أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: فؤاد النمري - حسان خالد شاتيلا










رد الى: فؤاد النمري - حسان خالد شاتيلا

- رد الى: فؤاد النمري
العدد: 458841
حسان خالد شاتيلا 2013 / 3 / 20 - 04:31
التحكم: الكاتب-ة

السيد فؤاد النمري المحَّترم،
إن ما يُفهم من التعليق المنشور على هامش زاوية -حوار التمدن- حول موضوع -دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري…-، والذي يَحمل توقيعك، مفاده أن البورجوازية -أَوْلَى- من العمال والفلاحين بأن تُصَنَّف في أرشيف -الطبقات الشعبية-، طالما تُشكِّل -أكبر طبقة شعبية-، وأن اليسار هو -ممثِّلها- الحقيقي. زد على ذلك، أن نظام حكم العصابة – على حد ما تكتبه - لا ينتمي إلى نظام اجتماعي معيَّن، وهو معادٍ لكل الطبقات والأنظمة. أنتَ، بالإضافة إلى ذلك، تَحبس الحالة السورية في درج -الانتفاضة الشعبية-، وتؤكِّد، عن يقين، أنها -ليست ثورة تخص طبقة بعينها تَستهدف تغيير النظام الاجتماعي-، مادامَتْ ضد -حكم العصابة-، هذا الحكم الذي لا ينتمي إلى نظام وطبقة. شكراً جزيلا على ما تَعرضُه من رأي يتيح لليسار الثوري - وكاتب هذه الأسطر واحدٌ منه - هذه المناسبة العارضة للرد على السفسطائية، وتوضيح حالة -الطبقات الشعبية- المزمنة.
المدن، حيث الأحياء الشعبية المكتظة بأصحاب الدخل المحدود. الضواحي، حيث يلجأ العاطلون عن العمل، والمهاجرين، والمهمَّشين، والبروليتاريا الرثة. القرى والبلدات التي تكاد تخلو من صغار الفلاحين|، بعدما هاجروا منها إلى المدينة بحثا عن عمل يعينهم على زراعة ملكيتهم الصغيرة. هذه هي الخارطة السياسية الاجتماعية لثورة الخامس عشر من آذار. هؤلاء هم الطبقات الشعبية، الجماهير الكادحة، الشعب العامل، والشعب باختصار.
يتفق الشيوعيون، كما هو معروف، حول تقسيم المجتمع الحديث إلى ثلاث طبقات، الرأسمالية، البورجوازية والبروليتاريا. كما وإن كل المجتمعات، منذ انتقال المجتمع من التبادل إلى البيع والشراء، تنقسم عبر التاريخ، بالرغم من خصوصياتها، إلى مُضْطَهَدين ومُضْطَهِدِين، مُسْتَغِلِّين ومُسْتَغَلِّين. بيد أن هذا التقسيم أبعد ما يكون عن قوالب جاهزة تُصّبُّ فيها كل المجتمعات على ما بينها من تباين، وذلك من جراء خصوصية كل مجتمع من المجتمعات على حدة. خصوصية أو خصوصيات تعود كلٌ منها إلى مدى ما وصل إليه تطور العلاقات الرأسمالية المتباينة في ما بينها من مجتمع إلى آخر، من حيث سعة انتشارها، ووتيرتها وسرعتها. حتى أن ذاك التقسيم الثلاثي (المشار إليه أعلاه) لا يفلت من الظروف الضرورية للخصوصية. هذا فردريك أنجلز، على سبيل المثال، يشير في عمله -أنتي دوهرينغ-، إلى الأرستقراطية الإقطاعية التي تحل في التقسيم الطبقي، بموجب الخصوصية، محل الرأسمالية. هذه الطبقة التي تهيمن على المجتمع المتأخر رأسماليا، لا تختلف، أيضا، كثيرا عن الطبقة الرأسمالية التي تسيطر على مجتمع نمط الإنتاج الرأسمالي. ففي هاتين الحالتين، يشكِّل الملَّاكون العقاريين إحدى مكوِّنات نمط الإنتاج الرأسمالي، وإن كانوا، بالمقابل، يأتون من نمط إنتاجي سابق للرأسمالية.
لكن انتشار العلاقات الرأسمالية في الزراعة، أدِّى إلى نشوء صراع سياسي اجتماعي ما بين طبقة الرأسمالية الزراعية وطبقة البروليتاريا. هذه المعركة بين الطبقتين أدى، بدوره، إلى تطور سياسي واجتماعي عميق وجديد لحالة قديمة تُعْرَف بتسمية -الشعب-. ذلك أن ظهور العلاقات المالية في الريف، والتي أَحلَّت محل الفلاح المُسخَّر للإقطاعي، فلاحاً يعمل مع الرأسمالي الزراعي بالمحاصصة، أو ينال قيمة عمله مالا. في هذا السياق من تطور العلاقات الإنتاجية، فإن لينين ما بعد الثورة البلشفية، ثم ماوتسي تونغ، يواكبان في أعمالهما حالة جديدة من الصراع الطبقي، يختلف عما كان عليه في القرن التاسع عشر. تختلف هذه الحالة من الصراع السياسي الاجتماعي باختلاف نمط الإنتاج. ففي المجتمعات التي يتأخَّر فيها نمط الإنتاج الرأسمالي، تتعايش أنماط من الإنتاج، كلما يدخل مجتمع ما إلى حيِّز الحداثة من جراء انتشار العلاقات الرأسمالية، وإن كانت هذه الأنماط من الإنتاج غير متساوية من حيث تطورها الرأسمالي. من هنا، تتطور حالة -الشعب-، فتأخذ مضمونا اجتماعيا وسياسيا وهي تصير، في هذا المنحى من التطور، إلى تحالف الطبقات المُسْتَغَلَّة، أو الشعب من حيث هو وحدة الطبقات الشعبية. تعريف الطبقات، بدوره، عَرِف مع هذه الصيرورة التاريخية، تعريفا جديدا.
إلى ذلك، فإن تقسيم الطبقات والصراع الطبقي، لدى الشيوعيين (الماركسيون، حسب ما هو محبَّذ لدى المثقفين في العالم) يندرج في معركة سياسية اجتماعية ذات ميدانين اثنين. أولهما، ميدانٌ تُسيطر فيه طبقة واحدة بعينها على الطبقتين البورجوازية والعمالية، حيث يَخْضَع الّمُستَغِلِّين والمُستَغَلِّين لما تمليه عليهم شروط سيطرتها وظروفها الموضوعية. ثانيهما ميدان الدخل، حيث يجوز أن يكون مصدر الدخل واحدا في كل أنواع العمل، منها العمل لساعات فائضة عن الحاجة بغرض كسب المال، كما هو الحال في المجتمع التجاري، حيث يُنْجَزُ هذا العمل باعتباره فائض القيمة.
-الجماهير-، أيضا، وليس الجمهور، تعادل أكثرية الشعب. ثم تَظهَر -الجماهير الكادحة- و-الجماهير الشعبية-، وهي تدخل ساحة الصراع للقضاء على قبضة من المستفيدين المُستَغِلِّين. الجماهير، من حيث هي حالة اجتماعية وتاريخية، حالة سياسية، وإن كانت توازي في ميدان الصراع الطبقي حالة الشعب، غير أنها تختلف عنها. فالجماهير حالةٌ كمية في المعركة السياسية، حيث يَظهَر الشعب من حيث هو الحالة النوعية.
في سياق من الثورات العمالية والفلاحية والشعبية، والوطنية التحررية، تكونت حالة الجماهير، منفصلة عن التجار، صغارهم وكبارهم، ناهيكم والرأسمالية الزراعية والصناعية، فضلا عن الدولة والسلطات. الممارسات الثورية للجماهير، مَنَحَت هذه الحالة الجماهيرية تكوينا سياسيا جديدا، مع لينين والثورة البلشفية، مع ماوتسي تونغ وثورات الفلاحين، وبالأمس القريب مع فرانس فانون وثورات التحرر الوطني. الأممية الثالثة بقيادة لينين، هي التي جَمَعَت، في نظام وتنظيم ثوري واحد، ما بين العمال والمستَغَلِّين من النظام الرأسمالي، ومنهم بوجه خاص، كثرةٌ من المُستَغَلّين المفتقدين لدرجة دنيا من التنظيم والثقافة. إلا أنهم، وبالرغم من أنهم يقاسون من القمع والاضطهاد. ما لا يعرفه غيرهم ، فإنهم - حسب ما جاء في -أطروحات حول المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية- – غير معنيين بالتنظيم.
بالرغم من كل ذلك، فإن لينين، وقد دّخَلت الجماهير -البروليتارية- ما بعد فشل ثورة العام 1905، في حالة من النوم، تَراه يدعو جماهير -ألفلاحين والعمال- إلى تثقيف نفسها من جديد من أجل تشييد الشيوعية. كما يلاحظ لينين أن الجماهير بالرغم من أنها بدائية وعفوية -قد بدأت تصنع التاريخ-. لينين كان يريد للثورة البلشفية أن تضع كل سلطات الدولة بين أيدي -جماهير الكادحين-. -الجماهير الشعبية- – على حد قول ماوتسي تونغ –-حائزة على قوة خلاقة بصورة لا نهاية لها-.
إلى ذلك، فإن -الجماهير-، من حيث هي حالة تاريخية سياسية، لا تزال موضعا للحوار البناء في صفوف الحركات الثورية. ذلك أن الحد الفاصل ما بين الجماهير كطبقة، والجماهير كشرائح اجتماعية، الحد ما بين انتمائها أم لا إلى طبقة العمال والفلاحين، لا سيما وأن كل طبقة تنقسم بدورها إلى شرائح وهيئات وكتل، ما يزال موضعا للنقاش والعمل.
إذا كانت المعركة السياسية بين الطبقات، والثورة ضد السلطات، هي التي تكشف عن المواقع السياسية للطبقات، وحدودها الاجتماعية، فإن علوم الاقتصاد والاجتماع والقانون وغير ذلك من علوم إنسانية تمر مرور الكرام أمام الجماهير الشعبية دون أن تراها. الجماهير حالة تاريخية سياسية اجتماعية، إذا هي دَخَلَت إلى الأكاديميات والجامعات بما في ذلك الماركسية منها، فإن الأساتذة سيرمونها خارج حرمهم المقدس، بعدما يشبعونها تشويها. الجماهير الكادحة، الطبقات الشعبية ، وإن كانت عفوية وتفتقر إلى التنظيم، إلا أنها تنفر من السفسطة والمجادلات والرغو بلا طائل في أروقة ودهاليز السياسة الكلاسيكية والماركسيين المدرسيين. إنها طبقة، بمقدار وعيها للصراع السياسي كميدان للحرب الطبقية. طبقةٌ شعبيةٌ كادحةٌ، من العمال والفلاحين وأصحاب الدخل المحدود، والمحرومين من أي ملكية، المُسْتَغلِّين المضطَهَدين، من مهمَّشين، وبروليتاريا رثة تعيش مما ترميه لها البورجوازية (لومبين بروليتاريا)، إذا ما هي حازت على الوعي والممارسة المنظَّمة، فإنها تشكل حالة الطبقة الكادحة. الممارسة السياسية هي معيار هذه الحالة التاريخية.



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - رباعيات (9/10)‏ / إبراهيم رمزي
- حديث البيدق- طوفان الاقصى حتى لا ننسى (34) / نورالدين علاك الاسفي
- يوسف زيدان وفراس السواح..ألعاب الكبير والأكبر والأهم وأسماء ... / جاكلين سلام
- خمريات الشاعرة الكبيرة وئام ملا سلمان: بلوغ الأرقى (3-10) / حسين علوان حسين
- أنا الذّكْرى / محمد السوادي
- قمر وحيد ... / محمد نور الدين بن خديجة


المزيد..... - مكونات ضارة في الفيتامينات اليومية!
- اكتشاف سمة في الخلايا المناعية قد تقود إلى -علاجات شخصية- لس ...
- ميزة -غير عادية-.. كويكب ضرب برلين يناير الماضي يستمر في مفا ...
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: فؤاد النمري - حسان خالد شاتيلا