أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: د. حسن بشير محمد نور - حسان خالد شاتيلا










رد الى: د. حسن بشير محمد نور - حسان خالد شاتيلا

- رد الى: د. حسن بشير محمد نور
العدد: 456610
حسان خالد شاتيلا 2013 / 3 / 12 - 00:33
التحكم: الكاتب-ة

الدكتور حسن بشير محمد نور،
سيدي الكريم،
ما هو ملتبس في الوضع السوري يترجم لتفتُّت السياسة، لتفتِّيت السياسة، أو للفُتات من البرامج السياسية ، هذا، إن هي توفرَّت. التباس العلاقة بين الفكر والعمل، النظرية والبرنامج السياسي، الأحلام والواقع، والتباس العلاقة بين الآمال السياسية العظيمة وأحلامها، ومدى صلتها بالواقع، وبما هو ممكن وضروري وحتمي.
لكن ما يلُّف الحالة السورية من التباس، سرعان ما يتبدَّد أمام تناقضات المجتمع السوري، وما يجتازه من حالات كُثُرٍ من النزاع والصراع، والتي تَصدر عن التكوين الاقتصادي الاجتماعي لسورية، من العلاقات الإقليمية والدولية، ومن النظام الرأسمالي العالمي والمحلي. بيد أن الصراعات والنزاعات الاجتماعية والإقليمية والدولية، شأنها شأن الصراع الطبقي، وإن كانت ذا تكوين اجتماعي، ثقافي، واقتصادي، غير أن تكوينها هذا، على تباينه وتنوعه، لا يتغير ويتطور ويتناقض إلا في الساحة السياسية. كل ما هو موجود في المجتمع لا يظهر إلا في الساحة السياسية، من حيث هي ميدان للصراع بين الدولة والمجتمع، من أجل الفوز بالسلطة ورأس المال المحمي، بوجه خاص، إيديولوجيا، أو بالقانون والتشريعات.
إذا كانت السياسة التي تقود ثورة الخامس عشر من آذار، ما هي سوى فتات ممزّق من سياسات لا تمت بصلة إلى التكوين الاقتصادي الاجتماعي، وتتنكَّر بدهاء بورجوازي مُتْقَن للاحتياجات الحياتية والمعيشية للطبقات الشعبية، وتقفز فوق الصراع الطبقي في المجتمع بشطارة بهلوانية، وتَحتَجِز في عُلبة معتمة برنامجها الاجتماعي والاقتصادي والدبلوماسي، وتروِّج لسياسة مؤداها أن تحرير سورية من نظام للاستبداد لا مثيل له في القرنين الأخيرين، سيأتي بأيدي العالم الحر، والأشقاء العرب، وجيش سورية الحر، فما ذلك الفتات سوى صورة طبق الأصل عن نماذج فكرية سائدة (باراديغما)، من تدبير الطبقة السياسية والمثقفين، كثورة الحرية والكرامة، الديمقراطية، المواطنة، حقوق الإنسان، الدولة المدنية. إن كانت سائدة ورائجة إلى حد نموذجي أو كمثل أعلى يُحتذى به.، منه تبدأ سياساتهم، وإليها تنتهي، فإنها، في واقع الحال، أو في نهاية كل مطاف، تَصب كلها في الثورة المضادة. إن سياساتهم الرائجة معادية للطبقات الشعبية التي تشكل أكثر الطبقات انتشارا في المجتمع السوري، وتابعة للإمبريالية، ومتحمسة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وإيران، ومهادنة للصهيونية، ومؤمنة أن السلام مع إسرائيل مقابل استرجاع الجولان المحتل يَدخل في حيِّز الممكن، وتسرق الثورة من مجتمع الطبقات الشعبية، لتمسخها إلى قضية دولية إقليمية وعسكرية.
إلى ذلك يتبدَّد اللبس والالتباس، لتظهر الحالة السورية ميدانا للصراع بين الثورة المضادة والثورة الشعبية التي تواجه عقبات أمام مسارها نحو الانتقال إلى ثورة واعية منظَّمَة. ثمة، هنا، صمَّام واحد يُخلُّ بوظائف القلب المقصِّر في تغذيته لرأس الجسم المجتمعي، ونصفه الأسفل. الثورة المضادة المحمولة على رؤوس هيئة التنسيق والمجلس الوطني والائتلاف الوطني، وتوابعهم كثر، ويلتقون كلهم مع السلطة في تدويل القضية السورية وعسكرتها (!)، هي مصدر الخلل. إنها ليست، فقط، خائفة من الثورة، وإنما هي تعمل بكل ما أُوتيت من دهاء مدني وعسكري، من أجل الحؤول دون أن تستمر الثورة خلال ما يسمّى ب-المرحلة الانتقالية-. فلكي يزول كل ليس يحيط بثورة الخامس عشر من أذار، وللحيلولة دون عودته، ثمة حلٌ واحد، ألا وهو انحياز اليسار للطبقات الشعبية والثورة المستمرة. فعلى ميدان هذه المعركة، ينتفي كل وفاق وطني بين الثورة المضادة وثورة الخامس عشر من آذار، ليزول، مرة أخرى، اللبس المحيط بشعار الوحدة الوطنية، فيظهر على حقيقته، من حيث هو مثل أعلى رائج التداول في أوساط السياسيين والمثقفين.
في ضوء المعطيات الراهنة للحالة السورية، وهي مختلة لصالح الليبرالية والعولمة والسياسة الدولية والإقليمية المنقادة للإمبريالية، ثمة طريق واحد لليسار الثوري، طريق غائب عن البرامج السياسية لليسار، يودي، بعدما يكون اليسار اتحد حول استراتيجية ثورية في جبهة واحدة، برنامج يَجمع بين النضال السياسي، والنضال الشعبي المسلح (حرب العصابات على نقيض حرب المواقع والجبهة الشاملة التي تُسيِّر جيش سورية الحر)، يودي إلى النضال من أجل تكوين سلطة شعبية مجتمعية مناهضة للدولة، تضمن استمرار الثورة في المراحل القادمة، وعلي مسار من التطور والتغيير يضع البرنامج أمامه، في كل مرحلة انتقالية، على المدى القريب والمتوسط، مهمة الانتقال إلى الاشتراكية. إن البوادر الأولية للسلطة الشعبية تتراءى في مرآة التنسيقيات، التي تُعتبَر، إحدى خصوصيات الثورة في سورية.
كي يتغلَّبَ الوضوح على كل لبسٍ، فإن اليسار الثوري، وإن كان يناضل من أجل ديمقراطية موعودة، تأتي ولا تأتي، إلا أنه يناضل دوما وفي جميع المراحل، من أجل أوسع الديمقراطيات السياسية والاجتماعية. التنسيقيات، المجالس، السلطة الشعبية، ماهي إلا الخطوة الأولى على طريق بناء ديمقراطية نابعة من مجتمع أصحاب الدخل المحدود والمهمَّشين وفقراء الفلاحين والعمال والبروليتاريا الرثة. ديمقراطية واسعة تهدف، في نهاية الأمر، إلى توسيع دور السلطة السياسية المجتمعية للطبقات الشعبية، وتقليص دور الدولة وسلطاتها، بحيث تبقى السياسة والاقتصاد تحت يد الشعب، فلا تستأثر بها الدولة ومجالسها التي تُبتلَع من السلطة بدل أن تقاومها، وتكرِّس قانونيا وتشريعيا ودستوريا احتكار البورجوازية للاقتصاد والسياسة معا.
إن يساراً ثوريا يَسلخ الاقتصاد والسياسة عن الدولة، ويضعها بين أيدي المجالس الشعبية، لا يعتريه أي لبسٍ في ما يتعلق بالمستقبل النيوليبرالي للدولة السورية التي، إن هي لم تبقَ تحت سيطرة العسكريتاريا، فإن السياسة الدولية المُنقادة للإمبرالية، والعولمة النيوليبرالية ، هما اللتان ستقودان المرحلة الانتقالية جهارا وما وراء الستار، على حد سواء.
إلى ذلك، لم يعد للَّبس مكان، طالما يتوجه نضال اليسار الثوري نحو السلطات الشعبية، لبنائها وتوسيعها وترسيخها، ويناهض الدولة االديمقراطية الليبرالية، بالرغم من أن برنامجه الثوري يؤيِّد هذه الديمقراطية، لكنه ليس جزءا من الدولة وسلطاتها. وليست الأزمة الثورية التي هي نتاج ظهور سلطتين متصارعتين سوى ما يُسمَّى أحيانا -الورطة الثورية-.
أمام الصراع الطبقي، على الصعيدين المجتمعي والدولي ، يزول، باختصار شديد، كل لبس يحيط بالأزمة الثورية في سورية، من حيث هي صراع بين سلطتين أو أكثر، للفوز بسلطة السياسة وتراكم رأس المال، في المجتمع والسوق العالمية والمحلية.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - التراجع الحضارى وغياب لغة الحوار / خيري فرجاني
- الحقيقة هي : لا تسمحوا للجوع أن ينال منهم / سالم اسماعيل نوركه
- هواجس عن عالمنا القائم اليوم 355 / آرام كربيت
- هكذا كنا في خانقين / ديار الهرمزي
- هلوسة زيلينسكي...والتصعيد العسكري الاميركي / نجم الدليمي
- ما هو سر الهيمنة الأمريكية؟ / ابراهيم ابراش


المزيد..... - فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حسان خالد شاتيلا - كاتب ومفكر يساري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور ومهام اليسار الاشتراكي الثوري في ثورة الخامس عشر من آذار 2011 في سوريا. / حسان خالد شاتيلا - أرشيف التعليقات - رد الى: د. حسن بشير محمد نور - حسان خالد شاتيلا