عليها وأقدر موضوعيتك وهدوئك . ما جرى بيني وبين السيد العربي ليس حوارا ، للأسف ، بقدر ما هو جدال صار جدلا عقيما . وكما قال رسولنا الكريم - ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل -. وهذا حلنا كعرب وكمسلمين ، نبحث عما يفرق بيننا ونترك ما يجمعنا والمشترك بيننا . وكنت أرجو أن تكون مساهمته في طرح بدائل واقتراح حلول ومخارج من الدرك الأسفل الذي نزل إليه عالمنا العربي من سلم التطور الحضاري . لا شك أننا كعرب لازلنا نعيش عصر الانحطاط بقيمه وثقافته التي تجعلنا نواجه العالم ونعاديه فنزداد تشبثا بماضينا بكل علاته دون تقييمه . ويشكل الدين عنصرا اساسيا في حالة الجدل التي نعيشتها ونستمرئها . نستعمله السلاح الفتاك لمواجهة الخصم والعدو . وميزة الشعوب الغربية أنها جعلت الدين جزءا من هويتها ولم تجعله المحدد الوحيد لهويتها . فأي مواطن غربي لا يجعل معرفة عقيدة مواطن آخر أساس تحديد هويته وأساس التعامل معه . بينما المسلمون خلاف هذا . فحتى عامة الناس وبسطاؤهم لما يشاهدون ضحايا كارثة طبيعية على شاشة التلفزة يطرحون أول سؤال : هل هؤلاء مسلمون أم لا ؟ بمعنى أن التعاطف يكون مع المسلمين دون غيرهم . وهذه مأساتنا جميعا . وحري بنا أن نخضع تراثنا ككل بما فيه التراث الديني للنقد والتحليل ، ولا توجد آية لا تحتمل أكثر من تأويل .وحين نعزل النص الديني عن سياقه السياسي أو الاجتماعي ، نجعله غير قابل للتأويل ، أي نجعله مطلق الدلالة . وهذا الذي يجعل التيار المتطرف يجعل من آيات قرآنية مقطوعة من سياقها ، محرضة على القتل والكراهية . إن وضعنا التاريخي وظهور الدولة/الأمة مؤسسة على الدين وتحكم بشرعه وموحدة للشعوب في إطار كيان سياسي جوهره الدين ( الدولة الإسلامية ، الخلافة الإسلامية ، الأمة الإسلامية الخ) ، هذا الوضع شكل ذهنينا وطبع نفسيتنا وجعلنا كشعوب نتطلع إلى ذلك المجد الذي صنعته الأمة الإسلامية في زمن ما . نربط عزتنا بماضينا وبالدين الإسلامي الذي كان العامل الأساس في تشكيل الأمة/الدولة . لذا وضعنا الحضاري الحالي يقتضي منا تغيير الذهنية التي تشكلت على مدى قرون وتكلست لدرجة أنها لا تطمئن إلى التجارب السياسية الديمقراطية لدى شعوب الأرض ، وإن قبلت بها فلمرحلة انتقالية تقود إلى إقامة دول الشريعة ، أي الخلافة الإسلامية . ومرد هذا إلى كون الشعوب العربية لم تنعم بمكاسب الديمقراطية حتى تجعلها جزءا من تطلعاتها ومقوما من مقومات هويتها السياسية . فالتجارب التي عاشتها الشعوب الإسلامية في ظل الدولة الوطنية رسخت في لاشعورها الجمعي أن العدل مرهون بالدولة -الإسلامية- والظلم قرين الدولة الوطنية . وحين تؤسِّس الدولة الوطنية للتجربة السياسية الديمقراطية ، ولو في عناصرها الجنينية ، ستخلف مناخا اجتماعيا منفتحا وذهنية قابلة للتفكك وإعادة التشكل من جديد وفق عناصر مستوحاة من الممارسة اليومية ، وسيصير المواطن العادي أكثر تشبثا بقيم الممارسة الديمقراطية مثلما هو متشبث بفاعلية التقنية وجدواها في حياته اليومية . فلن يستطيع المواطن الذي يحن إلى دولة العدل التي يراها متجسدة في دولة الإسلام ، ودولة الخلافة ، أن يتخلى عن التقنية مهما حاولت التيارات المتطرفة إقناعه بأنها رجس من عمل الغرب -الكافر- . بل أمام إصرار المواطن على استعمال التنقنية والاستفادة من مكاسبها التطبيقية ، مما خلق لديه مناعة قوية ضد فتاوى البدونة التي ترجعه للحياة البدائية الأولى ، وأمام هذه المنعة والمناعة وقوة الواقع ، اضطر دعاة التطرف إلى صياغة فتاوى تستوعب هذا الارتباط بالتقنية والانتشار الواسع لها بين المسلمين والإقبال الكبير على امتلاكها . ومن تلك الفتاوى ما يجعل الغرب -الكافر- مُسخَّرا لخمدة المسلم عبر إنتاجاته التقنية . هذا العناد على استعمال التقنية مرده إلى الاستفادة المباشرة من مكاسبها . وإذا استطاعت الأحزاب التي تصل السلطة أن تجعل الممارسة الديمقراطية ذات مكاسب يلمسها المواطن العادي في الإدارة والحياة العامة وتحرره من الخوف الذي يطارده حتى داخل بيته وبين أحضان اسرته ، وحين تتحول الدولة إلى كيان يضمن الحرية والكرامة للمواطنين ويحميهم من الخوف والفقر ، حينها ستصير الديمقراطية مكونا من مكونات الذهنية العربية/الإسلامية . وفي هذه الحالة سيضطر الفقهاء إلى التخلي عن التفسيرات المتطرفة للدين التي تجعله يصادم الحضارة ومكتسباتها .

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تداعيات الربيع العربي - المرأة، الإسلام السياسي والسلطة، والتطرف والإرهاب -. / سعيد الكحل




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - #شكرا_مصر … دعمٌ لا ينضب لقضيةٍ لا تموت / سامي ابراهيم فودة
- ضرورة خط باص حكومي -المصلحة- الى باب المعظم / اسعد عبدالله عبدعلي
- صيف الذكريات والابداع والحياة / فوزية بن حورية
- بداية حلم قانوني في قلب روسيا / فؤاد أحمد عايش
- حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية / ناضل حسنين
- أحمد التوفيق يعفي محمد بن علي من مهامه على رأس المجلس العلمي ... / أحمد رباص


المزيد..... - لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- الأونروا: استبدال النظام الأممي بمؤسسة غزة الإنسانية فاقم ال ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أطباء نساء: القصة المتداولة عن الحمل على وسيلتى منع مستحيلة ...
- دراسة علاج مناعى إشعاعى جديد يقضى على الخلايا الجذعية لسرطان ...
- راتب لويس دياز مع بايرن ميونخ 4 أضعاف ما تقاضاه مع ليفربول


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تداعيات الربيع العربي - المرأة، الإسلام السياسي والسلطة، والتطرف والإرهاب -. / سعيد الكحل - أرشيف التعليقات - رد الى: احلام يوسف - سعيد الكحل