|
رد الى: نجيب اياو - حسان خالد شاتيلا
- رد الى: نجيب اياو
|
العدد: 457594
|
حسان خالد شاتيلا
|
2013 / 3 / 16 - 03:38 التحكم: الكاتب-ة
|
السيد نجيب اياو المحترم، سيدي الكريم، إن من دواعي أسفي الشديد أن أخالفك الرأي في ما يتعلق ب/-تشابه- برامج أو أطروحات اليسار. حتى أن معرفتك -المسبقة- بخطاباتهم نالت منك بالإحباط. الأمر الذي قادك إلى إهمال ما بقي مدفونا في الظلام من الموضوع قيد المناقشة عبر صفحات الحوار المتمدن. إن اليسار في سورية كما في المغرب، في أوروبا، مهد الشيوعية، وفي العالم كله، مشتَّت، بل إنه ممزق إلى حد العداوة ما بين أحزابه. يسارية ديمقراطية، أم ماركسية وشيوعية، ناهيك والتروتسكيين والماويين الذين يَعرفون بدورهم انقسامات حاَّدة وجادَّة في ما بينهم. لذا، فإن انقساماتهم الاستراتيجية والنظرية تُقعدهم عن تفجير الثورة، ومتابعة مجرياتها وأزماتها، ما دامت كفة الإمبريالية، والليبرالية، والرأسمالية المستبدة من النمط الشرقي، في موازين القوى السياسية للمجتمع، هي الراجحة أمام الخلل الذي يسيطر، بالمقابل، في كفة الثورة الشعبية، على أحزاب اليسار، ويَحُول دون انقلاب لموازين القوى، كما يقف عقبة كأداء أمام تشييد جبهة موحدة لليسار الثوري، في سورية والمغرب و... . السبب وراء هذا التفتت يعود، من جهة، إلى انقسام الحركة الاشتراكية، منذ نشأتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ما بين مؤيِّد للطريق الديمقراطي، التناوبي التداولي، وآخر متمسك بالطريق الثوري وديكتاتورية البروليتاريا. هذا، مع التذكير بأن ديكتاتورية البروليتاريا سَقَطَت من استراتيجية وبرامج الكثير من الأحزاب الشيوعية على اختلاف مراجعها، وإن فريدريك أنجلز وقع بدوره في فخ -الديمقراطية الألمانية-، و-التعويل على الانتخابات التشريعية- لترجيح كفة البروليتاريا في موازين القوى السياسية. هذا التشتُّت يرجع، من جهة ثانية، إلى أن الأحزاب الشيوعية، مهما ارتقت برامجها الاجتماعية إلى أعلى درجات النضال المطلبي، فإن افتقادها للاستراتيجية الثورية يُلزمها، لملء الفراغ النظري والسياسي، يملي عليها أن تنادي بالانتقال إلى الاشتراكية تحت سقف الدولة البورجوازية، وأيديولوجيتها التي ترسِّخ مفهوم الديمقراطية، والحقوق الفردية، والملكية الخاصة. حتى أن الميدان السياسي للنضال من أجل الاشتراكية، في عصر العولمة النيوليبرالية، وما بعد سقوط حائط برلين، يكاد أن يخلو، اليوم، من حزب شيوعي ثوري واحد ! أحزابنا اليسارية، اشتراكية وشيوعية، أمازيغية، عربية وكردية، لم تنج من هذه الانقسامات لتي تعمَّقت وتجذَّرت إلى حدِّ أن الأممية البروليتارية لم يعد يُعثر لها على أثر. فهي، لم تستعد الحياة، بالرغم من أن الشعوب العربية والكردية والأمازيغية، كانت وما تزال، في الأزمنة التاريخية لثوراتها الشعبية، تستجير بها للتضامن معها في ساحة المعركة السياسية والعسكرية للصراع الدولي والإقليمي. تَدَخُّل الحلف الإمبريالي في ليبيا، لم يَبعث الحياة في الأممية البروليتارية التي تَحتجب عن الظهور، وتُحجم عن الفعل، في زمن تاريخي، هي أحوج ما تلجأ إليه الشعوب الثائرة لاستنهاض بروليتاريا وشعوب العالم في المعركة ضد الإمبريالية والرجعية. يُحكى، في (قديم الزمان)، أن -المنتدى الاجتماعي العالمي- الذي يَحظُر على الأحزاب السياسية الانتماء إلى -حركة مناهضة العولمة-، ويمنعها من المشاركة في منتدياته التي تجمع كل مناهضي العولمة النيوليبرالية في العالم، هو الذي يحل في زمان الإمبريالية الجديد أو العولمة، محل الأممية البروليتارية. هذه الحركة تؤكِّد أنها النمط الجديد والمتطور للأممية البروليتارية، -سالفة الذكر-. هذا، إلا إذا علمنا أن تلك الحركة تَدْخُلُ، ما بعد مؤتمرها المنعقد في بومباي، في حالةٍ من الكسوف، بعدما راحت النقابات العمالية تنسحب منها، أمام سيطرة المثقَّفين والشباب من الطبقات الوسطى عليها. اليسار في سورية مهزوم لأنه لم يواكب ثورة الطبقات الشعبية. إلا أن هذه الثورة تمخَّضت عن هيئات يسارية، جديدة وثورية. وشَطَرَت المجتمع ما بين الثورة المضادة، من جهة، والطبقات الشعبية، والتنسيقيات، من جهة ثانية، والتي تخوض معركة سياسية متأزمة من أجل الانتقال إلى ثورة منظَّمَة واعية. إلا أن اليسار الثوري الناشئ منقسم، بالرغم من أن كتله تسعى إلى التأسيس لجبهة يسارية موحدَّة. موضعُ الخلل، هنا، ناشئ عن الاتفاق أو الاختلاف حول برنامج يساري ثوري. فمِن هؤلاء، فريق ما يزال ينادي ب-الوحدة الوطنية- والتحالف في جبهة واحدة تَجمع كل المعارضين للنظام المهيمن، بما في ذلك الإخوان المسلمين، من أجل إسقاط السلطة المسيطرة. بل وإن بعض -الديمقراطيين-، رجال المستقبل السوري، لا يتوانون عن الدعوة إلى التحالف مع الشيطان، ناهيكم و-القاعدة-، من أجل إسقاط النظام. فإذا كان مصدر الخلل ناشئ عن قطيعة مجتمعية ثورية، حادة وحاسمة، تَفْصل، على مدى أزمنة تاريخية طويلة المدى، ومن جهة، ما بين المؤيِّدين للحل الدولي والإقليمي والعسكري، ومنهم تيارات مسلمة أَخْضَعَت الدين للسياسة الدولية العسكرية، فظهرت أيديولوجية تُعْرَف ب/-الإسلام السياسي-، قطيعة تُكَوِّن، من جهة ثانية، ثورة شعبية تهدف إلى تغيير التكوين الاقتصادي الاجتماعي للمجتمع والدولة في سورية، فإن اليسار الثوري والعلمانية – كما يَكتُبُ نجيب أياو – هو الذي يمثِّل وحدةً وطنيةً قوامُها النضال من أجل أوسع الديمقراطيات السياسية والاجتماعية، وتحرير الجولان، والاعتراف بالحقوق القومية، وحق تقرير المصير للشعوب، وفي مقدمتهم العربي، الفلسطيني، الكردي والأمازيغي.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024: بين النزيف والنهوض
/ رانية مرجية
-
أخر أمراة في الشعر
/ غارسيا ناصح
-
انا ابن مخيم جباليا
/ سامي ابراهيم فودة
-
التغيرات الاجتماعية والثقافية في العراق بعد الاحتلال الأمريك
...
/ عبدالحكيم الجبوري
-
نظرة على مقالة (تاريخ بعشيقة وبحزاني )
/ خالد علوكة
-
لا ثورة بلا قطيعة، ولا يسار بلا عدو طبقي
/ عماد حسب الرسول الطيب
المزيد.....
-
كان وسط النيران.. شاهد إنقاذ مُسن مُقعَد من حريق غابات في إز
...
-
الهلال يسطع في صباح تاريخي بمونديال الأندية ويُقصي مانشستر س
...
-
بعد فوز الهلال على مانشستر سيتي.. هذا ما قاله تركي آل الشيخ
...
-
الشرطة البريطانية تبدأ تحقيقاً جنائياً في -الهتافات المعادية
...
-
تركيا تكافح حرائق الغابات في ظل موجة حر تجتاح أوروبا
-
5 أطعمة تقلل خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم
المزيد.....
|