تحية للاْخ والاْستاذ مصطفى راشد قهمت من ملاحظاتكم باْن الشعوب العربية قد اْنتفضت من اْجل الخلاص من الدكتاتوريات الحاكمة واْحداث التغير,الا ان الذي حدث هو اْن جماعات تدعي الاْسلام قد اْستولت على السلطة واْصبحت اْكثر دكتاتورية من ذي قبل., السؤال المهم في هذه التغيرات والذي نسيه الجميع بسيط جدا ولكن الاْجابة عنه يفصح ويكشف ما فات منا ولم ننتبه له,وهو هل كانت المجتمعات العربية مستعدة لتقبل التغير وبالتالي تبني فكرة تقبل الاْخر والاْفكار الديمقراطية والاْنسانية واْحترام حقوق الاْنسان؟اْقول بجهارة وصراحة تامة اْن فكرة اْحداث التغير في نمط التفكير لدى الاْنسان العربي لم تكن موجودة لا قبل الاْنتفاضة ولا بعدها وقد يلومني البعض علىراْيى هذا وساْشرح عكس ما تفضلتم به في حواركم. اْولا الجماعات التي اْستولت على السلطة لم تكن جماعات خارجة عن مجتمعاتها ولم تكنن باْمكانها الاْستيلاء على السلطة ما لم تكن الاْرضية الفكرية والاْيدولوجية والفلسفية لهذه المجتمعات ملائمة لاْستقبال ما كانوا يطمحون فيه وهو الاْستيلاء على السلطة,من الذي صوت لصالح الاْخوان في مصر؟اْنهم الاْكثرية والغالبية من هذه المجتمعات من الذين وضعوا اْصواتهم وثمرة نضالهم بين اْيدي الاْخوان,من غير الممكن اْن تتمكن جماعة مسلحة ما وحتى واْن كانت الاْكثرية في هذه المجتمعات التبواْ الى السلطة اذا ما كانت هذه المجتمعات وفي اْكثريتها مجتمعات تؤمن من العمق بالتغير وبالاْفكار الجديدة والاْنفتاحية في العالم,لم تكن باْستطاعة هذه الاْحزاب الدينية السياسية الاْستيلاء على السلطة,اْذا ما كانت الشعوب العربية التي اْنتفضت كانت تثبت اْقدامها في اْرضية صلبة من المبادىْ الليبرالية والديمقراطية,فلا زالت هذه المجتمعات تؤمن بالخرافات وتؤمن بالدين وتتقبله كفكرة لا بديل عنها مطلقا ,فلا زالت تؤمن بفكرة سحق المختلف عنها,ولا زالت لا تقبل بحقوق المراْة والاْطفال وبحقوق الاْنسان بشكل عام.فلا زالت هذه المجتمعات تؤمن باْن تخلفها وفقرها وجهلها سببها الصهاينة والاْمريكان الكفرة والصليبيين ولم تفكر اْبدا في حقيقة بسيطة وهي ربما تكمن الاْسباب فينا نحن وليس في الاْخرين,ففي مجتمعات كهذه المجتمعات من الطبيعي اْن تختفي النخب السياسية والفكرية بعد اْن تكون محاصرة من الاْغلبية الساحقة التي لا تقبل الاْخر مختلفا,عنه ,فالعنف والقتل والاْرهاب والسرقة والكذب والتراجع والنكران ونفي الاخرين من اْجل المكاسب الوهمية الملطخة بدماء المواطنين من الطبيعي اْن تكون السمة البارزة بين السلطة والشعب,اْنظر اْخي العزيز كيف يذبح الشعب السوري كل يوم,الاْخ يقتل اْخوه الجيران يذبح جيرانه ,من اْين اْتت كل هذا العنفوان والحماس الاْعمى للقتل والفتك والاْبادة الدموية ؟,اْقولها ثانية اْن لهذه المجتمعات اْرضية مناسبة وملائمة لاْنتاج التخلف والجهل والتعنيف,فهي مجتمعات تتطور مع تخلفه تاْكل وتنام بلباس العنف والقتل والتضليل ,تقراْ بعقلية مسبقة في الحكم والفهم,تستوعب وتستقبل الفكر برؤية ثابتة للعالم وتبين جميع الحقائق الفكرية والسياسية والاْجتماعية اْن هذه المجتمعات وبالرغم من اْندفاعه الكبير نحو الحرية في القرار فلا زالت لا تفهم كيفية اْستنطاق القرار,لا تستوعب الاْرضية التي تقف عليها,اْنه الضعف والخلل الكبيرين لها,ولهذه الاْسباب تمكنت جماعات من الاْسلام السياسي اْستغلال ثمرة هذا الاْندفاع للشعوب العربية ,وفي وضع اْنساني من هذا النوع فمن الطبيعي اْن تفقد هذه المجتمعات الاْسباب الحقيقية لاْنتفاضتها وكسلها وتخلفها في حماية وصيانة مبادئها لاْنها لم تكن ومن دواخلها مستعدة لهذه التغيرات فتسمية كيفية حراكها ب(العفوية) خير دليل على ما اْقول؟هل من الممكن اْن تقوم مجتمع ما بالاْنتفاضة واْحداث التغير ما لم تكن تفهم ما هو التغير وما يستوجب فعله بعد التغير؟ من هم المتاْسلمون؟اْنهم ليسوا المتاْسلمون ممن صعدوا الى السلطة,اْنهم الاْحزاب الدينية التي اْسست احزاب دينية سياسية تؤمن بالتغير حسب رؤيتهم الدينية للاْنسان والسياسة والمجتمع,وخلفها الاْغلبية الساحقة من مجتمعاتها الضائعة بين الفكر الاْنفتاحي والفكر الديني وهذا الطرح لا يعني باْن المجتمعات العربية خالية من الفكر التنويري,فقد ساهمت النخبة الاْجتماعية والسياسية والفكرية في هذه المجتمعات التعجيل في اْحداث التغير ,ومن الجيل الجيد ممن كانوا يؤمنون بالاْنفتاح والتغير الجذري,الا اْنهم لم يتمكنوا من عولمة رؤيتهم للاْنسان في مجتمعاتهم لاْنها كانت محاصرة دائما ولا زالت محاصرة حتى الاْن في توفير اْرضية صلبة للتغير والاْنفتاحوقد قلت في بداية هذه الاْنتفاضات وفي هذا الموقع باْن هذه الاْنتفاضات هي بداية لتغير اْكبر واْنتفاضات شاملة فكنت صادقا مع ما قلته,اسعدني اْفكاركم النبيلة من اْجل الاْنسان والتغير
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
مصطفى راشد - عالم أزهرى، كاتب ومفكر و أستاذ الشريعة الإسلامية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول : خطورة الجماعات المتأسلمة على مستقبل الشعوب العربية / مصطفى راشد
|