|
رد الى: رامي شمرا - خلدون النبواني
- رد الى: رامي شمرا
|
العدد: 452013
|
خلدون النبواني
|
2013 / 2 / 19 - 03:17 التحكم: الكاتب-ة
|
الأستاذ العزيز رامي شمراَ شكراً للقراءة وللرد. واستميحك عذراً أنت والسادة القراء عن تأخري في التحاور. بصراحة عندما وافقتُ على موعد الحوار الذي تفضل بعرضه عليّ مشكوراً موقع الحوار المتمدن، لم أكن أعرف أنني على موعد مع المرض والانشغالات الطارئة الأُخرى التي أُمطرتُ بها مؤخراً. إذن شكراً لردك الذي سأقرأه تفكيكياً واسمح لي أن أقول بعد قراء فاحصة لما كتبته في تعليقك أن ردك يذهب في اتجاهات مختلفة قد تتناقض أحياناً ولعله يُثير جملة من الإشكاليات المنهجية عندما نتأمل بتفاصيله. ولكي أوضح ما أقول سأحاول مناقشة نقاط تفصيلية مررتَ عليها في ردك الذي يظل رغم نقدي له مهماً ويضيف على نصي ويمده. قبل أن أعود لفكرة الربيع العربي والفلسفة دعني أبتدأ مع هذه الأخيرة أولاً. لقد بدأتَ الحديث فلسفياّ عن ماركس الذي قلتَ أنه وفي مخطوطاته الأولى تجنب خطأ هيغل بالتوهان في جدل عقلاني صرف وإن مفهومه عن الاغتراب أو الاستلاب والضياع لم يخضعهما لاحقاً لقوانين ديالكتيكه وبهما، ولعلك تقصد هنا، هذين المفهومين لدى ماركس الشاب يساعداننا أكثر على تحليل الواقع. أحترم قراءتك وأتفق مع ضرورة إشراك ما صنّفه ماركس من معطيات البنية الفوقة كالثقافة والدين في تحليل الظواهر. المشكلة أن مقدمتك هذه تعوّل على هذه البنية قبل أن تنسفها لاحقاً وتلغيها وتلغي دورها لصالح خلفية ماركسية أقرب إلى الأرثوذوكسية في تعاملها مع الموضوع. حسناً سأحاول إذن أن أُّقدّم قراءتي مع تأكيدي على احترامي لوجهة نظرك. قراءتي للموضوع أن ماركس الشاب كان أقرب إلى هيغل ومفرداته من ماركس الكهل حيث تراجع لديه الجدل العقلاني الصرف في مراحله المتأخرة على عكس ما كان عليه في مؤلفاته الأولى وعلى عكس ماذ هبتَ إليه حضرتك. عند ماركس الشاب كانت تبرز مفاهيم هيغل حول الانسان الذي سيختفي تقريباً من مؤلفات ماركس الكهل وسيحل مكانه فكرة الفرد العامل اما فكرة الاغتراب الروحي الهيغلي فهي ستصبح عند ماركس الناضج فكرة اغتراب العامل عن نتاج عمله واستلابه للآلة ولسيد العمل الخ وهي لم تختفي نهائياً من مؤلفاته الأخيرة وخضعت لقوانين الجدل الماركسي على عكس ما قرأته أنت. لا شك أنني هنا لا اعتبري قراءتي صحيحة وغيرها خاطئ، ولكنني أميل إلى هذا -الاعتقاد- أو التصور ولو رجعت مثلاً إلى كتاب إريك فروم -مفهوم الإنسان عند ماركس- لوجدت ما يُساعد على توضيح وجهة نظري ولو بحثت عن مفردات الإنسان في أجزاء -رأس المال- لوجدتها شبه مختفية على خلاف ما حفلت به في كتاباته الأولى ولوجدت أن مفهوم المجتمع مثلاُ راح يستولي على مكان مفردة الطبيعة تشغله سابقاً الخ. في تعويلك على دور البنية الفوقية الذي اتفق معه مع العلم أنني أرغب في تحطيم ثنائية ماركس وهيغل التي تبقى ميتافيزيقية مع ماركس رغم رغبته القطع مع الميتافيزيقا. ولكن لا بأس، لو استخدمنا مفرداته لقنا إذن، أن البنية الفوقة دور فاعل في التغيير المجتمعي والسياسي وهذا ما عملت عليه التوجهات الأصيلة في الماركسية اللاحقة على ماركس كما فعل جورك لوكاتش الأول (صاحب -التاريخ والوعي الطبقي-) وكارل كورش والجيل الأول من مدرسة فرانكفورت بل وحتى توجهات بعيدة عن الماركسية عوّلت على دور البنية الفوقية في التغيير كما فعل صموئيل هنتنغتون في رؤيته لصدام الحضارات. وسواء اتفقنا معه ام لا إلا أن رؤيته وضعت موضع التطبيق أو أثبت التاريخ صحة جزئية لها. لو ربطنا هذا إذن بما يحصل في الربيع العربي لوجدنا أثراً فاعلاً للدين في عملية اللعبة السياسية فقد امتطى الاسلاميون صهوات الثورات العربية، ولكن السؤال هو هل كسبوا الحرب؟ لقد كسبوا معركة وأثبتت الوقائع أنهم لم يحسموها ولم يحسموها فرغم فوزهم إلا أن محاولات فرض لونهم على المجتمع في تونس ومصر قد اصطدم بارادة شعبية مغايرة وقوية الحضور. بصراحة قناعتي الشخصية انه لا يمكن إلغاء الدين من حياة المجتمعات. لو فعلاً لاجتثثنا مكون روحي مهم من مكونات البشر والمجتمعات وقد وجد بدون استثناء تقريباً في كل المجتمعات. الظاهرة الروحية ضرورية وعلينا الاعتراف بها حتى ولو كنا ماديين ملحدين. ولكن على الآخر المتدين القبول والاعتراف بالآخر على قاعدة الاختلاف. وهنا لا بد من شيء من العلمانية والدولة المدنية وهذا ما سيحصل في بلدان الربيع العربي. مرحلة من التنخيل والاصطراع والدوران الى أن تستقر المور عند حالة معينة وهنا لا بد من فعل الإرادة ويعول علينا أصحاب الوعي المدني ألا نترك الساحة لأصحاب الفكر الاقصائي ونعترف بنفس الوقت بحضور المعتدلين وحقهم في ممارسة طقوسهم. أي يجب أن نعترف بحيزين: خاص تضمن فيه حريات الناس ومعتقداتهم وحقهم في ممارسة ما يريدون ويعتقدون وهذا حق من حقوق الإنسان وحيز عام يعترف بالجميع على اساس المواطنة والمساواة أمام القانون مهما كان معتقد الشخص او فكره او توجهاته. لا اتفق معك أن الثورة في الخليج لم تقم بسبب الاكتفاء المادي وحضور شكل تصالحي ديني. الثورة قامت في البحرين وفي عُمان وقد قمعتها دكتاتوريات الخليج وتحالفت ضدها ولكنها آتية ولو بطريقة أقل ثورية برأيي كما أنني ضد نعت ثورة البحرين بالطائفية وإن كانت هذه الخيرة حاضرة فيها. الربيع العربي لم يستبدل دكتاتور بآخر وما هذه إلا جولة أهم ما فعله الربيع العربي هو وضع السياسة في مكانها الصحيح: في يد الناس، في الشارع بعد أن كانت مُحتكرة في يد بعض الأُسر المافيوية... مودتي واعتذراي مجدداً عن ظروفي القاهرة والطارئة التي أخرتني من التفاعل.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
3/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت
...
/ سعد محمد مهدي غلام
-
بيان جديد للمحافظين الجدد: إبقاء القوات الأميركية في الشرق ا
...
/ عبد الاحد متي دنحا
-
في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
/ محمود عباس
-
كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الروا
...
/ أشرف سهلي
-
-مشاهد … من تأريخنا المنسي-
/ شكران خضر
-
الزليج فرادة مغربية
/ ادريس الواغيش
المزيد.....
-
صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال
...
-
مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
-
تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك
...
-
بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر
...
-
خلص جسمك من السموم بهذه المشروبات الصحية.. سهلة التحضير
-
نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت
...
المزيد.....
|