|
رد الى الاستاذ خلدون النبواني - رامي شمرا
- رد الى الاستاذ خلدون النبواني
|
العدد: 452219
|
رامي شمرا
|
2013 / 2 / 19 - 19:34 التحكم: الكاتب-ة
|
عزيزي الاستاذ خالد النبواني اود ان اشكرك على ردك، خاصة انك كتبته في ظروفك غير المواتية لمتابعة الحوار. واسمح لي بتواضع ان ارد على ما جاء فيه:
في البداية احب ان اقول اني لا الومك ان وجدت في فكرتي تناقضاً -خاصة بعد محاولتك تفككيها عوضا عن النظر لها ككل، فمحاولات مزاوجة علم النفس الفرويدي مع الدياليكتيك المادي قوبلت بالاستهجان وحتى بالمحاربة في الحقبة السوفييتية*، ولكني احب ان اوضح قبل الاستطراد ان وجهة النظر التي طرحتها تندرج في سياق تطبيق مبادئ الدياليكتيك على المجتمع مع احترام البناء النفسي للانسان وقواعد علم الاجتماع ويمكن ان تسمى المادية النفسية، وجدلها ميكانيكي بمعنى انه يمكن التوقع بشكل علمي مدروس كيف تتطور صراعاتها الحتمية ولا يجب ان يفهم من ذلك انه جدل مثالي او عقلي صرف.** بالعودة الى الماركسية كما افهمها فإن ماركس وانغلز اغفلا تحليل اسباب الاغتراب والضياع انطلاقا من دياليكتيك علم النفس وقارباها فقط من باب الاقتصاد وبشكل ادق -الملكية الخاصة- لذلك اصبحت هذه المقاربة مثالية (عقلية صرفة)، وهم بذلك حكموا على المادية التاريخية بوصفها علم الطبقات وخلاصة النظرية بالفشل*** -وهو ما حدث- لانها وضعت بمعزل عن الواقع حتى لو لم تكن تلك نية ماركس، فهذا التطبيق الجائر لقوانين الدياليكتيك والذي يهمل جوانب شديدة الاهمية ( ك تكوين الانسان النفسي ومنظوماته النفسية وعلاقته ببقية افراد المجتمع وتمايز الاهواء والشخصيات والنزعات العدوانية او المرضية للافراد التي لا علاقة للملكية الخاصة بها، والتي تحتوي كل منها على صراعها الخاص)، ان هذا التطبيق الجائر سوف يؤدي حتماً الى الفشل -وسيؤدي في حالتنا الى فهم مغلوط للثورات كما ارى توصيف الثورات العربية؛ على كل حال ولكي لا يمل بعض القراء من غير اليسار وبالانتقال من التجريد الى التجريب بدون ان نغفل ان الشيطان في التفاصيل: كنت قد سألت حضرتك في بداية ونهاية مشاركتي بعض الاسئلة ولكني لم اسمع منك اجابة على احدها –ما عدا مثال ثورات الخليج- بل اعدت لي بدون مناقشة حجتك بان الثورات تمت و ان الاسلاميون ربحوا جولة في معركتها، ولم توضح كيف -قدر للاسلاميين ان يركبوا صهوات الثورات العربية-، ولم تفسر كيف حدث ذلك بادوات الماركسية التي كنت اعتمتدها في صلب مقالتك، ففي مقالتك حللت الواقع بالاستناد على حصول تغير كمي احدث التغير النوعي بثورة يفترض انها تقدمية بماهيتها. ولا يمكن للقارئ المتفحص الا ان يجد في هذه االتحليل مثالية رومانسية وتناقضاً بنوياً مع احترامي الكامل لنبل الفكرة (كيف يمكن لوعي اجتماعي سائد ان ينتج ثورة يتلقفها طرف ثالث يميني ضمن المجتمع ويربح نتائجها في انتخابات عددية؟ الا يمكننا القول بشكل مبسط وبدون الحاجة الى سند فلسفي: ان كان عدد الاسلامويين في مجتمع ما اكثر فهذا يعني ان الوعي السائد هو اسلامي بالضرورة)، وان اردنا ان نحلل بهذا الشكل التعسفي الذي تقدمه فيمكن لنا القول ان الثورة الاسلامية الايرانية هي حراك تقدمي ما زال يتقدم منذ ثلاثة عقود نحو وجهته اليسارية التي انطلق من اجلها، كما يمكن رد اعادة انتخاب حزب العدالة والتنمية في تركيا وتقهقر التيار العلماني في البرلمان الى تطور تقدمي في وعي المجتمع لم ياخذ مداه بعد؛ افغانستان وطالبان، غزة وحماس، ريف سوريا والقاعدة ..الخ، وهو ما اراه غير مطابق للواقع؛ ارى وقد اكون مخطئاً ان استعمال ادوات الدياليكتيك بشكل خاطئ لن يعطي نتائج صحيحة او تحليل صحيح، ففي تحليلك رأيت ان التراكم حتما عملية تقدمية بينما اجد انه يمكن له ان يكون رجعياً وانه رجعي حتماً في حالة الربيع العربي. واسمح لي بالقول بان دفاعك -الاسلاميين لم ينجحوا في حرف الثورة عن مسارها- لا يمكن اعتباره مؤشراً لصحة التحليل لعدة اسباب منها ما ذكر في التجريد وبعضها بالتطبيق: لم يمض على تجربتهم الكثير، وما زالوا ممسكين بالحكم، وهم بدأوا محاولاتهم التي لن تنتهي باسلمة مجتمعاتهم فهي فحوى الايدلوجيا التي اوصلتهم للحكم، كما انهم اخطأوا بعنجيتهم بصدم المجتمع ولو انهم اتبعوا المقاربة التركية (القوة الناعمة) لنجحوا في تغيير الوعي واعادة عقارب العلمانية الى الوراء شئنا ام ابينا. ان الماركسية الارثوذكسية- التي كنتَ قد تعرضت لها في مقالتك بالنقد- بوصفها محاولة قولبة كل شيئ على قياس فكرتها هو ما قمتَ انت به بشكل او باخر عندما اعتبرت ان الربيع العربي فعل تراكمي تقدمي بالضرورة، وان قطار التغيير الحقيقي انطلق وان ركب اسلاميوه العربة الاولى، بينما رايي انطلق بعكس رأيك بأن مسيرة الرجعية بدأت في بعض البلدان العربية وفي بلدان اخرى بدأ الصدام الدموي في الايدلوجيا وليس الطبقات، فالربيع العربي من وجهة نظري لا يعكس صراعا طبقيا بل ايدلوجياً وليس ثورة بل انقلاب، اما بخصوص ردك على فكرة الثورات الخليجية فلا اتوقع بأنه يمكن الاطلاق على تظاهرة -ثورة- كمثال سلطنة عمان، او على حراك يغلب عليه لون واحد وانطلق من مطالبة السلطة باشراك الشيعة في الحكم بانه ثورة بالمفهوم اليساري حتى لو اردنا ان نتعسف في الفكرة) . اتمنى لك الشفاء من المرض و الانتهاء من مشاغلك الطارئة . سلامي ومحبتي _____________________________________ الهوامش في المشاركة التالية
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
3/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت
...
/ سعد محمد مهدي غلام
-
بيان جديد للمحافظين الجدد: إبقاء القوات الأميركية في الشرق ا
...
/ عبد الاحد متي دنحا
-
في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
/ محمود عباس
-
كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الروا
...
/ أشرف سهلي
-
-مشاهد … من تأريخنا المنسي-
/ شكران خضر
-
الزليج فرادة مغربية
/ ادريس الواغيش
المزيد.....
-
بعد تأجيل وجدل..إسرائيل تفرج عن معتقلين فلسطينيين ضمن صفقة ت
...
-
إعدام مواطن سعودي قام بسحب شخص آخر بسيارته ما أدى لمقتله.. و
...
-
السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن
...
-
-بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح
...
-
من هنأ الشرع من القادة العرب بتنصيبه رئيسا لسوريا للمرحلة ال
...
-
-هذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها أبي-، شابة فلسطينية تلتق
...
المزيد.....
|