أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: اصيل خالد العزي - حسان خالد شاتيلا










رد الى: اصيل خالد العزي - حسان خالد شاتيلا

- رد الى: اصيل خالد العزي
العدد: 458217
حسان خالد شاتيلا 2013 / 3 / 18 - 02:18
التحكم: الكاتب-ة

السيد أصيل خالد العزي المحترم،
نعم، إن مؤامرة عظمى ذات ثلاثة رؤوس، نجحت في مد أطراف الأخطبوط حول عنق ثورة الخامس عشر من آذار في سورية، لخنقها، وذلك في محاولة منها لسحق الشعب، وفي مقدمته الجوَّع المفقرين، المرضى والمشردين، وللحؤول دون تحكُم شعب الكادحين، بسلطة القرار السياسي، وثروات البلاد الطبيعية والبشرية. الرأس الأول يحدِّق بالثورة من قصور المشايخ والأمراء والملوك، ومن عواصم بلدان الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وإيران، متحفزا لسرقتها، إن هو فشل في إجهاضها أو تشويها. الرأس الثاني يقفز نحوها من عاصمة الدولة العثمانية ومقر الجامعة العربية، ليقتلع الثورة من جذورها الضاربة في التكوين الاقتصادي الاجتماعي، كي يَعهد بها، من ثم، إلى السياسة الدولية التي أصبحت، ما بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وفي عهد العولمة النيوليبرالية التي تسيطر على أسواق العالم، الزراع الدبلوماسي المسلَّح بالحلف الأطلسي للإمبريالية. الرأس الثالث، جيشٌ، هو خليط مزيج من التكوينات السياسية والأيديولوجية التي تفتقد للاستراتيجية السياسية، ما جعلها تضلُّ طريقها بين شرايين وأوردة قلب الثورة، تاركة الدمار، من أمامها وورائها، في أزقة وحارات الأحياء الشعبية، والضواحي البائسة للمدن، والبلدات والقرى المنكوبة، المهجورة، من جراء تشجيع السلطة المهيمنة للمزارعين الأغنياء ، ما أرغم صغار الفلاحين على الهجرة للبحث عن عمل في المدن السورية المكتظة بالعاطلين عن العمل والمهمَّشين.
هذا جيش ضرير أعمى. كان حريا به أن يتلمس طريق النضال الثوري المسلح (حرب العصابات)، بدل أن يلجأ ما بين الأهالي الموالين للثورة الشعبية، ليصبح على وجه السرعة، هو والشعب، هدفا سهل المنال في متناول جيش السلطة. هذا الرأس المعوَّج، ثالث الرؤوس في المؤامرة، يمارس على أرض الساحة السياسية للثورة، وبالمعذرة من المقاتلين في صفوفه من الوطنيين الشرفاء، خطة يراد منها توفير كل الشروط اللازمة، بحيث يصل الرأسين الأول والثاني إلى أهدافهم المشتركة، ألا وهي النيل من الثورة، والاستفادة منها بعدما يكونوا سلبوها من الطبقات الشعبية التي سقتها بأرواحها ودمائها. إن هذا الجيش -الحر- يَخطف كل يوم السياسة والاستراتيجية الثورية من الثورة الشعبية، ويُفرِّغها من التنسيقيات، والكتل اليسارية الناشئة، فضلا عن طميِّه تحت أكوام الدمار مصدر الثورة، وصلته بالتكوين الاقتصادي الاجتماعي، والأحوال االمعيشية المتردية للطبقات الشعبية التي تشكَّل أكثرية الشعب في سورية. الجيش -الحر-، لم يقف، فقط،، عقبة كأداء أمام التطور السياسي الاجتماعي للثورة، لكنه يقف أيضا حجر عثرة أمام نشوء النضال الثوري الشعبي المسلح، ليحتل، على هذا النحو، بمفرده ساحة الثورة التي تتحوَّل تحت وقع أقدامه، من ساحة لمعركة سياسية اجتماعية مناهضة للرأسمالية البيروقراطية والصهيونية والإمبريالية، إلى ميدان عسكري، يتربع فوقه، منذ الآن، هذا الجيش غير النظامي، كمرّشح قوي، بعدما ألقى القبض على السياسة، للمشاركة في السلطة -الانتقالية- جنبا إلى جنب مع الرأسين الأول والثاني.
إذا كانت الرؤوس الثلاثة تتآمر على الطبقات الشعبية لإسقاط ثورتها، وكانت العولمة النيوليبرالية ضالعةً في هذه المؤامرة التي تهدف إلى تذويب سورية في النظام الرأسمالي العالمي، وضمَّها باستسلام إلى -السوق الحرة لبلدان حوض المتوسط- المزمع تشييده في العام 2020، ضالعةٌ في هذه المؤامرة، فإن العولمة النيوليبرالية، لا تنتظر النتائج المترقبة ما بعد نجاحها في سرقة الثورة، كي تجتاح سورية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، لا تنتظر ذلك، لأن السلطة المهيمنة كانت فَتَحَت أمام العولمة الأبواب مشرَّعة، عندما أصغت لتوصيات البنك الدولي، والمنظمة العالمية للتجارة، والاتحاد الأوربي، أو عندما عَرَضَت سورية للبيع في سوق الخصخصة، وفي الصناديق الحديدية للبنوك الأجنبية، وفي البورصة.
لذا، فإن الثورة، إذ هي نشأت، بعدما كانت الليبرالية تقدَّمت في تدمير المجتمع والاقتصاد السوري، وأدَّت، علاوة على ذلك، إلى تدهور الأحوال المعيشية والسياسية للطبقات الشعبية بصورة وحشية لا رحمة فيها لمخلوق، فإن ثورة الخامس عشر من آذار، ككل ثورة شعبية، ما كان لها أن تنفجر، لو لم تكن الدولة السورية تفكَّكت منذ سنين، بعدما نجحت أجهزة الجيش واستخباراته بترسيخ سلطة الأجهزة، وتنصيب الرأسمالية البيروقراطية حاكما طاغيا على رؤوس المُسْتَغَلِّين. أضف إلى ذلك، أن الإيديولوجيا الراسخة التي تَستمدُّ صلابتها من سيادة سلطة العدل والقانون بالمفهوم البورجوازي، تَنتَصب، بدورها، عقبةً كأداء أمام كل ثورة شعبية. غير أن سقوط الدولة السورية على أيدي عبادة -القائد- الفرد، وبسبب الفساد الذي لَحق بالسلطات الثلاث، ومن جراء نظام الرأسمالية البيروقراطية، لم يترك حيزا سياسيا واجتماعيا أمام إيديولوجية البعث العربي الاشتراكي كي تمارس أقصى أنواع القمع، أي القمع الثقافي، بعدما أُزيحَت جانبا أمام ارتفاع سطوة أيديولوجية عنف الدولة وقمعها للمجتمع، فسقطت، هي أيضا، مع انهيار الدولة السورية.
إن عودة سريعة إلى ما قبل اندلاع الثورة، ترجع بنا إلى الضغوط التي كانت تمارسها العولمة النيوليبرالية أو الإمبريالية الجديدة، على الأجهزة السورية لحملها على مزيد من الإصلاحات الليبرالية في المجالين الاقتصادي والسياسي. حينذاك، كانت الرأسمالية البيروقراطية تنسج علاقاتها مع العولمة، والاتحاد الأوروبي، واتحاد بلدان المتوسط، وتركيا الحلف الأطلسي. العولمة والسياسة الدولية، حينذاك، قادت الحالة السورية إلى منعطف خطير من التطور. منعطف نحو اليمين الليبرالي يشجَّع الرأسمالية البيروقراطية على التطور من أجل الانتقال بهدوء، وعبر الإصلاح السلمي التدريجي، إلى النظام السياسي والاقتصادي الليبرالي. منعطف آخر ممانع أو متردِّد أمام الإصلاحات الليبرالية المطلوبة عالميا و-وطنيا-، كان يدفع بسورية نحو الجادة المستقيمة، أي تكريس الرأسمالية البيروقراطية والعنف والقمع، والجمع ما بين استبداد الرأسمالية البيروقراطية من النمط الشرقي والانفتاح تحو السوق العالمية. أمام هذا المنعطف، اختارت -القيادة- المضي قدما على مسارها القديم. لكن المنعطف نحو الجادة المستقيمة، تبيَّن، بعد فترة وجيزة، أنه غير سالك، طالما كان يقود السلطة إلى زوالها، ويدفع بالمجتمع نحو الثورة. في الخامس عشر من آذار انقلبت، بحكم الضرورة التاريخية، الجادة المستقيمة إلى ثورة شعبية.
تبع ذلك، أن المؤامرة على الثورة الشعبية، نحَّت السلطة جانبا، لتركب الثورة أو ل-تؤيِّدها-، في محاولة منها لاستدراج سورية إلى النظام السائد للسياسة الدولية، وللغوص بها في محيطات العولمة العسكرية والاقتصادية، إلخ. هيئة التنسيق والائتلاف الوطني، وما بينهما المجلس الوطني، وإعلان دمشق، والتحالف إياه بزعامة النائب السابق للجنرال أسد، التقوا مع هذه المؤامرة. إنهم، إذ حوَّلوا الثورة السورية إلى قضية دولية وإقليمية، فإنهم امتطوا ناقلات الجنود الأجنبية، ليس حبا منهم بالحريات والديمقراطية، وإنما لخوفهم القديم الجديد، من الطبقات الشعبية. هؤلاء، للذكرى والتاريخ، هم الذين كانوا ينادون، منذ خطاب العرش (خطاب القسم)، بالإصلاح السلمي التدريجي من أجل الانتقال إلى الديمقراطية. هؤلاء هم الذين سطوا على الثورة بتدويلها وعسكرتها. هم الذين يبيعون الثورة الشعبية للعسكر والسحرة الدبلوماسيين، مقابل أن تبقى الثورة الشعبية، والنضال الثوري الشعبي، السياسي منه والمسلح، مدفونا، وهو على قيد الحياة ولن يموت، طي القمع والظلم والنظام السياسي للاستبداد الشرقي.
على هذا المسار المعقَّد من الأزمة الثورية في سورية، يشق اليسار الثوري الذي ينبثق اليوم من رحم الثورة، طريقه نحو أوسع ديمقراطية اجتماعية وسياسية، ويناضل من أجل ثورة مستمرة تواكب المراحل المقبلة من تاريخ سورية. فلنشهد أن الدمار الذي يخرِّب سورية بأيدي الرأسمالية البيروقراطية وأجهزتها العسكرية، والذي ينتشر ويمتد ويستمر بأمر من الثورة المضادة ذات الرؤوس الثلاثة، ما هو سوى البوادر الأولى التي تُعلِن عن دخول سورية في نظام العولمة النيوليبرالية.



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هواجس ثقافية وإنسانية 159 / آرام كربيت
- المثقف المهزوم في مملكة الهالكوك قراءة في رواية مملكة االهال ... / بهاء الدين الصالحي
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- أنا ومدينتي الأولى القدس3 / محمود شقير
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين / جوزيف ضاهر
- تُرْجُمَانٌ... / فاطمة شاوتي


المزيد..... - مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- هل كان يأكل اللحوم أم الخضار؟ دراسة جديدة تكشف ما كان يتناول ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- بصورة ضخمة للأقصى وأطفال غزة.. ناد تركي يظهر دعمه لفلسطين (ف ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: اصيل خالد العزي - حسان خالد شاتيلا