أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مصطفى راشد - عالم أزهرى، كاتب ومفكر و أستاذ الشريعة الإسلامية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول : خطورة الجماعات المتأسلمة على مستقبل الشعوب العربية / مصطفى راشد - أرشيف التعليقات - تدجين الثقافة اسلاميا في رعب المكان - د.غالب المسعودي










تدجين الثقافة اسلاميا في رعب المكان - د.غالب المسعودي

- تدجين الثقافة اسلاميا في رعب المكان
العدد: 461415
د.غالب المسعودي 2013 / 3 / 31 - 18:32
التحكم: الكاتب-ة

تدجين الثقافة اسلاميا في رعب المكان
د. غالب المسعودي
من أروع ما يميز الثقافة الحقيقية ,انها لا تدجن, وهي نبع الحضارة والعمران,إبتكارية,حساسة, أثيرية تعبر حدود الزمن, منغلقة فنيا وهي في تمام الانفتاح, مشاكسة, عنيدة, لا تتعرى لكنها تعري هيكلية الاستبداد المعقلن يوتوبيا بانزياحات الخرافة, لا تطاردها الشبهات, وهي ممنهجة انسانيا, رغم الاساطير التي تأكل لحم بطنها, ترفض الاستسلام, وهي الشاهد على شذوذ المدلولات التقليدية للتردي ومنطق الخفاء والتشتت, المنطق الذي تنمو أردافه ويستوي قفاه,وتحت شعره الداكن تلمع حوافره كالدواب, ليشيد نموذجا في التجربة الثقافية يعبر عن عظمة المنطق المؤسطر بتراجيديات الفكر البري, ناسيا ان الانتماء الثقافي والحضاري جوهره الواقع ,لذا تبدو بنيته المتوحشة, كمنحة تحدد سلفا أولويات سلطة الابتزاز وتتقدم عليها, واللامع في العقل هو غير اللامع في الجلد , فاللامع في العقل ينهمر كشلال من الموسيقى او نسيم بارد في ليلة حراء.
الثقافة الرائعة لا تتحمل الاستفزاز, وهي عملية امتلاك لناصية الابداع بشكل مستمر, وهي علامة ومنار والضال يبحث عن خلاصه في النكوص.
ان تأسيس ميتافيزيقيا انطلاقا من الذات لأمر مستحيل كونها لا تمتلك سر التطابق بين العالم اللامرئي والعالم المحسوس, ولن تستطيع ممارسة فعل الابداع,والشعور بالعالم شعور حاضر يصبح ادراكيا عندما يتأصل بالوعي, رغم الغرائبيات التي نعيشها يوميا .و أن الفكر الاصيل غني ولا يحاول الاختفاء ولا يوجهنا نحو التيه بل يجبرنا على الاقامة وتعزيز الوعي, وفي التعزيز حضور حتى وان كانت الكتابة تمارس بطريقة سرية, إلا انها تمتلك فعالية داخلية وتحفر داخل سرها المقدس, تتحصن بالحدس و الذي يخرجها من مكمنها وظيفتها الاجتماعية ,اما المعنى فهو كامن في بنية محركاتها ,والتي هي سلسلة كشوفات ,قلقة معبئة بالدلالات, قابلة للانفجار, وهي وجود بالقوة يتوج بحضور مادي عبر فتح قنوات الكلام حتى تصل حدود التحريض والتعريض بالواقع المعاش, وبذا تكون المراهنة على النسيان اشبه بلبس طاقية الاخفاء, ان المواجهة هي انشاء يبوح بما لديه وليس ادعاء ساذج في متن الواقع ,والذي يدعي امتلاك الحقيقة ينفي ذاته وذات الاخر ويلغي الروابط التي تقف عليها العلائق الاجتماعية.
ان تسطيح المنجز الفكري, في ظل اشارات الرعب يبدو اكثر التباسا, داخل جزء من الزمن مفرغ من المعنى وبالتالي ينتج كلاما ليس له قواعد في حفريات المعرفة, لكنه يمارس آلياته بخفاء بعيدا عن المراقبة, وبالتالي ينمي خطاب الهيمنة والاستبداد على مستوى المفهوم ,وتجلي الوظيفة العارية, وان كان يمثل مفهوما اوليا غير مكتمل النضج, وهكذا يتولد الصحيح عند العامة, على الرغم من عدم تميزه بالعمق والامتداد, وضمن ما يشغله من حيز في رعب المكان, وبالتالي يقود الى تغيرات منهجية في بنية الواقع وينطلق به في مسار معوج. إن التاريخ يتكلم ولا يسمع وهو كالممثل في مسرح الحياة, لا يعيد كتابة نفسه ولا ينصت الى توجيهات المخرج ,وهذه نهاية ملفتة للنظر ومفجعة حينما لا يتحرك الموضوع اتجاه شكله, ولا يستطيع ان ينبهنا الى المكتوم ,وهذا شلل حضاري وحيادية ساخرة تطوطم المدنس وتجعله سلطة مرجعية في النائبات الكبرى.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
مصطفى راشد - عالم أزهرى، كاتب ومفكر و أستاذ الشريعة الإسلامية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول : خطورة الجماعات المتأسلمة على مستقبل الشعوب العربية / مصطفى راشد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أسطورة وخرافة الخلق: وخرافة الأديان الإبراهيمية / نضال نعيسة
- تفرقهم السياسة نظريا ويوحدهم الفساد عمليا / ابراهيم ابراش
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ... / عبدالرحيم قروي
- أجمل أغنية حب فى تاريخ البشرية / مجدى سامى زكى
- الاحتلال يوّلد المقاومة في كل زمان ومكان / كامل عباس
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ... / ازهر عبدالله طوالبه


المزيد..... - رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- هاتثبت وزنك.. نصائح سهلة التطبيق تحميك من السمنة
- هالاند يواجه عقوبة السجن في سويسرا ليوم واحد.. لهذا البسبب! ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مصطفى راشد - عالم أزهرى، كاتب ومفكر و أستاذ الشريعة الإسلامية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول : خطورة الجماعات المتأسلمة على مستقبل الشعوب العربية / مصطفى راشد - أرشيف التعليقات - تدجين الثقافة اسلاميا في رعب المكان - د.غالب المسعودي